كتيبة تدريب فرنسية تهيمن على منتخبات أفريقيا.. فما النتيجة؟
صلاح شرارة
١٠ يوليو ٢٠١٩
شهدت كأس أمم أفريقيا بمصر حضورا كبيرا للمدربين الفرنسيين. كانوا سبعة في البداية وبقي منهم ثلاثة فقط، سيكون واحد منهم على الأقل حاضرا في نصف نهائي البطولة. فماذا قدم المدربون الفرنسيون في مصر 2019؟ وهل يفوز بها أحدهم؟
إعلان
من بين الظواهر اللافتة للأنظار في النسخة 32 من كأس أمم أفريقيا بمصر 2019، هو أن مدربي المنتخبات وليس نجوم تلك المنتخبات هم أصحاب الأثر الأكبر في النتائج. فلم يعد هناك نجم يحدد النتيجة مثلما كان يفعل دورغبا أو إيتو أو غيرهما. فمصر مثلا، بمحمد صلاح وتريزيغيه والمحترفين الآخرين خسرت على ملعبها أمام خطة الاسكتلندي ستيوارت باكستر مدرب جنوب أفريقيا. كما أن فريق الجزائر ظهر بأروع شكل من خلال عمل المدرب الوطني جمال بلماضي.
ويدرب المنتخبات الـ24 التي شاركت في البطولة 11 مدربا وطنيا من أفريقيا. وباستثناء النجيري إيمانويل أمونكي مدرب تنزانيا، يدرب هؤلاء منتخبات أوطانهم مثل بلماضي، وأليو سيسيه مدرب السنغال، ومحمد مجاسوبا مدرب مالي وغيرهم.
كتيبة فرنسية تدرب منتخبات أفريقيا
وباستثناء منتخب مصر، الذي كان يدربه المكسيكي خافيير أغيري، استعانت بقية المنتخبات الأفريقية بمدربين من قارة أوروبا وهناك مدرب واحد فقط من ألمانيا، بلجيكا، اسكتلندا، هولندا وصربيا. غير أن هناك سبعة مدربين من فرنسا. ما يعني أن المدرسة الفرنسية هي من حيث العدد أكبر مدارس التدريب الممثلة في تلك البطولة.
في البطولة السابقة في الغابون 2017، كان عدد الفرنسيين متساويا مع عدد المدربين الأفارقة، وكانت البطولة تضم 16 فريقا فقط، وكان هناك أربعة مدربين فرنسيين، ومثلهم أفارقة مقابل اثنين من بلجيكا إضافة إلى مدرب واحد من إسبانيا والبرتغالي والأرجنتين وإسرائيل وصربيا وبولندا. وفي النهاية توج البلجيكي هوغو بروس مع الكاميرون، كأول مدير فنى بلجيكي يحقق البطولة، على حساب منتخب مصر، الذي كان يدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر.
ماذا قدم الفرنسيون حتى الآن؟
في البطولة الحالية في مصر 2019 خيب رونار مدرب المغرب الآمال بخروجه من الدور الثاني في البطولة وهو الذي كان يأمل أن يفوز باللقب الثالث بعد فوزه من قبل مع زامبيا وكوت ديفوار. كما ودع ديسابر البطولة مع أوغندا من نفس الدور بعدما قدم عروضا جيدة.
أما مارتينز فخرج مع موريتانيا من دور المجموعات بعد أن قدم أداء مرضيا في أول ظهور لمنتخب "المرابطين" بالبطولة. وأقصي مينييه مع كينيا من نفس الدور أيضا.
المدربون الثلاثة الذين مازالوا في البطولة يخوضون اليوم وغدا دور ربع النهائي فيواجه ميشال دوسوييه مع منتخب بنين منتخب السنغال القوي، الذي يدربه أليو سيسيه. ويتواجه الجمعة مدربان فرنسيان: آلان جيريس مدرب تونس مع نيكولا ديبوى مدرب مدغشقر. ما يعني أن هناك مدربا فرنسيا واحدا على الأقل سيصل إلى نصف النهائي في البطولة.
وربما يذهب بعيدا، ويحقق اللقب رغم صعوبة المنافسة مع المدربين الآخرين: السنغالي سيسيه، والألماني غرنوت رور (نيجيريا) والجزائري بلماضي، والاسكتلندي باكستر (جنوب أفريقيا) والإيفواري إبراهيم كامارا.
صلاح شرارة
بطولة أمم أفريقيا تعود لمصر– تحديات ومكاسب تنتظر "المحروسة"
مصر هي الدولة صاحبة الخبرة الأكبر في تنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. ورغم الإمكانيات التي تمتع بها والمكاسب المنتظرة من استضافتها لنسخة خاصة جداً من البطولة القارية، إلا أن التحديات كبيرة بالنسبة لمصر "المحروسة".
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Lisitsyn
للمرة الخامسة، مصر من جديد
في اجتماع بالعاصمة السنغالية دكار الثلاثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2019) صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي يرأسه أحمد أحمد لصالح استضافة مصر لكأس أمم أفريقيا الثانية والثلاثين بدلا من الكاميرون. لتكون تلك هي البطولة الخامسة التي تستضيفها مصر، بعد بطولات أعوام 1959، 1974، 1986 و 2006.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mustafa
أسباب سحب التنظيم من الكاميرون
وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2018 سحب تنظيم البطولة من الكاميرون بعدما "تلقى تقارير مفصلة"، على مدار أكثر من عامٍ، لاحظ فيها أن العديد من الشروط "لم يتم الوفاء بها". وأوضحت وسائل إعلام أن الكاميرون تأخرت في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب (الصورة لملعب بافوسام) ، إضافة إلى وجود مخاوف لدى الاتحاد من الوضع الأمني هناك.
صورة من: DW/D. Köpp
مصر تتفوق بجدارة على جنوب أفريقيا
ومع إعلان سحب البطولة من الكاميرون أُعلِن أيضا عن فتح الباب لتلقي ترشيحات الدول التي تريد تنظيم البطولة. وكان الحديث يجري بقوة عن المغرب، غير أنه في النهاية لم يتقدم رسميا سوى مصر، وجنوب أفريقيا التي لديها ملاعب (الصورة) استضافت مونديال 2010. وجرى التصويت في داكار لـ"تحصد مصر 16 صوتاً، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب إفريقيا، وامتناع (...) واحد عن التصويت"، حسب الاتحاد المصري لكرة القدم.
صورة من: Reuters
بداية مرحلة جديدة من أمم أفريقيا
كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019 هي نسخة فريدة من البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في الخرطوم عام 1957. فخلافاً للنسخ السابقة لن تقام البطولة في الشتاء وإنما في الصيف، أي من 15 حزيران/ يونيو وحتى 13 تموز/ يوليو المقبلين. وبعد أن كانت النسخ الماضية (ما عدا النسخ الأولى) بمشاركة 16 فريقاً، ستكون هذه النسخة الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخباً.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
مصر مؤهلة لاستضافة البطولة
مصر لديها مؤهلات كثيرة جعلتها تفوز بتنظيم النسخة الـ32 من كأس الأمم الإفريقية. وسبق لبلاد النيل والأهرامات أن استضافت البطولة القارية أربع مرات، كما استضافت عام 1997 كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما، واستضافت عام 2009 كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً. ومصر لديها البنية التحتية اللازمة، من ملاعب وأماكن إقامة وشبكات نقل ومواصلات ومطارات، ومراكز البث ووسائل التواصل الحديثة، من أجل تنظيم بطولة ناجحة.
صورة من: imago/OceanPhoto
خمس مدن وثمانية ملاعب للبطولة
رشح الاتحاد المصري ثماني ملاعب لاستضافة أمم أفريقيا 2019، أربعة منها بالقاهرة الكبرى هي: استاد القاهرة (مدينة نصر، الصورة)، استاد السلام (مدينة السلام)، ملعب الدفاع الجوي (القاهرة الجديدة) وملعب الكلية الحربية (بالقرب من مطار القاهرة). بالإضافة إلى ملعب الجيش (الثالث) بمدينة السويس. وهناك استاد مدينة الإسماعلية. واستاد الإسكندرية وكذلك ملعب مدينة برج العرب، غربي الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/Ulmer
ملاعب خاوية بعد أحداث مؤسفة
ورغم السعة الضخمة لملاعب كالقاهرة وبرج العرب، إلا أنها تظهر خاوية من الجماهير في أغلب المباريات، خصوصا المحلية، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. فبعد وقوع أحداث مؤسفة مثل "أحداث ملعب بورسعيد 2012" (الصورة)، و"أحداث ملعب الدفاع الجوي 2015"، حيث قتل العشرات من جماهير فريقي الأهلي والزمالك، قرر الأمن المصري أن تقام المباريات بدون جمهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
عبء على الأمن والجمهور
غير أنه يجري السماح للجماهير من حين لآخر بحضور المباريات الدولية، مثل المباراة التي أقيمت على ملعب برج العرب (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) وتأهل من خلالها المنتخب المصري لمونديال روسيا 2018 بالفوز على الكونغو بهدفي النجم العالمي محمد صلاح (الصورة). غير أن تلك المباريات تمثل عبأ كبيرا على رجال الأمن والجماهير معا، حيث تكون الإجراءات الأمنية والتفتيش على أعلى مستوى ما يسبب ضغوطا على الجميع.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS
مخاطر الإرهاب تلقى بظلالها
وهناك عبء إضافي يشكله الإرهاب لا سيما في سيناء، والذي يستهدف رجال الجيش والشرطة والأقباط والسياح الأجانب على وجه الخصوص. ونظراً لتواجد ملعبي الإسماعيلية والسويس بالقرب من سيناء فستكون هناك حاجة لتأمين قوي للاعبين والجماهير. ولن يقل الأمر أهمية بالنسبة للمباريات في القاهرة أو الإسكندرية. ويتوقع أن يستغل تنظيم "داعش" هذه المناسبة لإرهاب المشاركين، على غرار ما فعله قبل مونديال روسيا.
صورة من: Imago/ZUMA Press
فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة
لكن السلطات والمسؤولين المصريين كانوا على علم تام بتلك المخاطر قبل التقدم لاستضافة تلك البطولة، التي تمثل فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة لمصر، من بينها الفوز مرة أخرى بالكأس الغائبة منذ 2010، وعودة الجماهير للملاعب، والمكاسب المادية من تنشيط السياحة، إضافة إلى بعث رسالة بعودة الأمن إلى ربوع "المحروسة"، كما يسعى إليه المنظمون. الكاتب: صلاح شرارة