مدرسة برلين للموضة: قِبلة الباحثين عن التألق والابتكار
٢٢ يناير ٢٠٠٧لا شك ان الطامح للنجاح والمنافسة في سوق الموضة، عليه ملاحقة النمو والتطور السريعين في هذه السوق التي لا تعرف حدودا. كما ينبغي على الشباب الراغبين في تعلم أصول تصميم الألبسة أو بما يعرف بالموضة الالتحاق بمدرسة متخصصة لها اسمها وعراقتها. ونظرا للنجاح الذي حققته مدرسة ESMod ،المدرسة الأولى للموضة منذ تأسيسها قبل 165 عاما في عاصمة الموضة باريس، أخذت فروعها بعد فترة بسيطة بالانتشار والتزايد بشكل مضطرد حتى وصلت إلى 17 فرعا في في عواصم عدة منها طوكيو وبيروت وجاكرتا وبرلين. وقد كونت هذه الفروع فيما بينها شبكة لتبادل الخبرات والمستجدات في عالم الموضة.
مدرسة برلين للموضة: نظرة من الداخل
تعتبر مدرسة برلين لتعليم فن التصميم إحدى أقوى فروع هذه المجموعة التي يقصدها الطلاب المولعين بدراسة فن التصميم. ومدة الدراسة في هذه المدرسة هي ثلاث سنوات يتلقى الطالب فيها تعليما نظريا وعمليا. بنظرة من الداخل يمكن تشبيه مدرسة برلين لتعليم الموضة بأنها خلية نحل، حيث يشاهد الداخل إليها مباشرة ورشات العمل التي لا تتوقف بجانب طلبة أصولهم لا تقتصر على المانيا فحسب، بل تتعداها الى دول مختلفة. ففي إحدى الغرف تجد طلبة منهمكين في الخياطة والتطريز والبحث عن عناصر التزيين المناسبة والمتناسقة، وفي غرف أخرى تجد مجموعة منهمكة في التحضير لمشاريع محددة قبل عرضها على اللجنة المشرفة. ويمنح كل طالب فترة أسبوعين لتصميم وتنفيذ المشروع وابتكار الشكل المطلوب، لذا يكون اليوم الأخير قبل تسليم المشروع مخصصا للاهتمام ببقية بالتفاصيل الصغيرة ووضع اللمسات الجمالية النهائية. الطالبة (نوى) ابتكرت معطفا بحريا أزرقا واختارت إحدى زميلاتها (إيفا) لتقوم بعرضه أمام لجنة التحكيم وذلك نظرا لتناسب قوام وزُرقة عيني إيفا مع الوان المعطف. هذا ما أكدت عليه إيفا بقولها: "أنا أحب هذا النوع من التصاميم، انها جميلة جدا وتعيدني الى الماضي". فترد عليها المصممة الواعدة (نوى) بالقول: "نعم أنا أحب الملابس التي تعطي مرتديها إحساسا سحريا وجاذبية خاصة". (نوى) هي واحدة من ضمن ثلاثين طالبة وطالبة أتوا من خارج ألمانيا لدراسة فن الموضة في العاصمة الالمانية.
طموحات المصممين الشباب ليس لها حدود
الشاب يونغ من الصين، يحاول الاستفادة من وجوده بين زملائه في برلين، ومن التواصل الذي تؤمنه المدرسة للطلبة بشكل عام من خلال تبادل المعلومات مع باقي مدارس المجموعة في كافة أنحاء العالم. ويقول يونغ بأن حلمه أن يكون له تصاميمه الخاصة والمبتكرة التي يتميز بها في السوق الصينية، حيث ان فرص نجاحه هناك أكبر حسب رأيه. ويضيف قائلا بأن "القدرة الشرائية للكثير من الأسر ارتفعت بشكل واضح لدرجة تمكنها من اقتناء الملابس الغالية نسبيا." أما الطالبة الإيرانية أسده، فتتمنى أن تصبح مصممة أزياء مشهورة، لكنها لا ترغب في الرجوع إلى بلادها، بل تريد أن تعمل في محيط تستطيع فيه تحقيق ذاتها وتتوفر فيه إمكانيات النجاح. وتستمتع أسده بارتداء الملابس التي صممتها بنفسها والتجول في شوارع برلين. وقد حاولت الطلبة الإيرانية الطموحة أن تضفي طابعا خاصا من الحرية والحداثة على تصاميمها.
يقول المتابعون لعالم الموضة والتصميم بان أهم مقومات النجاح في مجال الموضة هو أن يكون المصمم واسع الأفق كثير الإطلاع لمعرفة متطلبات عالم الموضة في مختلف البلدان. لذلك ينبغي على الشباب الدارسين على سبيل المثال معرفة ما هي الموضة الأكثر رواجا هذا الموسم في اليابان او في الهند. فمعرفة ذلك ربما تفتح أفاقا جديدة أمامهم ليجدوا سوقا أفضل لتصميماتهم هناك، كما يمكن لهم أن يطوروا أفكارهم حسب متطلبات السوق ويستفيدوا من ذوق المصممين اليابانيين ومن طريقة تفكيرهم.
وتجدر الإشارة الى ان الموضة باتت اليوم تشكل جزءاً لا يتجزأ من متطلبات الحياة العصرية. لذلك تطل علينا في بداية كل فصل من فصول السنة تصاميم جديدة بأشكال والوان متعددة. كما أصبحت معارض وصالات الموضة جزء مهما من حملات الترويج التي لا عنى عنهها أبدا لتقديم اخر صيحات الموضة للجمهور. ولعل من اهم هذه المعارض هي معرض باريس في فرنسا ودوسلدورف في ألمانيا.
أكرم الأحدب