مدعي ألماني شهير على رأس لجنة دولية للتحقيق في اغتيال الحريري
كلف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان المدعي العام الألماني ديدتليف مهليس بالتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي لقى مصرعه إثر انفجار سيارة ملغومة في وسط العاصمة اللبنانية بيروت في 14 فبراير/شباط الماضي. وكان مهليس قد نال شهرة عالمية بعد نجاحه بالتحقيق في قضية ملهى "لا بيل" في برلين وكشفه عن ملابسات قضية الاعتداء بالمتفجرات عليه في عام 1986. ويجدر الذكر في هذا السياق أن محكمة ألمانية في برلين قضت في عام 2001 بأن المخابرات الليبية كانت وراء هذا الهجوم الذي أودى بحياة امرأة تركية وجنديين أميركيين وأصاب أكثر من 200 شخص آخرين بجروح.
لجنة تحقيق دولية بقيادة ألمانية
ومن المقرر أن يرأس مهليس لجنة تحقيق دولية تتكون من 50 شخصاً، بعضهم موظفون إداريون والبعض الآخر مسئولون أمنيون، تضطلع بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق. وكان مجلس الأمن الدولي قد أمر في السابع من أبريل/نيسان الماضي بإجراء تحقيق دولي بعد أن خلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق برئاسة نائب مفوض الشرطة الايرلندية بيير فيتزجيرالد إلى أن التحقيق اللبناني في حادث الاغتيال شابته "عيوب خطيرة"، ولم يستطع التوصل إلى استنتاجات تتوافق مع المعايير الدولية المعهودة وتتمتع بالمصداقية الضرورية لتقبلها دولياً.
تفاؤل ألماني رغم صعوبة المهمة
يتميز مدعي مدينة برلين السابق ديتليف ميليس الذي يبلغ الخامسة والستون من العمر بثقته بنفسه، كما أنه عبر عن سعادته بالثقة الكبيرة التي منحه إياها السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان. ورغم فشل لجنة التحقيق اللبنانية في التوصل إلى نتائج مرضية فيما يتعلق بالكشف عن خلفيات إغتيال الحريري، إلا أنه يشعر بالتفاؤل في قدرته على رفع اللثام عن ملابسات هذه القضية. وهو يضيف في هذا الصدد قائلاً:"أنا اشعر بالتفاؤل أكثر من التشاؤم. وعلى الرغم من معرفتي بصعوبة هذا العمل، إلا أنني أعتقد أن خبرتي في هذا المجال ستساعدني على التعامل الصحيح مع هذه القضية ذات الأبعاد السياسية الكبيرة".
ترحيب لبناني بالقيادة الألمانية
وبالإضافة إلى ديتليف ميليس يشارك عدد كبير من المحققين الالمان في فريق التحقيق الدولي. ويأمل رئيس فريق التحرير المخضرم بمساعدة السلطات اللبنانية حيث يقول:"لدي إنطباع بأن غالبية اللبنانيين مستعدة للتعاون معنا لإنجاز مهمتنا الصعبة". والجدير بذكره في هذا السياق أن مظاهرات حاشدة خرجت في شوارع بيروت في أعقاب الحادث. كم ألقى سياسيون لبنانيون معارضون بلائمة الهجوم على دمشق. وعلى الرغم من نفي سوريا، التي هيمنت على الشؤون اللبنانية لمدة ثلاثة عقود، ضلوعها في الهجوم، إلا انها إضطرت إلى سحب قواتها من لبنان تحت وطأة الضغوط العربية والدولية.