مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان يلتقي أحمد الشرع
١٧ يناير ٢٠٢٥
بعد زيارة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك لدمشق، التقى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. هل عاد الزوار بنتائج ملموسة؟
إعلان
أفادت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية (سانا) بأن أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني "يلتقيان وفداً من المحكمة الجنائية الدولية برئاسة كريم أحمد خان المدعي العام للمحكمة".
باغت الهجوم الخاطف الذي شنّه تحالف من فصائل المعارضة النظام السوري والرئيس بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، ليُطوى بذلك نصف قرن من هيمنة عائلة الأسد على البلاد.
وجاء في بيان صادر عن مكتب خان أنه "سافر إلى دمشق بدعوة من الحكومة الانتقالية السورية" ليرى كيف "يمكنها أن تقدم شراكتها لدعم جهود السلطات السورية نحو المساءلة عن الجرائم المرتكبة في البلاد". وأضاف البيان "إن المدعي العام ممتن للمناقشات المفتوحة والبناءة خلال زيارته، والتي تم خلالها وضع إجراءات المتابعة".
ويشكل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا، والمقابر الجماعية التي يُعتقد أن النظام السوري دفن فيها معتقلين قضوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد أكثر من 13 عاماً من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وتعهدت السلطات الجديدة بالعدالة لضحايا الفظائع التي ارتكبت في عهد الأسد، وأكدت أنه لن يتم العفو عن المتورطين بـ"تعذيب المعتقلين" في السجون السورية، بل ستعمل على ملاحقتهم ومطالبة الدول التي فرّوا إليها بتسليم "هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة".
ولم يسمح للمحكمة الجنائية الدولية في ظل حكم الأسد بالعمل في سوريا التي لم تصادق على نظام روما الأساسي والذي يمنح المحكمة ولاية على الجرائم المرتكبة في الدول التي وقّعت عليه.
العقوبات الاقتصادية على سوريا
02:07
وخلال زيارة إلى دمشق الأربعاء، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى تحقيق "العدالة الانتقالية" في سوريا، معتبراً أن الأمر "بالغ الأهمية" بعد تسلّم إدارة جديدة السلطة في البلاد. وفي الشهر الماضي، قال تورك إنه "سيشجع بقوة" السلطات السورية الجديدة على التصديق على نظام المحكمة الجنائية الدولية، مشدداً على الحاجة إلى "بناء نظام قانوني محلي يسمح بمحاكمات عادلة".
وفي كانون الأول/ديسمبر، قال رئيس الهيئة الأممية للتحقيق بالجرائم في سوريا إنه من الممكن إيجاد أدلة "كافية" لمحاكمة أشخاص بارتكاب جرائم ضد القانون الدولي، لكنّه شدد على وجود حاجة ملحّة لحماية هذه الأدلة وحفظها.
وقال روبير بوتي، رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 2016 لإعداد الملاحقات القضائية على الجرائم الدولية الكبرى في سوريا، "لدينا هنا إمكانية للعثور على أدلة كافية ووافية لإدانة من يجب محاكمهم".
وتعقد آمال على إطلاق عملية مساءلة وطنية في سوريا واتخاذ خطوات لمنح المحكمة الجنائية الدولية أخيراً الولاية القضائية للنظر في الجرائم المرتكبة في البلاد.
وفي عام 2014، استخدمت روسيا والصين حق النقض لوقف مشروع قرار فرنسي في الأمم المتحدة نص على رفع ملف الجرائم المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
خ.س/ع.ش (أ ف ب)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي