1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثأر الأردني من داعش

ملهم الملائكة٧ فبراير ٢٠١٥

نفذ الأردن حكم الإعدام بإرهابييَن عراقييَن تعتقلهما ردا على حرق تنظيم داعش الطيار الأردني الأسير الكساسبة، لكن الرأي العام العراقي لا يبدو راضيا عن هذا رغم التحالف الدولي العربي الذي يحارب داعش في العراق وفي سوريا.

Jordanien - Vater des entführten Piloten Maaz al-Kassasbeh
صورة من: Getty Images/AFP/K. Mazraawi

بعيد تسريبات على مدى شهر حول استعداد الأردن لمبادلة ساجدة الريشاوي بالطيار الأردني الأسير عند داعش معاذ الكساسبة، نفذت حكومة الأردن بسرعة بالغة وفي صبيحة الأربعاء (04 شباط/ فبراير 2015) حكم الإعدام بحق الارهابييَن العراقييَن ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، وهو حكم صدر في عام 2006 وبقي تنفيذه معلقا طيلة تسعة أعوام.

تنظيم داعش خرج فجأة عن نيته المعلنة في إجراء مفاوضات محتملة مع الأردن - وهي مفاوضات نفاها الصحفي الأردني مضر المومني في حواره مع DW كاشفا أنّ داعش كانت تطالب بإطلاق سراح ساجدة الريشاوي مقابل اطلاق سراح أحد المختطفين اليابانيين – ليعلن التنظيم انه قد أعدم الطيار الأسير حرقا ثم ينشر الفيلم المرعب على يوتيوب.

بشاعة الفيلم الذي انتج بطريقة سينمائية احترافية، أثارت تعاطفا عربيا وعالميا واسعا مع الكساسبة. ورغم أن العراقيين أعلنوا تعاطفهم مع الطيار المنكوب وعائلته وشكروا الأردن، لكن تعليقاتهم على فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى في رد فعل على تساؤلات DW، كشفت عن مرارة عميقة وهم يقولون إن العالم يهتز لإعدام طيار أسير كان يحارب تنظيم داعش، ولم يهتز لجرائم القتل التي نفذها التنظيم بآلاف العراقيين وأغلبهم من المدنيين في معسكر سبايكر وفي سنجار وتلعفر ومناطق أخرى.

الارهابية ساجدة الريشاوي، بقيت معتقلة ونفذ فيها حكم الاعدام ثارا لمقتل الطيار الاردني الكساسبة.صورة من: Marco Di Lauro/Getty Images

"الإرهاب لا هوية له ولا يحمل جنسية"

كثير من العراقيين تساءلوا لماذا أعدم الأردن إرهابيين عراقيين، علما أنه يعتقل إرهابيين أردنيين وعرب كثيرين متهمين بجرائم كبرى، وقد أجاب الصحفي الأردني مضر المومني عن هذا السؤال مشيرا الى أنّ "الإرهاب لا هوية له ولا يحمل جنسية، والأردن لا يقول إن الارهابيين عراقيون أو سوريون أو عرب، بل يقول إنه ارهاب". ومضى الصحفي المؤمني إلى القول إن الاردن تربطه علاقات قوية بالعراق وبالعراقيين المقيمين في الأردن"، مؤكدا أن قيام الأردن بإعدام الارهابيين العراقيين جاء إثر الاهتمام البالغ الذي ابداه تنظيم داعش بحياتهما.

وفيما اعتبرت كثير من تعليقات فيسبوك أنّ رد الفعل الأردني جاء انتقاميا أكثر منه عقابيا مضى أحدها إلى القول "إن التصرف أثناء الغضب أكبر خطأ. وإن كانت داعش لم تحترم تعاليم الإسلام فإن الاردن فعل نفس الشيء بإعدام أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في قتل الكساسبة". فيما رسمت تعليقات أخرى سيناريو أكثر تأثرا بنظرية المؤامرة، حيث ذهب خيال أحد المعلقين إلى أن "الطيار معاذ كان ضحية مؤامرة أدت إلى حرقه، وبذلك يحصل الأردن على تأييد إسلامي وشعبي لقتال تنظيم البغدادي وقيادة حرب بريه للقضاء عليه بمشاركة الجيش المصري"!

" قادة القاعدة كانوا يخرجون من الأردن ومنهم الزرقاوي"

مرارة العراقيين من تباين مستويات رد الفعل العربي عبّر عنها الكاتب والمحلل السياسي كريم بدر في حواره مع DW ، لكنه مضى أبعد من ذلك كاشفا أنَّ حجم المشكلة في المنطقة كبير جدا، ومعالجتها لا يمكن أن تتم أردنيا أو عراقيا أو سوريا كل على حدة" فهذا المُركّب (التنظيم الارهابي) كان موجودا ويتحرك بشكل حر داخل الأراضي الأردنية، وكانوا يستقبلونه استقبال المجاهدين". وهو ما نفاه الصحفي الأردني مضر المومني.

وذكّر كريم بدر بالهجوم الانتحاري الذي نفذه الأردني رائد البنا في الحلة "وهو هجوم أدى إلى قتل 150 عراقيا، وقد احتفل الأردنيون به احتفال الابطال، وأقامت قبيلته على الملأ عزاء له ورفعت لافتات تحيي المجاهدين، واستمر الأمر هكذا حتى استشهاد الكساسبة". ومضى بدر إلى القول"الأردن حاول دائما ان ينأى بنفسه عن جرائم داعش في العراق ولم يبدر منه أي شيء حين أعدم التنظيم 1700 عراقيا في معكسر سبايكر، بل أنّ قادة القاعدة كانوا يخرجون من الأردن ومنهم الزرقاوي".

الأرهابي ابو مصعب الزرقاوي . اردني الجنسية اسس تنظيم داعش ، وقُتل في غارة امريكية في العراق عام 2006.صورة من: picture-alliance/dpa

" أقلية في الأردن تعاطفت إسلاميا مع داعش ولكن الآن انقلبت الموازين "

ابتداء من عام 2005 بعد الهجمات الارهابية التي استهدفت فنادق في العاصمة الاردنية عمّان، شهدت المملكة الأردنية الهاشمية واحبطت اجهزتها الأمنية عدة عمليات ارهابية واعتقلت عناصر من القاعدة وداعش خاصة في الأعوام التي رافقت وتلت ما سُمي بـ " الربيع العربي".

وفي عام 2012 شهدت المملكة تظاهرات نظمها تيار الاخوان المسلمين وطالبت علنا بأسقاط النظام الملكي، ما دفع الأردن إلى شن حملة اعتقالات في صفوف التيار السلفي وتيار الإخوان المسلمين، لكن سلطات الأردن وبعد واقعة حرق الكساسبة وإعدام الإرهابييَن العراقييَن، اطلقت فجأة سراح عصام البرقاوي، منظر تيار السلفية الجهادية في الأردن، والمرشد الروحي لأبي مصعب الزرقاوي، بعد توقيفه قبل اشهر بتهمة "الترويج لأفكار إرهابية" حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، وهو إجراء يثير تساؤلات كثيرة.

وفي معرض شرحه لموقف المجتمع الاردني من تنظيم داعش وقبله القاعدة ذهب الصحفي مضر المومني بعيدا في القول إن "المنطقة كلها كانت تحتضن داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، والأردن كانت الأقل احتضانا في هذا الموضوع" وأضاف المومني "كان هناك أقلية وأفراد معدودون متعاطفون مع داعش وأمثالها تحت اسم انه تنظيم إسلامي، وهو أمر نابع عن تعاطف إسلامي، ولكن الآن انقلبت الموازين، منذ استشهاد الطيار وبعد خوض الأردن حربا فعلية ضد داعش".

ملهم الملائكة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW