1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مراكز الرشاقة النسوية تنتشر ببغداد رغم غياب الأمن

مناف الساعدي- بغداد٢٩ أكتوبر ٢٠١٣

لم تغير موجة العنف التي تجتاح العراق منذ 2003 من بعض الظواهر في الحياة اليومية للمرأة العراقية . بشكل ملحوظ تنتشر في بغداد مراكز الرياضة النسوية والرشاقة وتستقطب العديد من البغداديات. DW عربية زارت أحد المراكز هناك.

Frauen Fitness-Zentren in Bagdad Bild: DW/Munaf Al-Saidy The spread of women's sports centers Place and Date: Iraq, Baghdad, Oct, 27,2013.
صورة من: DW/Munaf Al-Saidy

"واحد اثنين ثلاثة"، "يمين يسار"، "حلوة يا بطلة" وغيرها من الجمل الحماسية التي تتناغم مع صوت موسيقى الراب الغربي في أرجاء القاعة، التي تقوم فيها مجموعة من النساء من مختلف الأعمار بتمارين رياضية.

بأنفاس عميقة وجهد كبير انشغلت هند نوبل موسى، وهي عاطلة عن العمل منذ تخرجها من كلية الرافدين قسم هندسة البرمجيات قبل نحو عامين، بشد وفك يديها بحركة رشيقة وانسيابية في تمرين يطلق عليه أسم "الفراشة".

وتمارس هند التمارين السويدية منذ شهرين في مركز "Lady" (السيدة) للرشاقة والحلاقة بمنطقة المهندسين شرقي بغداد من أجل تمرير أوقات فراغها الطويلة في حياتها اليومية في بغداد، بسبب انعدام فرص العمل ونقص الأماكن الترفيهية، فضلاً عن رغبتها الشديدة في بناء قوامها بطريقة سليمة.

ملصقات الدعاية لمركز الرشاقة النسويةصورة من: DW/Munaf Al-Saidy

"متنفس وحيد" لقضاء أوقات الفراغ

تقول هند (24 عاماً)، التي تقضي ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً في ممارسة تمارينها السويدية، في حوار مع DW / عربية إن "المركز يعد المتنفس الوحيد لي، في ظل عدم وجود فرص عمل للعاطلين. ألجأ لهذا المكان نظراً لغياب الأماكن الترفيهية ولخطورتها في مدينتي لأنها مستهدفة في أي لحظة".

وتضيف الشابة العراقية، التي نجحت خلال هذه الفترة في التخلص من الوزن الزائد واكتسبت جزء كبيرا من الرشاقة واللياقة عبر التمارين الرياضية: "اخضع لدورات تدريبية مكثفة لبناء جسمي بشكل سليم، بعيداً عن السمنة والشحوم في منطقة البطن التي تعاني منها أغلب النساء".

أما نور الهدى هادي فتلاحظ قائلة: "تردي الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد وكثرة العمليات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء في الأماكن الحيوية، لم تكن عائقاً أمامي في ممارسة رياضتي المفضلة بشكل طبيعي".

الباحثة الاجتماعية والناشطة النسوية في بغداد دلال الربيعيصورة من: DW/Munaf Al-Saidy

من أجل الموضة

وبينما تقوم نور (27 عاماً) بممارسة تمارين الإحماء الخاصة بحصتها التدريبية "القاسية" كما تصفها للتخلص من بعض الشحوم في منطقة المعدة، والتي تلقتها باستشارة من مدربة المركز، تقول في حديثها مع DW/ عربية إن "هذه الرياضة تلهمني الحيوية والنشاط وتشكل حافزاً لممارسة حياتي بشكل طبيعي حتى في طريقة إدارة الأمور، فالعقل السليم في الجسم السليم".

وتوضح هادي التي تمارس هوايتها منذ شهر ونصف :"أحرص على ممارسة رياضتي وحصصي التدريبية بشكل صحيح وذلك من أجل مواكب الموضة العالمية في ارتداء الأزياء الحديثة التي تتطلب الجسم الرشيق"، فالنحافة ورشاقة الجسم باتت موضة في العراق، كما تؤكد.

ويُستدل إلى مكان هذه القاعات من خلال ملصقات كبيرة توضع على واجهات البناية، تعبر صورها عن نساء رشيقات أثناء ممارسة تمارين الرشاقة في حركات تجذب الهواة على وجه الخصوص والمارة بصورة عامة.

إقبال متزايد

وتقول مدربة الرشاقة والتمارين السويدية في قاعة "Lady"، فيفيان قيس خليفة: "هناك إقبال كبير ومستمر على المركز من مختلف الأعمار لممارسة التمارين السويدية". وتعزو خليفة تزايد إقبال النساء على المركز إلى "رغبتهن في التخلص من الوزن الزائد، فضلاً عن معالجة الترهلات والدهون في منطقة البطن والصدر والأرداف بالإضافة إلى قضاء أوقات ممتعة في المركز".

وبينما تنشغل المدربة فيفيان (27 عاماً) بكتابة برنامج تمارين رياضية لإحدى الفتيات الراغبات في الحصول على قوام جميل والتخلص من الوزن الزائد، توضح في حديثها معDW / عربية قائلة إن "أعداد المتدربات في تزايد مستمر"، وتعزو ذلك إلى تزايد أمراض السمنة بين النساء فضلاً عن "التجهيزات التي توفرها القاعة من المستلزمات المطلوبة وإلزام المشتركات بنهج نظام تدريبي عملي يرافقه برنامج غذائي مناسب".

في مواجهة المنافسة: تجهيزات حديثة للتمارين الرياضيةصورة من: DW/Munaf Al-Saidy

ويبلغ سعر الاشتراك الشهري في مراكز الرشاقة في بغداد حوالي 150 ألف دينار عراقي (أي ما يعادل 125 دولاراً أمريكياً). وتتنافس هذه المراكز فيما بينها لاستقطاب أكبر عدد من الزبونات من خلال تجهيز القاعات بأجهزة حديثة وتعيين مدربات كفؤات للإشراف على المشتركات.

انفتاح المجتمع سبب زيادة الإقبال

من جهتها تعلق الباحثة الاجتماعية والناشطة النسوية في بغداد دلال الربيعي على ظاهرة انتشار النوادي الرياضية النسوية بالقول: "الانفتاح الذي شهده العراق بعد عام 2003 له دور كبير في تزايد الإقبال على هذه النوادي وذلك بسبب مشاهد أفلام الدراما التركية والغربية التي تبثها القنوات الفضائيات الكثيرة ورغبة النساء في تقليد بطلاتها". كما تشير الربيعي إلى أن سفر المرأة إلى خارج البلاد واختلاطها بنساء البلدان أخرى دفع بالمرأة العراقية إلى التعرف على أهمية التمارين الرياضية في الحصول على قوام رشيق.

وتضيف الربيعي في حوار مع DW / عربية: "تعتبر هذه النوادي المتنفس الوحيد للعديد من النساء البغداديات وتكمن أهميتها في التأثير إيجابيا على الجانب النفسي والاجتماعي من خلفية تراكم الإحباطات ونتيجة النقص الحاصل في الخدمات وقلة الأماكن الترفيهية وغياب الأمان الاجتماعي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW