مرة أخرى.. أوروبا تفشل في التوصل لاتفاق حول إنقاذ المهاجرين
١٨ يوليو ٢٠١٩
أوروبا تفشل مجدداً في ملف اللاجئين؛ إذ لم يتوصل وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في هلسنكي إلى اتفاق على توزيع طالبي اللجوء الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط. مقترح ألماني فرنسي جوبه برفض من إيطاليا ومالطا.
إعلان
أعلن وزير الداخلية الفرنسية، كريستوف كاستانير، اليوم الخميس (18 تموز/ يوليو 2019) أن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي فشلوا في التوصل إلى اتفاق بشأن آلية خاصة بتوزيع طالبي اللجوء الذين يصلون إلى شواطئ الاتحاد. بيد أن الوزير الفرنسي ترك الباب مفتوحاً أمام التوصل إلى حل قائلاً إن الجهود ستتواصل.
زيهوفر: رغم الفشل خطوة إلى الأمام
من جانبه أوضح وزير الداخلية الألماني زيهوفر أنه تم الاتفاق خلال المباحثات اليوم على وضع اللمسات الأخيرة للخطط التي ستطرح في الأسبوع الأول من شهر أيلول/سبتمبر القادم خلال القمة الخاصة للاتحاد الأوروبي في مالطا.
وأكد زيهوفر أنه "واثق جداً" من النجاح رغم فشل محادثات اليوم قائلاً: "أعتقد، في ظل المواقف المتباينة التي ظهرت في بداية المناقشات، أننا حققنا خطوة مهمة إلى الأمام." ولكن وزيرة داخلية فنلندا، ماريا أوهيسالو، قالت إن المحادثات التي جرت اليوم هي "مجرد البداية" وإن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود.
لقاء جديد في باريس للتشاور
وقال وزير الداخلية الفرنسي كاستنير إنه سيتم إجراء المزيد من التشاور في هذا الشأن خلال اجتماع لوزراء الخارجية والداخلية في الاتحاد الأوروبي، في باريس يوم الاثنين المقبل. وأضاف أن الهدف هو إقناع نحو 15 دولة للمشاركة في الآلية.
وتكافح دول الاتحاد منذ فترة طويلة للتوصل إلى اتفاق حول استجابة مشتركة للتعامل مع تدفقات المهاجرين القادمين من شمال أفريقيا. وفي الماضي، كانت إيطاليا تستقبل معظم المهاجرين الوافدين، إلا أن الحكومة الشعبوية في روما بدأت العام الماضي في التراجع، مطالبة الدول الأعضاء الأخرى بقبول حصتها العادلة.
ووفقاً لبيان أصدره مكتب وزير الداخلية الإيطالي سالفيني اليوم، دفعت فرنسا وألمانيا باتجاه اتفاق يؤكد أن دول المواجهة الأوروبية على البحر المتوسط تتحمل مسؤولية أساسية في استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في عرض البحر. ولكن إيطاليا ومالطا عارضتا ذلك.
وأوضح مكتب الوزير الإيطالي أن الخطر يكمن في أنه سيتم توزيع طالبي اللجوء فقط على باقي دول الاتحاد الأوروبي، في حين يتخلف في إيطاليا ومالطا "المهاجرون غير الشرعيين" فقط الذين سيشكل ترحيلهم أمراً صعباً.
أخذ مخاوف إيطاليا ومالطا على محمل الجد
وطالب وزير الداخلية الألمانية زيهوفر بأخذ مخاوف إيطاليا ومالطا على محمل الجد، وأوضح عدم جدوى المناقشات إذا لم يستطع هؤلاء الذي يحتاجون الحماية النزول في مكان ما. وقال الوزير: "ورغم كل شيء، لا تستطيع ألمانيا استقبال أحد."
وأعرب زيهوفر عن ثقته في أن الدول الخمس "الرئيسية"، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا وفنلندا، من الممكن أن تتوصل إلى اتفاق في الاجتماع المقرر في مالطا أوائل أيلول/سبتمبر المقبل. وقال إنه وفقاً للآلية التي تدعمها ألمانيا وفرنسا، سيجرى اتخاذ القرارات بشأن عدد طالبي اللجوء الذين يتم توزيعهم على كل دولة على أساس كل حالة على حدة.
بيد أنه شدد في المقابل على أنه بالإضافة إلى إنقاذ المهاجرين، اتفق الوزراء على مبادئ تشمل اتخاذ إجراءات صارمة ضد مهربي البشر وتطبيق القواعد الخاصة بالاتحاد الأوروبي بهذا الصدد.
أ.ح/خ.س (د ب أ، ا ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو