سيكون عشاق كرة القدم على موعد غداً الجمعة (30 كانون الثاني/ يناير 2015) مع انطلاق موسم الإياب في الدوري الألماني (بوندسليغا). وينتظر أن تكون مباراة الافتتاح قوية، إذ تجمع بين بايرن ميونخ، متصدر موسم الذهاب، ووصيفه فريق فولفسبورغ. وفي اليومين التاليين، تقام بقية مباريات المرحلة الثامنة عشرة، والتي ستكون أبرزها مباراة باير ليفركوزن وضيفه بوروسيا دورتموند، إضافة إلى لقاء بوروسيا مونشنغلادباخ مع مضيفه شتوتغارت وهانوفر، الذي يستضيف شالكه.

وفي موسم الإياب، تسعى جميع الفرق للتنافس بشكل محموم لتعويض ما فاتها في مرحلة الذهاب أو لتحسين موقفها والمحافظة على مكاسبها. فالفرق التي تحظى بمراكز متقدمة ستكون مؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية الكبرى، مثل دوري أبطال أوروبا (تشامبيونزليغ) ودوري أوروبا (يوروبا ليغ). ومن المعروف أن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى يتأهلون تلقائياً إلى دوري أبطال أوروبا، أما صاحب المركز الرابع فيسمح له بالمشاركة في هذه البطولة بعد خوض تصفيات مؤهلة، بينما يتأهل صاحبا المركزين الخامس والسادس للمشاركة في الدوري الأوروبي.

نتائج لم تكن بالحسبان

وكما أن هناك صراعاً محموماً للفوز بالمراكز المتقدمة، تشهد الفرق المتعثرة في نهاية ترتيب الدوري الألماني صراعاً من نوع آخر، إذ تسعى لكسب أكبر عدد من النقاط كي تبعد عن نفسها شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. وتعيش حالياً فرق ذات أسماء رنانة هذا الصراع، منها دورتموند وفيردر بريمن وهامبورغ وشتوتغارت، بعكس فرق أخرى صغيرة آتية من دوري الدرجة الثانية، مثل فريق آوغسبورغ، الذي ينافس حالياً في المراكز المتقدمة، وهو ما قد يعني تأهله لمسابقات أوروبية.

ومما لاشك فيه أن بايرن ميونخ، بما يمتلك من لاعبين موهوبين وبمدربه القدير وبما حققه من نتائج في مرحلة الذهاب (لم يخسر أية مباراة)، مؤهل أكثر من غيره للفوز بلقب الدوري الألماني هذا العام، فهو يتصدر الترتيب بفارق 11 نقطة عن وصيفه فريق فولسبورغ. لذلك، فإن فوزه عليه في مباراة يوم غد سيعمق الهوة بين الفريقين.

كما أن أداء الفريق البافاري المميز في دوري أبطال أوروبا يجعله من بين أبرز المرشحين للفوز بكأس "تشامبيونزليغ" هذا الموسم، إلى جانب تخطيه جميع الفرق التي واجهها في مسابقة كأس الاتحاد الألماني بكل سهولة، ما يعني أنه مرشح مرة أخرى للحصول على ثلاثية تذكر بتلك التي حصل عليها عام 2013 بقيادة المدرب يوب هاينكس.

ريبيري ينضم إلى قائمة المصابين

لكن البافاري يبدأ موسم الإياب مفتقداً جهود بعض اللاعبين البارزين، مثل فيليب لام المصاب في كاحله منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ونجم خط الوسط الإسباني تياغو ألكانترا، الذي تعرض منذ سبعة أشهر إلى تمزق أربطة الركبة وتاريخ عودته إلى الملاعب ما زال غير معروف.

ورغم شفاء الإسباني خافير مارتينيز ومعاودته التدريب، إلا أن عودته إلى المباريات ما زالت مؤجلة. وبحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن النجم الفرنسي فرانك ريبيري أصيب بتمزق عضلي شديد سيبعده عن الملاعب بضعة أسابيع، كما انضم المدافع البرازيلي رافيينا إلى قائمة المصابين. إلا أن المدرب جوزيب غوارديولا يثق في قدرات لاعبيه الآخرين، فهو يصف الثنائي "الإسباني الألماني"، الممثل بشابي ألونسو، ضابط إيقاع الدفاع، وباستيان شفاينشتايغر، صانع الألعاب، بالحل "الأمثل" لخط الوسط.

أما فولفسبورغ، الذي يشغل المركز الثاني، فهو يضم تشكيلة من لاعبين مخضرمين وشباب متحمسين نجحوا في تقديم أداء قوي للغاية في موسم الذهاب. ووفقاً لوسائل إعلام ألمانية، فإن إدراة النادي تسعى لتعزيز صفوف الفريق بضم النجم أندريه شورله، بعد أن ملّ من الجلوس على مقاعد الاحتياط في نادي تشلسي الإنجليزي، وهي خطوة يفسرها بعض المراقبين الرياضيين بأنها تمهيد لرحيل البلجيكي دي بروين في الصيف المقبل، الذي يحظى باهتمام الكثير من الأندية الأوروبية وعلى رأسها بايرن ميونخ، ما يجعل مسألة الاحتفاظ به صعبة، وفقاً لتصريحات كلاوس ألوفس، مدير نادي فولفسبورغ.

اختبارات تحديد المصير

تستمر مباريات المرحلة الثامنة عشر من الدوري الألماني بعد غد السبت (31 كانون الثاني/ يناير 2015) بستة لقاءات أبرزها لقاء باير ليفركوزن، صاحب المركز الثالث، ومضيفه فريق بوروسيا دورتموند المتعثر، والذي يحتل المركز السابع عشر في ترتيب الدوري.

صراع البقاء هذا يضع دورتموند أمام ضغوطات كبيرة. لذلك سيكون في اختبار جدي وصعب أمام ليفركوزن. كما أن بقية مبارايات مرحلة الإياب ستكون "مصيرية" بالنسبة له، فتكرار الخسارة يعني تفاقم مشكلته ويشكل تحدياً هائلاً للمدرب يورغن كلوب ولاعبيه.

ويفقتد الفريق أيضاً جهود لاعب خط الوسط التركي إلكاي غوندوغان في لقاء ليفركوزن، لتعرضه إلى إصابة في الفخذ الأيسر أثناء مباراة ودية مع فريق فورتونا دسلدورف. ويعوض كلوب غياب غوندوغان باستعادة جهود اللاعب هنريخ مخيتاريان، الذي عاد إلى الملاعب بعد شفائه من الإصابة. في المقابل، لن يسمح باير ليفركوزن بتفويت فرصة الحصول على المزيد من النقاط والاقتراب من المركز الثاني.

أما فريق بوروسيا مونشنغلادباخ، صاحب المركز الرابع، فيبدأ مرحلة الإياب بمباراة سهلة نسبياً، إذ يلاقي فريق شتوتغارت، الذي يحتل المركز الخامس عشر. ويسعى مونشغلادباخ جاهداً بقيادة مدربه لوسيان فافر للبقاء في المراكز المتقدمة، أملاً في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، غير أن الفريق خسر حالياً جهود مهاجمه أندريه هان بسبب إصابته في وتر العرقوب، ما سيحرمه من المشاركة في المباريات الثلاث الأولى من دور الإياب.

شالكه يتأهب للتحديات

فريق شالكه هو الآخر يسعى للارتقاء في لائحة فرق البوندسليغا، فهو حالياً في المركز الخامس ويتساوى من ناحية النقاط مع صاحب المركز الرابع مونشغلادباخ ويبعد نقطة واحدة عن الثالث ليفركوزن. ويبدأ شالكه مرحلة الإياب باستضافة فريق هانوفر، صاحب المركز الثامن. الجدير بالذكر أن إدارة نادي شالكه عملت على تدعيم دفاعها بضم الصربي ماتيا ناستاسيتش، القادم من مانشستر سيتي على سبيل الإعارة. و سيشارك ناستاسيتش شالكه في التحديات التي سيواجهها خلال هذا الموسم، خاصة في مهمته الصعبة أمام ريال مدريد في دور ثمن النهائي من التشامبيونزليغ.

أما فريق ماينتز، فيستضيف فريق بادبورن، بينما يحل فريق آينتراخت فرانكفورت ضيفاً على فرايبورغ، صاحب المركز الأخير، ويلتقي كولونيا مع مضيفه هامبورغ. وتستكمل مباريات المرحلة الثامنة عشر يوم الأحد بلقاء فيردر بريمن مع ضيفه هيرتا برلين، في ما سيجمع اللقاء الأخير في هذه المرحلة بين فريقي آوغسبورغ، صاحب المركز السادس، وهوفنهايم السابع.