سيارة البابا، تلك السيارة الخاصة التي يستخدمها بابا الفاتيكان عند ظهوره خارج مقره، والتي صممت بحيث تكون رأس بابا الكنيسة الكاثوليكية فيها أكثر وضوحا للحشود تثير فضول الكثيريين في شتى أنحاء المعمورة.

وتدور شائعات عن أن البابا بنديكت السادس عشر قد يلجأ لاستخدام سيارة هجين أو سيارة كهربية خلال زيارته لألمانيا في نهاية الشهر الجاري، غير أن كريستيان انوسوفيتش، مسؤول إدارة الإعلام في شركة مرسيدس الألمانية رفض التعليق على تلك الشائعات.

وغالبا ما تتردد الشركات التي تنتج سيارات خاصة للشخصيات البارزة والشهيرة، كثيرا في الكشف عن معلومات تتعلق بطبيعة وبنية هذه السيارت المميزة. لكن الأكيد هو أن البابا سيواصل اعتماده على أحد طرازات مرسيدس، خاصة وانه ظهر آخر مرة في سيارة من طراز مرسيدس إم إل كهربية خلال فعاليات اليوم العالمي للشباب في مدريد والذي أقيم في تموز/يوليو الماضي.

"بوبموبايل"... سيارة خاصة للحبر الاعظم

ومن جانبه يقول توماس بوسبيتش، الذي ألف كتابا عن سيارة بابا الفاتيكان:"مرسيدس هي بصورة أو أخرى مورد دائم للفاتيكان". بدأ ذلك الارتباط عام 1930 عندما أهدت مرسيدس البابا بيوس الرابع عشر،سيارة اجريت عليها الكثير من التعديلات، لكن دون أن تضاف لها ألواح أمان مصفحة، والتي باتت ضرورة في أي سيارة يستخدمها بابا الفاتيكان هذه الأيام.

ويرجع تاريخ لفظ "بوبموبايل" أو سيارة البابا إلى ثمانينيات القرن الماضي إبان رحلات بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني المكثفة للخارج. ويعتقد أن يوحنا بولس الثاني قضى وقتا في السفر اكثر من كل أسلافه مجتمعين.

و بحسب بوسبيتش تعين بناء سيارة مكشوفة لظهور البابا للعامة، وكانت أول سيارة تبنى بتلك المواصفات هي تلك التي أنتجتها شركة "ستار" في ستاراكوفيتش في بولندا مسقط رأس البابا، على هيكل شاحنة رباعية الدفع في عام 1979.

واستخدم يوحنا بولس آنذاك سيارة من طراز مرسيدس 230 جي، خلال زيارة لألمانيا عام 1980 وكانت مزودة بقبة مصنوعة من البلاستيك مثبتة فوق السقف يمكن انتزاعها إذا كان الطقس جيدا. غير أنه تم تزويد السيارة بزجاج مضاد للرصاص بعد محاولة اغتيال عام 1981. كما زودت السيارة بنظام تكييف قوي للهواء ليحول دون تكاثف الضباب على النوافذ وكي تستطيع الأضواء إظهار البابا، كما زودت بنظام تعليق خاص لمزيد من الراحة.

وقدمت مرسيدس للبابا عام 2002 نسخة من طرازها " إم إل 430 " والتي استخدمها أيضا خلال رحلته لمدريد، السيارة مزودة بصندوق تروس خاص ليتوائم مع الحركة البطيئة للغاية والرحلات الطويلة في الوقت نفسه. أما مقصورة "إم إل 430 " فتتمتع ببنية قوية للغاية مزودة بزجاج مصفح.

(ل.م/ د.ب.أ)

مراجعة: هبة الله إسماعيل