1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مرضى السرطان في قطاع غزة: معاناة من نوع خاص

١٠ مايو ٢٠١٢

لا نضيف جديدا إذا تحدثنا عن معاناة مرضى السرطان في كل مكان، لكن الأمر يختلف في قطاع غزة. فمعاناة ضحايا هذا المرض مختلفة هناك نظرا للظروف الخاصة التي يمر بها القطاع. مراسل DW جال على بعض المستشفيات في غزة وكتب مشاهداته.

Main title/ Subject: Gaza Strip - Cancer patients in Gaza between marginalization and poor medical skills Photo title: Spread in recent cancer are unprecedented in the Gaza Strip in women and men, especially children Place and Date: Gaza- 05.05.2012 Photographer\ shawgy Al farra Die Bilder haben wir von unserem neuen Korrespondenten in Gaza Shawgy Al Farra erhalten
صورة من: DW/Al Farra

ازداد بشكل غير مسبوق مرضى السرطان في قطاع غزة وأصبح في دائرة المرض الرجال والسيدات والأطفال. كما وصل عدد المرضى إلى نحو سبعة آلاف مريض وفق إحصائيات غير نهائية. ويعتبر الأطفال هم الشريحة الأكبر التي طاولها المرض. أحيانا ما يشعر البعض  بأعراض مرضية، فيذهب إلى المستشفي لإجراء فحوص طبية إذ يأخذ الطبيب عينة من الدم أو غيرها لفحصها و يفاجئ بالنتيجة القاسية: "أنت مصاب بالسرطان"، ولتبدأ بعدها رحلة العذاب ما بين العلاج والمعاناة النفسية. ويصطدم هؤلاء المرضى  بواقع حاد لا يرحم في مستشفيات قطاع غزة التي تعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية والأدوية الكيميائية والإشعاعية الخاصة بعلاج الأمراض السرطانية المختلفة.

انتشار للمرض بشكل ملحوظ

سميرة عبيد لم تكن تعاني من أي مرض في السابق. في شهر نيسان/ أبريل الماضي ذهبت إلى مستشفي الشفاء وسط غزة لإجراء فحوصات طبية نتيجة آلام مفاجئة في البطن. وأشار ذووها لموقع DW  عربية إلى أنهم اكتشفوا بعد الفحوصات الطبية أنها تعاني من سرطان القولون، ولتبدأ مرحلة انتظار لتحويلها إلى العلاج في الخارج لأن مشافي غزة لا تستطيع التعامل مع هذه الحالات. سيدة أخرى تدعى  أمل دخلت  مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة لتخضع إلى كشف نتيجة التهابات في الرحم، النتيجة التي تلقتها من الأطباء: "سرطان في الرحم يجب استئصاله على الفور".

يتحدث الخبراء عن انتشار مرض السرطان بكثرة بين الأطفال في قطاع غزةصورة من: DW/Al Farra

ووفق زيارات ميدانية قامت بها DW  عربية اكتشفنا أن هناك نساء أخريات يعانين من سرطان الثدي والرئة. ولا يقتصر الأمر على النساء فقط بل إن هذا المرض القاتل لا يوفر الأطفال أيضا. فالطفل بلال محمد ذو الأربعة عشر عاما يرقد في المستشفى الأوروبي جنوب القطاع. لاحظنا انتفاخا هائلا في ساقه. استنجد شقيقه المُرافق له بنا قائلا: "أرجوك أخي يعانى من سرطان الدم، وكل شهر بنيجي أسبوعين للعلاج عالفاضي (دون جدوى) دون تحسن ..مش راضيين في المستشفي يعالجوه في إسرائيل". واتضح أن بلال يعيش على بعض المُسكنات دون علاج لأصل المرض.

فقدان الأمل في الشفاء

تنقلنا في  أقسام مختلفة  في مستشفيات القطاع دون أن يشعر بنا المرضى، لنجد أن حالات الأطفال المصابين بأمراض السرطان هي الأكثر في أقسام العناية. كما يوجد المئات من الرجال، من مختلف الأعمار، ممن يعانون من سرطان القولون والرئة والمُخ. البعض حالفهم الحظ بتحويلات للخارج للرضوخ للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي غير المتوفر في غزة. والكثيرون ينتظرون الموافقة وسط إجراءات روتينية طويلة وفق شروط محددة للعلاج للخارج عن طريق مصر أو إسرائيل. إذ تقوم السلطة الفلسطينية في رام الله بتغطية  جزء من نفقات العلاج. وغالبا ما يصبح المرضى ضحايا الخلاف ما بين غزة ورام الله ما يعني عرقلة علاجهم في  الخارج. وأشار الكثير من المرضي وأهلهم أنهم فقدوا الأمل في الشفاء نتيجة نقص الدواء والمال.

المرضى يواجهون الموت ما لم يتوفر العلاج

 المتحدث باسم وزارة الصحة  في حكومة حماس أشرف القدرة أشار في  حوار مع DWعربية إلى مشكلة حقيقية حادة يعاني منها مرضي السرطان في غزة. مضيفا "لا يوجد لدينا 64 صنفا من أدوية علاج السرطانات ما يتسبب في تأخر العلاج، وأحيانا كثيرة يؤدي هذا للوفاة". وشدد القدرة على أن وزارته تحاول جاهدة بعد الفحوصات والكشف المبكر "للحد من انتشار الأمراض". مؤكدا أن الأمراض السرطانية انتشرت بشكل غير مسبوق في غزة  "بعد الحرب".

مؤسسة "بسمة الأمل" من المؤسسات المعروفة في غزة التي تهتم بمرضى السرطانصورة من: DW/Al Farra

وحين سألته DWعن ما يثبت كلامه بشكل رسمي من أدلة قال إن هناك "دراسات طبية معمقة في اليونان أجريت في غزة أثبتت أن معظم سكان المناطق التي ألقيت فيها قنابل الفسفور الأبيض هم أكثر المصابين بالسرطانات"، لكن لم يتم التحقق من صدق هذا الكلام جهات محايدة. واتهم القدرة إسرائيل باستمرار عرقلة دخول معدات وأجهزة طبية إلى غزة، مما أدى لتأجيل افتتاح مركز الأمير نايف للأورام السرطانية إلى شهر يونيو المقبل.

مؤسسات راعية للمرضى

وتسعي بعض المؤسسات والجمعيات في قطاع غزة لنشر ثقافة التوعية والإرشاد والعناية بمرضى السرطان. ويتم ذلك عبر ندوات تثقيفية لتدارك الإصابة منه. كذلك طرق معرفة اكتشاف السرطان في مراحله الأولى وعلاجه وطرق الوقاية منه. وتعمل تلك المؤسسات بالتعاون مع وزارة الصحة أحيانا، وبمعزل عنها أحيانا أخرى.

وتقوم تلك المؤسسات بمعالجة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض السرطانية خاصة لدى الأطفال والسيدات. ولعل مؤسسة "بسمة أمل" هي الرائدة في هذا المجال، إذا يهدف فريقها الطبي والفني لخدمة المرضي ومحاولة دمجهم في المجتمع، و توفير بعض الأدوية للمحتاجين وتحويل الحالات المستعصية إلى مستشفيات إسرائيل والخارج.

شوقي الفرا ـ غزة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW