مرفأ بريمن: رافعات الموانئ تحل محل الأيدي العاملة
٦ يوليو ٢٠٠٨لا يمكن لهانس يواخيم بروير أن يتصور حياتنا بلا سفن أو نسيم البحر العليل. فابن الـ 58 ربيعاً يعمل منذ أربعين عاماً في مرفأ مدينة بريمن كمفتش في شركة كبيرة للشحن البحري. وتركز مهمته على توزيع ورديات العمل بين العمال بعد أن كان قد عمل في أول نشأته كمراقب مستودع في الميناء، ويعتبر بروير عمله السابق في غاية الأهمية، واصفاً إياه بأنه "الساعد الأيمن للتاجر، إذ علينا التدقيق بالبضائع التي كانت تصلنا بحرياً".
يد التاجر اليمنى
ينحصر عملي سابقاً في أخذ عينات من المواد الأولية التي تجلبها معها السفن عبر البحار كالقطن أو القهوة أو التبغ، ومقارنتها بعينات كان التاجر قد أحضرها معه من بلد المنشأ. فعلى سبيل المثال كنا نفحص جودة القطن المستورد عن طريق جفافه ونقائه ونظافته، فإذا لم تتطابق مواصفات البضاعة المستوردة مع عينة التاجر، توجب علينا إبلاغ التاجر الذي يطالب بدوره بفسخ عقد البيع مع المشتري. ليلجأ بعدها الطرفان إلى البورصة كطرف محايد.
مدخنة السفينة تلوح من بعيد
نشأ بروير وترعرع في ضاحية لا تبعد كثيراً عن الميناء الذي كان الأطفال يعتبروه وقتها "أفضل مكان للعب" والاختباء، كما يتذكر هانس. وأكثر الألعاب التي كانت تستهوي قلوب الأطفال آنذاك لعبة تخمين نوع السفينة القادمة من بعيد، ومن ثم انتظار اقترابها من مرمى النظر لمعرفة فيما إذا كان التخمين صحيحاً أم لا.
من العربة الصغيرة إلى رافعة تحمل الأطنان
ويرى بروير أن الحياة في الميناء في الوقت الحالي تغيرت كثيراً عما كانت عليه قبل 50 عاماً، فالمرفأ الذي كان قوامه السفن والبشر بات يفتقر لهم. فالبواخر التي كانت تمضي ساعات طويلة في المرفأ، أصبحت بسبب ارتفاع تكلفة الانتظار لا تتوقف فيه إلا لبضع ساعات. والعمال الذين كان المرفأ يزخر بهم لإفراغ حمولة السفن بعرباتهم الصغيرة، استعيضوا بالرافعات العملاقة التي تفرغ حاويات البضائع.