بعد عقود من التيه في الفضاء، أنهى المسبار السوفييتي "كوزموس-482" رحلته الطويلة في المحيط الهندي. المسبار أعاد إلى الأذهان حقبة السباق الفضائي في القرن الماضي، وأثار تساؤلات حول مخاطر الحطام الفضائي الذي يهدد الأرض.
مركبتا الفضاء فينيرا هي إحدى المركبات الفضائية التي أطلقها الاتحاد السوفييتي لاكتشاف كوكب الزهرة.صورة من: Pyotr Maslov/TASS/picture alliance
إعلان
قبل سقوطه في المحيط الهندي غرب جاكرتا في إندونيسيا حلّق المسبار الفضائي "كوزموس 482" الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية فوق سماء ألمانيا صباح يوم السبت 10 مايو/ أيار بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
رصدت وكالة الفضاء الأوروبية المسبار من خلال أنظمة الرادار بين الساعة السادسة والنصف والثامنة وأربع دقائق صباحاً، كما لم تتوفر أي معلومات حول حدوث أضرار أو تحكم المركبة.
ودخل المسبار الفضائي الغلاف الجوي في تمام الساعة 6 و24 دقيقة صباحاً بتوقيت غرينتش، وفق وكالة روسكوزموس الفضائية الروسية.
قبل سقوط المركبة الفضائية السوفييتية "كوزموس-482" اليوم على كوكب الأرض، لم يتمكن العلماء من تحديد الموقع الدقيق لسقوطها، ولكن رجح البعض أن خطر إصابة شخص ما نتيجة لهذا التأثير سيكون ضئيلاً بحسب وكالة الفضاء الأوروبية.
فقال العالم الهولندي ماركو لانغبروك لوكالة أسوشيتد برس: "رغم أن الأمر لا يخلو من مخاطر، يتعين علينا عدم الإفراط في الشعور بالقلق"، وأضاف أن فرصة اصطدام المركبة الفضائية بشخص ما أو شيء ما ضئيلة، ولكن لا يمكن استبعاد ذلك تماماً.
وتوقع لانغبروك أن تعود المركبة الفضائية إلى الأرض اليوم 10 مايو/ أيار، وبسرعة 242 كيلومتراً في الساعة في الساعة إذا ظلّ جسمها سليماً وفق وكالة أسوشيتد برس.
مركبة فضائية على وشك الهبوط على سطح المريخ
01:14
This browser does not support the video element.
وقد كان من المتوقع بالفعل أن تهبط الكبسولة الفضائية المصنوعة من مادة متينة جداً على الأرض ككل، دون أن تتجزأ أو تحترق عند دخولها الغلاف الجوي، وذلك بسبب أن المسبار قد صمم ليبقى على قيد الحياة بعد دخول الغلاف الجوي لكوكب الزهرة.
كان الاتحاد السوفييتي قد أطلق المسبار "كوزموس-482" باتجاه الفضاء عام 1972 لاكتشاف كوكب الزهرة، ولكن لم يصل المسبار إلى وجهته ولم يقم بالمهمة التي كانت موكلة إليه.
إعلان
كيف يبدو المسبار السوفييتي؟
يبلغ قطر المسبار الفضائي السوفييتي "كوزموس-482" نحو متر واحد، ويزن حوالي نصف طن، مصنوع من مادة متينة للغاية ليتحمل الضغط الكبير في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية.
وبحسب معلومات من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، فإن المسبار السوفييتي يعمل بالبطارية، وكان مزوداً بأجهزة لقياس درجة الحرارة والضغط والكثافة وغيرها من العوامل، كما تم تزويده بمظلة لإبطاء عملية هبوطه على كوكب الزهرة.
تم إطلاقه من قبل الاتحاد السوفييتي في 31 مارس/ آذار عام 1972، وكان من المقرر أن يهبط على كوكب الزهرة، ولكنه فشل في الهبوط على الزهرة ولم يخرج أساساً من مدار كوكب الأرض بسبب عطل في الصاروخ الذي أطلقه وبقي عالقاً هناك لعقود من الزمن، بالرغم من احتراق مكوناته الداخلية.
ورغم فشل "كوزموس-482"، نجح برنامج "فيرينا" في إرسال مسابير أخرى هبطت على الزهرة وأرسلت بيانات قيّمة إلى الأرض. لكن هذا المسبار ظل شاهدًا صامتًا على حقبة السباق الفضائي بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، حتى عودته المثيرة التي أثارت اهتمام العلماء والجمهور على حد سواء.
مسبار "كاسيني" يخوض أول وآخر مغامرة قبل أن ينتحر!
منذ 20 عاما ومسبار الفضاء "كاسيني" يدور في مدار زحل ويوفر بيانات عن ذلك الكوكب وأقماره، ومن المقرر أن ينهي المسبار مهمته في شهر سبتمبر ولكن على "كاسيني" القيام بأول مناورة على الإطلاق بين كوكب زحل وحلقاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/DLR
توضح هذه الصور أن المسبار الفضائي "كاسيني"، التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، نجح في أول رحلة له بين كوكب زحل وحلقاته، ليدخل المسبار الفضائي "كاسيني" سجل تاريخ الفضاء بهذا الإنجاز.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/Space Science Institute
مدير إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) يؤكد أن: "هذه المنطقة لم تستكشفها أي سفينة فضائية من قبل". المناورة التي قام بها المسبار الفضائي "كاسيني" تعد أول مناورة على الإطلاق بين كوكب زحل وحلقاته.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/JPL-Caltech
قرابة 2400 كيلومتر تفصل كوكب زحل عن حلقاته. وتتوقع "ناسا" أن تكون هذه الفجوة خالية من الجسيمات التي من شأنها أن تلحق ضررا بالمسبار الفضائي "كاسيني".
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/Jpl-Caltech/G. Ugarkovic
وقام "كاسيني" خلال 20 عاما من التحليق في الفضاء بالتقاط صور رائعة، كهذه الصورة التي تُظهر عاصفة دورية تحدث على سطح القطب الشمالي لكوكب زحل. ووفقا للقياسات يقدر قطر هذه الدوامة 2000 كيلومتر وتبلغ سرعتها 540 كيلومتر في الساعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/Jpl-Caltech
هذه الصورة التقطتها عدسة المسبار الفضائي "كاسيني" للكوكب الأخضر-الأرض. ويشير السهم في الصورة إلى كوكب الأرض الذي يبدو صغيرا جدا حيث يبعد عن زحل بمسافة مليون و44 ألف كيلومتر.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/Jpl-Caltech
تشير هذه الصورة إلى توزيع درجة حرارة الغير العادية في أقمار الكواكب الغازي زحل. كذلك صورتي كوكبي ميماس وتثيس تم التقاطها من قبل عدسة كاميرا بالأشعة تحت الحمراء للمسبار الفضائي "كاسيني".
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/Jpl-Caltech
وتمكن المسبار الفضائي "كاسيني" من التقاط أدلة على جزيئات الماء ومكونات تُرجح الحياة على القمر "إنسيلادوس" التابع لزحل.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/NASA
اكتشافات مثيرة أخرى حققها المسبار الفضائي "كاسيني" حيث كشف على بحيرات الميثان السائل على قمر "تيتان" التابع لزحل. يذكر أن قمر "تيتان" اكتشف عام 1655 من قبل عالم الفلك الهولندي كريستيان هايغانس.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/ASI
كذلك هذه الصور، التي توحي بنهر هادئ، التقطها المسبار الفضائي "كاسيني". وتظهر هذه الصورة غيوم في النصف الشمالي لكوكب زحل.
صورة من: picture-alliance/Newscom/NASA
ومن المقرر أن يدمر المسبار الفضائي "كاسيني" نفسه بعد قرابة 20 عاما من التحليق في الفضاء يوم 15 من شهر (سبتمبر/أيلول 2017). وتعتزم ناسا أن تجعل "كاسيني" يدخل مباشرة في الغلاف الجوي لزحل ويصطدم به حتى تضمن ألا تصطدم المركبة بأية حال بأقمار أخرى. آنه تيرميشه / عبد الكريم اعمارا