مركز حقوقي: قاصرون بانتظار أحكام الإعدام في السعودية
ي.أ/ ع.ع (DW)٢٧ يوليو ٢٠١٦
منظمة مختصة بمراقبة حقوق الإنسان في السعودية تؤكد أن المملكة لم تلتزم بما تعهدت به بشأن عدم تطبيق أحكام الإعدام على القاصرين، مشيرة إلى وجود نحو تسعة أشخاص محكومين بالإعدام بناء على تهم وجهت لهم وهم قاصرون.
إعلان
بالرغم من أنها من ضمن الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة الخاص بحقوق الأطفال، والذي يحرّم في فقرته الأولى إصدارعقوبة الإعدام على القاصرين، قامت السعودية في الثاني من يناير/ كانون الثاني بإعدام 47 شخصاً بتهمة الإرهاب، من بينهم أربعة قاصرين، حسب مركز حقوقي.
وقالت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، في رسالة بالبريد الإلكتروني وصلت DW عربية نسخة منها، إن عملية الإعدام هذه أثارت موجة من الاستياء حول العالم، لاسيما من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أعرب عن هلعه من قيام المملكة بإعدام قاصرين. كما أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، عن استيائه من أحكام الإعدام، وحثها على العمل على إلغاء أحكام الإعدام بشكل تام.
ووثقت المنظمة حالة الشاب علي سعيد آل ربح، الذي اعتقل في سن الثامنة عشر بناء على تهم بينها المشاركة في مظاهرات عام 2011، عندما كان في السابعة عشر من العمر، وكان من بين الذين نفذ بحقهم حكم الإعدام في يناير/ كانون الثاني. كما وثق فيلم وثائقي للمنظمة اعتقالات لعدة لقاصرين بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، رغم أنهم لم يكونوا عن وعي بهذه التهم وقتها.
عداء وحروب بالوكالة في تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.
صورة من: Fars
شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.
صورة من: Getty Images/AFP
توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.
صورة من: farhangnews
خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Ammar
زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.
صورة من: Kavoshpress.ir
هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.
صورة من: AP
أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.
صورة من: AP
منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.
صورة من: AP
في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى بموسم حج عام 2015 وخاصة بعد أنباء عن سقوط عدد كبير من الإيرانيين قتلى في الحادثة ، قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك لمناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي .
صورة من: Reuters
في مارس أذار 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. في حين قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
12 صورة1 | 12
وعلمت المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من برلين مقراً لها، أن من بين من نفذت بحقهم أحكام الإعدام مشعل الفراج (17 عاماً) وأمين الغامدي (17 عاماً) والطفل التشادي مصطفى أبكر (14 عاماً)، والذين اعتقلوا جميعاً في مدينة مكة عام 2003 وهم دون السن القانونية.
هذا وحذرت المنظمة أيضاً من وجود تسعة قاصرين آخرين ما زالوا يواجهون احتمال عقوبة الإعدام، بحسب المعلومات التي حصلت عليها، وأن تلك الأحكام قد تنفذ بحقهم في أي لحظة دون محاكمة عادلة أو شفافية، حسب ما ذكرت في بيانها الصحفي.
كما وجدت المنظمة، ومن خلال متابعتها لحالات القاصرين، مثل حالة علي آل ربح، أو حالات القاصرين المهددين بالإعدام حالياً، وجود فرق شاسع بين القوانين الموجودة في الأوراق الخاصة بالقاصرين، وبين المعاملة المطبقة على أرض الواقع.
وأخيراً طالبت المنظمة الحقوقية الحكومة السعودية بـ"الكف عن استخدام الإعلام الرسمي في ترويج اتهامات غير صحيحة ضد القاصرين، وإطلاق الأحكام من خلال الإعلام حتى قبل صدور نتائج المحاكمة. كما طالبت الحكومة بالعمل على فتح المجال للمدعى عليهم أو لمحاميهم أو لأسرهم في الإعلام المحلي، ملاحظة أن اقتصار الإعلام على نقل وجهة نظر الحكومة يؤكد استخدام الإعلام في ممارسات غير نزيهة"، حسب قولها.
يشار إلى أن السعودية، وبحسب تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، نفذت منذ مطلع العام الحالي 108 أحكام إعدام، وذلك على خلفيات مرتبطة بقضايا سياسية متعلقة بالإرهاب أو بقضايا جنائية.