انتقادات حكومية بعد تعرض مزارعين لنائب المستشار الألماني
٥ يناير ٢٠٢٤
عاد نائب المستشار الألماني وزير الاقتصاد إلى منزله بعد أن اعترض طريقه جمع من المزارعين الغاضبين وأغلقوا رصيفاً للمراكب ومنعوا هابيك من مغادرة عبارة كان على متنها. الحكومة الألمانية وصفت الواقعة بـ "الأمر المشين".
إعلان
وصل نائب المستشار الألماني وزير الاقتصاد روبرت هابيك، إلى البر الرئيسي الألماني في وقت مبكر من اليوم الجمعة، بعد ساعات من قيام مزارعين غاضبين بمنعه من الخروج من عبارة ركاب كانت قادمة من إحدى جزر بحر الشمال.
وقال متحدث باسم الشرطة في مدينة فلينسبورغ بشمال البلاد "وصل السيد هابيك إلى المنزل بسلام".
واستقل هابيك عبارة أخرى من جزيرة هاليغ هوغ إلى البر الرئيسي. وأضافت الشرطة إن المتظاهرين لم يقابلوا هابيك عند مرسى العبارة.
غاضبون من رفع الدعم عن المحروقات
ومساء الخميس، منع مزارعون ألمان غاضبون هابيك من مغادرة عبارة يوم الخميس، بسبب ضيقهم على ما يبدو من خلاف حول الدعم الحكومي الذي كانت برلين تأمل أن تتصدى له.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن متحدث باسم الشرطة قوله إن المزارعين أغلقوا رصيف المراكب في شلوتسيل بولاية شليسفيغ هولشتاين ومنعوا هابيك من مغادرة عبارة جاءت لترسو في شلوتسيل بالقرب من طرف البر الرئيسي الألماني القريب من الدنمارك. وبدلاً من ذلك، اضطر هابيك، عضو حزب الخضر، والذي يشغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد، إلى العودة لجزيرة هوغ حيث كان يقضى عطلة على ما يبدو.
وقالت متحدثة باسم هابيك لوكالة الأنباء الألمانية إن هابيك كان سعيداً بالتحدث مع المزارعين. وأضافت: "للأسف، لم يسمح الوضع الأمني بإجراء حوار مع جميع المزارعين، ولسوء الحظ، لم يتم قبول العرض الذي قدمه الوزير هابيك للتحدث مع أفراد من المزارعين".
وحاول بعض المتظاهرين اقتحام العبارة، بحسب ما أظهر مقطع فيديو للواقعة. ولم يتم تسجيل أي إصابات غير أن الأنباء أفادت بأن الشرطة لجأت لرذاذ الفلفل في مرحلة ما.
الحكومة الألمانية تنتقد
من جانبها، اعتبرت الحكومة الألمانية الاحتجاج الذي نفذه المزارعون الغاضبون "أمر مشين". وكتب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة عبر منصة التواصل الإجتماعي "إكس"، تويتر سابقاً: "مع كل الاحترام الواجب لثقافة الاحتجاج الحيوية، لا يجب أن يكون أحد غير مبال للأعراف السياسية بمثل هذه الوحشية".
وقال هيبشترايت إن منع هابيك من الوصول إلى ميناء العبارات في شلوتسيل كان "مشينا وينتهك قواعد التعايش الديمقراطي".
وقال متحدث باسم الحكومة إن الخلاف ظهر بعد أن قررت الحكومة الائتلافية في ألمانيا خفض دعم الوقود للمزارعين تدريجياً خلال العامين المقبلين بدلاً من خفضه دفعة واحدة كما كان مخططاً. وأضاف المتحدث أن المستشار شولتس وهابيك ووزير المالية كريستيان ليندنر اتفقوا أيضاً على التخلي عن إلغاء مقرر للإعفاء الضريبي بخصوص المركبات لقطاع الزراعة.
وكانت تلك التخفيضات جزءا من حزمة إجراءات تستهدف سد فجوة بمليارات اليورو في ميزانية الحكومة بعد حكم تاريخي للمحكمة العليا في نهاية العام الماضي أدى إلى حالة من الفوضى في الخطط المالية للإئتلاف. لكن الخطط الأصلية أدت إلى اندلاع احتجاجات واسعة من جانب المزارعين وأثارت حالة من الجدل داخل الإئتلاف المكون من الحزب الإشتراكي الديمقراطي والخضر والديمقراطيين الأحرار المؤيدين لقطاع الأعمال.
وكانت رابطة المزارعين الألمان قد دعت إلى أسبوع من التحرك ضد التخفيضات المقررة ابتداء من يوم الاثنين وتمسكت بدعوتها على الرغم من التعديلات التي قامت بها الحكومة.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش