مسؤولة أممية: حالة الانسداد السياسي في ليبيا يجب أن تنتهي
١٢ يونيو ٢٠٢٢
دعت ستيفاني وليامز معرقلي العملية السياسية في ليبيا باستخدام القوة إلى التوقف ووضع أسلحتهم جانباً، ودعت المشاركين في الجولة الثالثة من مشاورات المسار الدستوري الليبي بالقاهرة إلى التحلي بالمسؤولية وروح التوافق.
إعلان
أعربت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح الجولة الثالثة والأخيرة من مشاورات المسار الدستوري الليبي، المكونة من مجلسي النواب والأعلى للدولة في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد (12يونيو/ حزيران 2022)، داعية معرقلي هذه العملية باستخدام القوة إلى التوقف ووضع أسلحتهم جانباً .
وقالت وليامز، في كلمتها الافتتاحية اليوم، إنها تشكر أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة في ليبيا على الالتزام والجدية التي تَجَلّت في مشاركتهم بهذا المشروع الهام، برعاية الأمم المتحدة، والعمل معاً لإعداد إطار دستوري متين يُمكّن ليبيا من تنظيم الانتخابات.
وأضافت أن "هذه الجولة الأخيرة تأتي في منعطف حرج تشهده ليبيا إذ بعد مرور 11 سنة من الانقسام والضعف والنزاع والفوضى والاستقطاب، أَرهقَت الليبيين... أمامكم فرصة حقيقية ومسؤولية كبيرة حقاً لإحياء الأمل فيهم ومَنحَهم سَبيلاً يُفضي إلى الانتخابات ضَمن إطار دستوري قوي".
وأشارت وليامز إلى أنه في هذه الجولة، لا تزال أمور مهمة بحاجة إلى حلول، داعية المجتمعين إلى التحلي بالمسؤولية وروح التوافق للتمكن من التوصل إلى حلول عبر إعلاء مصلحة البلاد فوق كل شيء، الأمر الذي يُمهّد السبيل أمام استعادة الشرعية لجميع المؤسسات الليبية.
وأكدت أن استمرار هذا الانسداد الراهن لا بد أن ينتهي، ويمكن لهذا الاجتماع أن يشكل آخر خط مستقيم يؤدي إلى التوافق، مشددة على ضرورة تمكن أبناء ليبيا من ممارسة حقهم الديمقراطي في التصويت في انتخابات عامة وطنية لأول مرة منذ ثماني سنوات.
ولفتت إلى أن المجتمع الدولي يدعم هذه الجهود بشكل كامل وعلى استعداد للترحيب والمصادقة على نتيجة إيجابية من شأنها أن تعيد العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح، داعية المعرقلين، الذين يرغبون في تعطيل هذه العملية السياسية الدقيقة من خلال استخدام القوة، إلى التوقف عن ترويع السكان المدنيين ووضع أسلحتهم جانباً.
ويأتي استئناف اللجنة الدستورية المشتركة بين مجلسي النواب والدولة الجولة الثالثة من اجتماعاتها في القاهرة والتي تستمر حتى 19 من شهر يونيو/ حزيران الجاري، بعد جولتين عقدتا برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وباستضافة مصرية.
وكانت اللجنة أكدت اتفاق طرفيها من المجلسين على نحو 70% من نصوص مسودة الدستور، مرجحة التوافق حول باقي المواد في الاجتماعات الحالية التي تستمر لمدة أسبوع.
ويسود غموض حول الغرض من تعديل مسودة الدستور، بين الرغبة في اعتمادها كقاعدة دستورية للانتخابات، أو طرحها للاستفتاء لتكون دستوراً دائماً للبلاد. ويرجع هذا الغموض لرفض الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور المساس بالمسودة من أي جهة، وأكدت الهيئة في أكثر من مناسبة على ضرورة طرح المسودة كما هي للاستفتاء.
ع.ح./ص.ش. ( د ب أ )
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة