مسؤولة أممية: ضحايا اغتصاب "داعش" جثث حية لا معين لها
١٠ مارس ٢٠١٨
تشكو الأمم المتحدة من قلة الاهتمام بضحايا "داعش" ممن تعرضن للاغتصاب. إذ لا يكفي أنهن عشن مرارة العبودية الجنسية تحت نير التنظيم، يتعين عليهن أيضا الكفاح لتغيير نظرة المجتمع لهن. مسؤولة أممية وصفتهن بـ "جثث حية".
إعلان
بدت الكثير من تلك النسوة والفتيات وكأنهن "جثث حية". هذا ما نقلته المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لقضايا العنف الجنسي في الصراعات، باميلا باتن، بعد زيارتها العراق. وأضافت المبعوثة الأممية أنه ونظراً للوصمة الاجتماعية المضاعفة، ألا وهي كونهن ضحايا العبودية الجنسية ولعلاقتهن السابقة بمن استعبدهن من رجال التنظيم، فإن الكثير من أولئك الضحايا يخشين أن يعتبرهمن البعض أعضاء بالتنظيم الإرهابي.
وأردفت باتن، التي زارت بين 26 شباط/فبراير و5 آذار/مارس الجاري العراق، أن النساء التركمانيات على وجه الخصوص يعانين من الرفض من محيطهن الاجتماعي. كما عبرت العديد من الإيزيدات عن رغبتهن في مغادرة العراق. وختمت باميلا بارتن بالقول إنه وبالرغم من كل الجهود الإنسانية المبذولة من قبل السلطات فإن الكثير من تلك النسوة مصابات باضطراب ما بعد الصدمة النفسية، مطالبة بتوسيع مجال الرعايا الصحية والنفسية وبإحداث برامج تمكن الضحايا من الوقوف على أقدامهن اقتصادياً.
ووفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في أواخر آب/أغسطس الماضي، فإن آلاف النساء والفتيات، وخصوصاً من الأقلية الإيزيدية، تعرضن لاعتداءات مروعة في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كعمليات اغتصاب وخطف وسبي واستعباد جنسي. ولا يزال نحو نصف الإيزيديين الذين خطفهم تنظيم "داعش" قبل ثلاث سنوات بيد الجماعة "الجهادية" أو في عداد المفقودين، وفق ما أفادت وزارة الأوقاف في إقليم كردستان.
ومنذ الثالث من آب/أغسطس العام 2014، لدى دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى قضاء سنجار معقل الطائفة الإيزيدية وحتى الأول من كانون الأول/ديسمبر 2017، أحصي إنقاذ أو فرار 3207 شخصا من أصل 6417 خطفهم التنظيم في سنجار، بحسب ما قال مدير عام الشؤون الإيزيدية في وزارة الأوقاف خيري بوزاني لوكالة فرانس برس.
وأشار خيري إلى أن عدد الذين ما زالوا بيد التنظيم هو 3210، بينهم 1507 نساء و1703 رجال، من ضمنهم أطفال لم يتم تحديد عددهم. من جهة ثانية، أفاد خيري بأن عدد المقابر الجماعية المكتشفة حتى الآن بلغ 47 مقبرة، كما بلغ عدد المزارات والمراقد الدينية التي فجرها الجهاديون 68 موقعاً.
وكان عدد الإيزيديين في العراق يبلغ 550 ألف نسمة في العام 2014، مئة ألف منهم غادروا البلاد بعد هجوم الجهاديين فيما نزح 360 ألفا إلى كردستان العراق أو سوريا، وفق المصدر نفسه.
خ.س/أ.ح (DW، أ ف ب)
بعد الاغتصاب والعبودية.. ألمانيا تمنح الأمل لضحايا "داعش" الإيزيديين
تعرضوا للاغتصاب والعبودية. الإيزيديون الذين تمكنوا من الهرب من تنظيم "داعش" الإرهابي تحدثوا عن أحداث مفجعة. جامعة دهوك في العراق تهتم بالموضوع وافتتحت مركزا لمعالجة الصدمات النفسانية بدعم ألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
أمل في تلقي المساعدة
أمضت بروين علي باكو البالغة من العمر 23 عاما سنتين في المعتقل مع ابنتها في قبضة ميليشيا داعش الإرهابية. "لما زلتُ لا أشعر بالارتياح"، تقول بروين. وهي تعيش اليوم في معسكر للاجئين في شمال العراق. لكن بروين علي باكو تبقى متوترة، وتقول إنها لا تقدر على النوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مركز العلاج الأول من نوعه في دهوك
عندما تسمع بروين علي باكو أصواتا مرتفعة، فإنها ترجف، لأن ذلك يذكرها باختطافها. وهي تعلق أملا كبيرا على مركز معالجة الصدمات بالعراق. إنه المركز الأول من نوعه في المنطقة ويتم تمويله كجزء من مشروع كبير من أموال من ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية التي تمكنت من تولي رعاية 1100 امرأة إيزيدية في 21 من المدن والقرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مساعدة للاجئين في معسكر "كبارتو"
يمكن الآن تقديم المساعدة مباشرة في العراق. البرنامج الذي تم اعتماده لثلاث سنوات خصصت له ولاية بادن فورتمبيرغ 95 مليون يورو. ويُتوقع رعاية الأشخاص المعنيين بعدة إجراءات ليتمكنوا من التكيف مع مصيرهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
لم يكن أحد مختص في معالجة الصدمات
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بلا هوادة في الموصل بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية ينجح عدد متزايد من المختطفين من الهرب من قبضة الإرهابيين.ويوجد 26 طبيبا نفسيا في منطقة كردستان المستقلة، لكن لا أحد منهم مختص في معالجة الصدمات. على الأقل ليس في الوقت الحاضر.
نور في نهاية النفق
الجالية الإيزيدية في ألمانيا تضم 100 ألف عضو. واحد منهم هو الخبير في علاج الصدمات يان كيزيلهان الذي جاء إلى ألمانيا في السادسة من عمره، وكان الفاعل الرئيسي في إنشاء معهد معالجة الصدمات في دهوك العراقية. ويتضمن البرنامج مشروع تدريب لمختصين محليين لمعالجة النساء مثل بروين علي باكو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
تدريب طاقم الأخصائيين
يُتوقع تدريب طاقم الأطباء خلال السنوات الثلاث المقبلة من قِبَل 30 أخصائيا محليا وألمانيا. وسيتم اعتماد البرنامج على المستوى الإقليمي. والهدف هو تدريب أكثر من 1000 طبيب نفساني خلال السنوات العشر المقبلة. ويمكن للطلبة اجتياز امتحان شهادة الماستر المزدوجة في العلاج النفسي وعلاج الصدمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
"واجب تقديم المساعدة"
يان كيزيلهان تبادل الرأي حول الموضوع مع شيخ القبيلة بابا شيخ، وكذلك مع آلاف النساء الإيزيديات في معسكرات اللاجئين: "الأمر يتعلق هنا بصدمة جماعية وكذلك إبادة جماعية، وعليه يجب علينا تقديم المساعدة ـ من واجبنا المساعدة". إعداد: بيرغهاوزِن/ هودالي / م.أ.م