أعلنت إسرائيل قصف عشرات الطائرات لأكثر من مائة هدف في غزة، ووصفت موظفة في الأمم المتحدة قصف مستشفى الأقصى بأنه "مذبحة كاملة"، فيما أكد نتنياهو ضرورة تدمير حماس من أجل السلام وذلك تزامنا مع تواصل ضربات أمريكية في العراق.
إعلان
وصفت جيما كونيل الموظفة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم (الثلاثاء 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023)، ما رأته في مستشفى الأقصى في غزة بأنه "مذبحة كاملة". وقالت كونيل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن هناك العديد من المصابين "بجروح شديدة الخطورة، لكن لا يمكن علاجهم لوجود الكثيرين أمامهم في طابور الجراحة، والمستشفى مكتظ بالمصابين بما يفوق طاقته الاستيعابية". ونقلت الإذاعة البريطانية عن كونيل قولها "رأيت صبيا عمره تسع سنوات يعاني بشكل مأساوي من إصابة مدمرة في الرأس يموت أمامي".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف من عملياته ضد حركة حماس في قطاع غزةبعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للقوات في القطاع الساحلي المحاصر إن إسرائيل "ستكثف القتال في الأيام المقبلة". وبحسب بيانات السلطات الصحية التابعة لحماس، لقي أكثر من 20600 شخص حتفهم حتى الآن في الحرب الأخيرة.
ويذكر أن حركة حماس مصنفة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا ودول أخرى كتنظيم إسلاموي إرهابي.
مقتل العشرات في غارة جوية إسرائيلية وسط القطاع
02:26
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن عشرات الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قصفت أكثر من 100 هدف في غزة. وأضاف الجيش أن من بين الأهداف فتحات أنفاق ومنشآت عسكرية تستخدمها حركة حماس. وقال الجيش إنه تم القضاء على "خلية إرهابية" في جباليا خلال الليل، حاولت زرع متفجرات بالقرب من دبابة إسرائيلية، مضيفا أن القوات البرية استهدفت المقاتلين قبل أن تقتلهم طائرة مقاتلة. ولم يتسن التأكد بصورة مستقلة من هذه التصريحات.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء مقتل اثنين من جنود خلال القتال في جنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم البري إلى 158 قتيلا. ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن الجيش القول إن أربعة جنود أصيبوا بإصابات خطيرة في معركة أمس الاثنين.
وقد كثف الجيش الإسرائيلي من عملياته ضد حماس عقب أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة ميدانية لقطاع غزة إن إسرائيل "سوف تكثف من الأعمال القتالية خلال الأيام المقبلة".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بمواصلة القتال في غزة حتى القضاء على حركة حماس متحديا الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وسط مخاوف من احتمال انتشار الصراع مع تبادل القوات الأمريكية وجماعات متحالفة مع إيران الهجوم مجددا.
وفي مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أمس الاثنين، أكد نتنياهو على ثلاثة شروط مسبقة لتحقيق السلام: يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني.
ومن المتوقع أن يصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى واشنطن اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي مساء الاثنين، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، كي تقلص حملتها العسكرية وتحد من عدد القتلى المدنيين في الهجوم الذي تشنه انتقاما من هجوم حماس المباغت عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
بغداد تندد بالهجوم الأمريكي
وتعرضت القوات الأمريكية لهجوم من مسلحين تدعمهم إيران في العراق وسوريا بسبب دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على حماس. وفي أحدث اشتباك بين الطرفين، نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية انتقامية أمس الاثنين في العراق بعد هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون متحالفون مع إيران على قاعدة أمريكية في أربيل، مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين أحدهم في حالة حرجة. وقال الجيش الأمريكي إن الضربات الجوية قتلت "عددا من مقاتلي كتائب حزب الله" ودمرت عدة منشآت تستخدمها الجماعة.
وانتقدت الحكومة العراقية الهجوم الأمريكي على مواقع عسكرية عراقية اليوم الثلاثاء، وقالت في بيان "ما جرى فجر اليوم الثلاثاء من استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأمريكي تحت عنوان الرد، وأدى إلى
استشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين بضمنهم مدنيون، وهو فعل عدائي واضح، وغير بناء، ولا يصب في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد، في بسط الأمن والاستقرار". وأضافت أن "هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وستعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي، قبل كل شيء، تمثل مساسا مرفوضا بالسيادة العراقية".
ح.ز/ م.س (د.ب.أ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance