أدلى الأفغان بأصواتهم لاختيار رئيس من بين 18 مرشحا أبرزهم الرئيس أشرف غني ورئيس الحكومة عبد الله عبد الله. ورغم عدم وجود أي بيانات رسمية حول نسبة المشاركة، فإن مصادر إعلامية نقلت عن مسؤولين قولهم إنها كانت ضئيلة.
إعلان
بإغلاق مكاتب الاقتراع بعد تمديد وقت الانتخابات ساعتين إضافيتين، تكون الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في أفغانستان قد انتهت وسط تهديد المتطرفين مثل حركة طالبان المتشددة، واعتداءات وهجمات أوقعت خمسة قتلى و37 جريحا على الأقل السبت (28 أيلول/سبتمبر 2019).
وخاض 18 مرشحا هذه الانتخابات للفوز بولاية رئاسية من خمس سنوات. وتشتد المنافسة بصورة خاصة بين المرشحين الأوفر حظا الرئيس الحالي أشرف غني ورئيس الحكومة عبدالله عبدالله.
وذكر مسؤولون أفغان أن الانتخابات شهدت نسبة مشاركة ضئيلة مع انتهاء التصويت مساء اليوم، وذلك وسط تهديدات من حركة طالبان وإجراءات أمنية مشددة. وفي إحدى اللجان الانتخابية بوسط كابول، أدلى 21 شخصا فقط من الناخبين المسجلين بأصواتهم. ومددت مفوضية الانتخابات عملية التصويت لمدة ساعتين، ولم يؤثر ذلك إلا بالقدر اليسير فيما يتعلق بنسبة الإقبال.
وأكد نواب محليون نسبة المشاركة الضئيلة في نصف أقاليم أفغانستان على الأقل. وقال مسؤولون إن السبب الرئيسي وراء ضعف المشاركة هو انعدام الأمن. وكانت طالبان قد ضاعفت التحذيرات للناخبين البالغ عددهم حوالى 9,6 ملايين لردعهم عن المشاركة في الانتخابات، وتوعدت الخميس بأنها ستستهدف "مكاتب ومراكز (الاقتراع) التي تستضيف هذه المهزلة".
وصرح الرئيس الأفغاني بعد الإدلاء بصوته أن "هذه الانتخابات ستمهد الطريق حتى نسير في اتجاه السلام بشرعية حقيقية". ويأمل غني في الفوز بولاية ثانية، ما سيفرضه في موقع محاور لا يمكن تجاوزه للتفاوض مع طالبان. كما دعا في كلمة متلفزة مساء السبت المتمردين إلى "احترام خيار الشعب ووقف الحرب"، مؤكدا أن "أبواب السلام لا تزال مشرعة".
من جانبه، تحدث وزير الداخلية مسعود اندرابي في مؤتمر صحافي عن مقتل خمسة من قوات الأمن وإصابة 37 مدنيا. فيما قال وزير الدفاع إن "عدد الهجمات في هذه الانتخابات كان أقل مقارنة بالانتخابات السابقة" من دون أن يدلي بأرقام.
وكانت وزارة الداخلية نشرت 72 ألف عنصر لحراسة حوالى خمسة آلاف مركز اقتراع في البلاد. كما حُظر منذ مساء الأربعاء دخول جميع الشاحنات والشاحنات الصغيرة إلى العاصمة خشية استخدامها في اعتداءات بآليات مفخخة. ويتوقع صدور النتائج الأولية خلال الأسبوع المقبل.
من جانبهم، قال مراقبون للانتخابات إن أجهزة الاستدلال البيولوجي التي تهدف إلى منع التزوير في انتخابات الرئاسة أدت مهمتها بشكل أفضل من الانتخابات التي جرت العام الماضي ولكنها ما زالت تجعل الناخبين ينتظرون وقتا طويلا كي يدلوا بأصواتهم.
ح.ع.ح/أ.ح (د ب أ، أ.ف.ب، رويترز)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs