1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحذيرات ألمانية من حملات التضليل الروسية

١٩ سبتمبر ٢٠٢٢

تحذيرات ألمانية من استغلال روسيا للمخاوف من ارتفاع الأسعار ونقص الغاز لإثارة اضطرابات اجتماعية في خضم أزمة طاقة تعصف بالقارة الأوروبية، فهل تنجح هذه التحذيرات في مواجهة الدعاية الروسية؟

حذر مسؤولون ألمان من تعرض بلادهم لحملات تضليل روسية مع قرب فصل الشتاء
حذر مسؤولون ألمان من تعرض بلادهم لحملات تضليل روسية مع قرب فصل الشتاءصورة من: Jakub Porzycki/NurPhoto/imago images

مع اعتزام الحكومة الألمانية تقنين وترشيد الطاقة، خرج مسؤولون ليحذروا من أن روسيا قد تنشر معلومات مضللة عبر الإنترنت لإثارة اضطرابات اجتماعية في أكبر اقتصاد في أوروبا. وجاءت التحذيرات على لسان كونستانتين فون نوتس، رئيس لجنة الرقابة البرلمانية في البوندستاغ وهي اللجنة المنوط بها مراقبة عمل أجهزة المخابرات على مستوى البلاد. وفي مقابلة مع DW، قال السياسي عن حزب الخضر إن "الوضع خطير إذ أظهرت الأحداث الأخيرة مجددا أن ألمانيا عرضة لعمليات تأثير تقوم بها روسيا".

ويأتي التحذير في وقت تخيم على البلاد أزمة ارتفاع أسعار الطاقة عقب قرار موسكو  قطع إمدادات الغاز عن ألمانياانتقاما لفرض عقوبات غربية واسعة النطاق على روسيا ردا على غزوها العسكري لأوكرانيا. ومع قرب فصل الشتاء، يساور المسؤولون القلق حيال قيام روسيا بتأجيج المخاوف من تعرض البلاد لنقص في الغاز أو الغذاء من أجل التسبب في إثارة رد فعل عنيف من الألمان ضد العقوبات أو التدابير التي اتخذتها الحكومة لمعالجة أزمة الطاقة. وقال فون نوتس: "لاحظت أجهزة الاستخبارات (الألمانية) منذ وقت طويل قيام جهات مؤيدة لروسيا بتنظيم حملات على الشبكات الاجتماعية مثل تطبيق انستغرام بهدف تسميم النقاشات العامة وتقسيم مجتمعنا". وأضاف "لهذا السبب، فإن الوضع الذي نحن فيه يتطلب المزيد من الاهتمام"، مستشهدا في خطورة ذلك بمقطع مصور جرى إخراجه من سياقه لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك.

كونستانتين فون نوتس أقر بالحق في التظاهر ضد ارتفاع الأسعار، لكنه حذر من السقوط في فخ حملات التضليل الروسيةصورة من: Thomas Trutschel/photothek/picture alliance

فيديو بيربوك "المُحرّف"

يعود هذا المقطع المصور إلى أواخر أغسطس / آب عندما كانت الوزيرة تشارك بندوة في مدينة براغ باللغة الإنجليزية حيث قالت إنها وعدت الأوكرانيين بأنها ستدعمهم "بغض النظر عما يعتقده الناخبون الألمان". وكانت العبارة جزءًا من إجابة طويلة أكدت بيريوك خلالها على أن حكومتها سوف تساعد الناس، على تحمل ارتفاع تكاليف المعيشة لكن في غضون ساعات، بدأت حسابات موالية لروسيا في نشر فيديو يتضمن هذه العبارة مجتزأه بعد إخراجها عن سياقها على تطبيق انستغرام. وجرى وضع عناوين غير حقيقية ومضللة من أجل تشويه المضمون الأساسي للعبارة التي جاءت على لسان وزيرة الخارجية الألمانية، وفقا تحليل أجراه المركز الأوروبي لمكافحة المعلومات المضللة الذي يضم باحثين أوروبيين يتتبعون حملات التضليل الروسية. وقد انتشر هذا المقطع المتجزأ على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسيبوك وتوتير ويوتيوب لدرجة أن بعض أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وحزب اليسار وبعض الحسابات التابعة لحركات متطرفة قاموا بنشر المقطع المصور.

وقال المركز الأوروبي لمكافحة المعلومات المضللة إن هذا المقطع انتشر بعد يوم من إدلاء بيربوك بتصريحاتها، فيما أصبح هاشتاغ يطالب بيربوك بالاستقالة، أكثر وسم انتشارا في ألمانيا. وفي تعليقها، قالت جوليا سميرنوفا، الخبيرة في معهد لندن للحوار الاستراتيجي، إن هذه الواقعة تظهر "أن التناغم بين الأطراف المؤيدة للكرملين وأطراف داخلية في ألمانيا يعد أمرا بالغ الأهمية في انتشار المعلومات المضللة".

جرى إخراج عبارة جاءت على لسان وزيرة الخارجية الألمانية من سياقها في أطار حملات التضليل الروسيةصورة من: Thomas Trutschel/photothek/IMAGO

الحرب في أوكرانيا وإثارة المخاوف

ويرى الباحثون أن محاولات الحكومة الروسية للتأثير على الرأي العام في ألمانيا ليست وليدة اللحظة بل تعود لحقبة الحرب الباردة حيث كانت ألمانيا هدفا رئيسيا لحملات روسية وسوفيتية. لكن ذلك تزايد مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي في الأعوام العشرة الماضية، حيث رصد الباحثون أكثر من 700 حملة روسية استهدفت ألمانيا في الفترة ما بين عامي 2015 و2021  بهدف نشر معلومات كاذبة أو مضللة حول قضايا مختلفة بداية من الهجرة وحتى حقوق الإنسان.

وأشار الباحثون إلى أن الهدف وراء هذه الحملات إثارة انقسامات داخل المجتمع الألماني، لكن هذا الأمر قد طرأ عليه التغير مع بدء التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا. وفي ذلك، قالت سميرنوفا إنه منذ بدء الحرب، انصب تركيز حملات التضليل الروسية بشكل كبير على الحرب، لا سيما محاولة الزعم بان ازمة الطاقة في أوروبا جاءت بسبب التضامن الغربي مع أوكرانيا. وأضافت بأن "السرد الذي حاولت الدعاية الروسية الترويج له يتمثل في خلق مشاعر بأن فصل الشتاء القاسي في ألمانيا سببه أوكرانيا. ومع اقتراب الشتاء، فإن هذه الرواية قد تجد صدى بين الأشخاص الذين يساروهم قلق مشروع حيال الأزمة".

تخذيرات من استغلال فصل الشتاء

وتتفق في هذا الرأي بيا لامبرتي، عالمة النفس الاجتماعي والباحثة في منظمة "سيماس" للأبحاث ومقرها ألمانيا، حيث توقعت أن تعمد روسيا إلى تكثيف حملات التضليل مع قرب فصل الشتاء. وقالت إن التجارب السابقة تظهر أن روسيا "تميل إلى زيادة نشر المعلومات المضللة في أوقات التوترات الاجتماعية"، مشيرة في ذلك إلى أزمة الهجرة في ألمانيا عام 2015.

وسائل إعلام ألمانية حذرت من مواقع زائفة تنشر أخبارًا مضللة ومؤيدة لروسيا حول الحرب في أوكرانياصورة من: Andre M. Chang/ZUMAPRESS.com/picture alliance

واضافت أنه في أوقات الأزمات مثل قرب فصل الشتاء القاسي في ألمانيا، فإن "إحدى النتائج المحتملة أن يزداد التضامن بين أفراد المجتمع"، لكنها قالت إن العكس قد يحدث "قد نرى زيادة في القومية وإعلاءً للمصلحة الشخصية". يشار إلى أن   ألمانيا قد شهدت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الطاقة تكاليف المعيشة فيما كانت رقعة المظاهرات صغيرة نسبيا، لكن أحزاب من أقصى اليسار واليمين دعت لتنظيم مظاهرات أيام الاثنين بشكل منتظم فيما أطلق عليه "مظاهرات الخريف الحار".

ومع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في ألمانيا، حذر مسئولون ألمان ومنهم كونستانتين فون نوتس، من قيام أطراف مؤيدة لروسيا بنشر  معلومات مضللة. وقال إن لكل فرد "في بلادنا الحق في التظاهر ضد ارتفاع الأسعار وأن يخرج إلى الشارع للاحتجاج، لكن يتعين على كل فرد من المجتمع سواء سياسيين وصحافيين ومواطنين توخي الحذر للحيلولة دون استغلالنا من قبل جهات لا تدرك الخير لمجتمعنا".

يانوش ديلكر / م .ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW