أعرب مسؤول برلماني ألماني، عما ينتظره من السوريين الذين يريدون البقاء في ألمانيا على المدى الطويل، وخاصة ما يتعلق بالعمل وإعالة أسرهم. في حين أشار رئيس حكومة ولاية عن تأييده لإعادة اللاجئين السوريين غير المندمجين.
إعلان
قال المدير التنفيذي لشؤون الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الألماني، تورستن فراي في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية: عن اللاجئين السوريين في ألمانيا "العمل وحده لا يكفي"، مضيفا أن غالبية السوريين في ألمانيا يعملون في وظائف معاونة، كما أن العديد منهم ليس لديهم أي تدريب مهني، وقال: "قد يكون هؤلاء الأشخاص قادرين على إعالة أنفسهم، لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون إعالة أسرة. ناهيك عن تمويل معاش تقاعدي خاص بهم".
وقال فراي: "من يرغب في البقاء في ألمانيا بشكل دائم، عليه أن يكسب ما يكفي للحصول على معاش تقاعدي أعلى من التأمين الأساسي في سن الشيخوخة"، مضيفا أن هذا هو الحد الأدنى من وجهة نظره، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون من الواضح أن المبدأ هو أن يغادر اللاجئون ألمانيا مرة أخرى، وقال: "إذا لم يغادر اللاجئون بلادنا مباشرة بعد انتهاء أزمتهم، فإن استعداد المجتمع لقبول لاجئين آخرين في المستقبل يتضاءل".
تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 300 ألف سوري لديهم حق حماية ثانوية في ألمانيا، ما يعني أن البلاد لا تأويهم بسبب تعرضهم للاضطهاد على المستوى الشخصي، بل بسبب الحرب الأهلية في وطنهم.
وقال فراي عن الوضع في سوريا: "لحسن الحظ، صمتت الأسلحة أخيرا"، مضيفا أنه يتعين الانتظار لرؤية المزيد من التطورات، معترفا بأن إعادة اللاجئين إلى سوريا ستشكل تحديا هائلا، موضحا أنه يتعين لذلك الرهان على العودة الطوعية.
رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير يدعو اللاجئين السوريين إلى العودة
02:23
إعادة اللاجئين السوريين غير المندمجين
من ناحية أخرى، أعرب رئيس حكومة ولاية تورينغن الألمانية، ماريو فويغت، عنتأييده لإعادة اللاجئين السوريين غير المندمجين إلى وطنهم عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد. وقال فويغت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في إيرفورت: "لدينا العديد من السوريين المندمجين بشكل جيد في تورينغن، والذين يثبتون أن هناك كثيرون يريدون بذل الجهد والمشاركة"، مؤكدا أن هؤلاء موضع ترحيب كبير.
إعلان
ولكنه أشار، في المقابل، إلى العديد من السوريين الذين لم ينخرطوا في المجتمع حتى بعد مرور سنوات، وقال: "لا يوجد سبب لوجودهم هنا بعد الآن. لقد زال النظام".
وعقب زيارة وفد ألماني لدمشق، حذرت وزارة التنمية الألمانية من إعادة الدولة للمهاجرين السوريين إلى وطنهم على نحو متعجل. وأشارت الوزارة في ورقة استراتيجية إلى الوضع الإنساني السيء في سوريا، وإلى أن العملية الانتقالية مثقلة بصراعات جديدة محتملة داخل البلاد.
وقال فويغت، الذي ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي: "أعتقد أن التهديد السياسي المباشر لأولئك الذين أتوا إلى هنا قد تراجع، على الأقل"، مضيفا أنه ليس من المعروف حتى الآن على وجه التحديد كيف ستبدو الحكومة السورية الجديدة وما إذا كانت دولة إسلامية ستنشأ هناك، و"لكن من الأفضل أن يعود أشخاص عقلاء ليبنوا وطنهم".
ووفقا لوزارة الداخلية الألمانية، يوجد حاليا حوالي 975 ألف سوري في ألمانيا. وجاءت أغلبية هؤلاء في السنوات التي تلت عام 2015 نتيجة للحرب الأهلية السورية. وقرر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري عدم البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الوقت الحالي بسبب التطورات المتسارعة في البلاد.
ع.ج/ ح.ز (د ب أ)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي