مسؤول ألماني بارز ينتقد "ديتيب" بشدة قبل لقائه مع أردوغان
٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
قبل افتتاح الرئيس التركي أردوغان لمسجد في كولونيا بغرب ألمانيا تديره جمعية الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، وجه رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا آرمين لاشت انتقادات للجمعية بسبب توظيف طاقتها للعمل السياسي.
إعلان
وجه رئيس حكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية آرمين لاشيت انتقادات للاتحاد الإسلامي-التركي للشؤون الدينية (ديتيب)، وذلك قبيل لقاء له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت (29 أيلول/سبتمبر 2018). وقال لاشيت، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل في تصريحات لصحيفة "تاغس تسايتونغ آم فوخن إنده" الصادرة اليوم: "بادئ ذي بدء، يتعين على اتحاد ديتيب التركيز مجددا على العمل الديني والرعوي، دون الانخراط في السياسة أو مراقبة أنصار حركة غولن أو الصلاة من أجل احتلال سوريا. هذا تجاوز للحدود".
ويعتزم لاشت الإفصاح عن انتقاداته خلال لقائه أردوغان، الذي يفتتح اليوم المسجد المركزي التابع لـ(ديتيب) في مدينة كولونيا بالولاية، التي تقع غربي ألمانيا. وسيجري لاشت محادثات مع أردوغان، إلا أنه لن يشارك معه في افتتاح المسجد، حيث جمدت الحكومة المحلية للولاية - بحسب وصفها- جميع علاقاتها باتحاد "ديتيب"، التابع للحكومة التركية.
وتم إعادة جدولة اجتماع لاشت مع أردوغان ليعقد بمطار كولونيا/بون بدلا من قلعة "فان"، وذلك بسبب رفض مالك الموقع استقبال أردوغان، لأسباب سياسية. وبحسب بيانات الحكومة المحلية للولاية، يلتقي لاشت وأردوغان بمبنى الضيافة في المطار، وبعد ذلك يتوجه أردوغان إلى كولونيا لافتتاح المسجد.
من جانبه، دعا مارتين شولتس، زعيم الاشتراكيين السابق، لاشت إلى ضرورة تذكير جمعية "ديتيب" بأنها جمعية دينية ولا علاقة لها بالعمل السياسي. وإذا لم تستجب لطلب الجهات المعنية بهذا الشأن وواصلت نشاطها السياسي، فيبنغي وضعها تحت مراقبة الأجهزة الأمنية.
يذكر أن تهما وجهت إلى الجمعية التركية التابعة لوزارة الشؤون الدينية التركية مفادها أنها تراقب المعارضين لأردوغان الذين يترددون إلى مساجد الجمعية في ألمانيا، وخصوصا أنصار رجل الدين والمليونير فتح غولن.
من جهتها، أبدت جمعية الاتحاد التركي-الاسلامي للشؤون الدينية (ديتيب) عدم تفهمها إلغاء تجمع احتفالي كبير كان مقررا أثناء افتتاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمسجد المركزي بمدينة كولونيا. وكتب الاتحاد في بيان نشره على موقع "فيسبوك": "استقبل ديتيب هذا الأمر بأسف، ولا يمكنه فهم التبريرات". ولكن الاتحاد أكد أنه سيتبع التوجيه "نظرا لاحترامنا للقانون". وكان "ديتيب" دعا في وقت سابق إلى حضور التجمع الاحتفالي خارج المسجد وتوقع حضور ما يصل إلى 25 ألف زائر.
وطالبت سلطات كولونيا مساء أمس بأن تكون هناك خطة أمنية محكمة تتضمن توفير مسعفين وإمكانات لمغادرة المكان في حال حدوث طوارئ، لكنها أفادت بأنه لم يتم الاستجابة لمطالبها.
ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.أ)
محطات مثيرة للجدل في زيارة أردوغان لبرلين
منذ الإعلان عن زيارة أردوغان لبرلين وسيل الانتقادات لا يتوقف. ومع وصوله الفعلي لألمانيا تصاعدت أصوات منتقديه، خاصة بسبب مراسم الاستقبال الضخمة، التي حظي بها الضيف. في ما يلي أهم المحطات المثيرة للجدل في زيارة أردوغان.
صورة من: Reuters/F. Bensch
"اختلافات ومصالح"
خلال مؤتمرها الصحفي المشترك مع الرئيس التركي أردوغان في برلين الجمعة (28 سبتمبر/ أيلول 2018) أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه لا تزال هناك "اختلافات عميقة" مع تركيا فيما يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، مشددة على أن هناك مصالح مشتركة مع تركيا كالناتو والهجرة ومكافحة الإرهاب. أما الرئيس التركي فدعا برلين لتسليم ما قال إنهم مئات من مؤيدي رجل الدين فتح الله غولن المقيمين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
مقاطعة المأدبة على شرف الرئيس
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صباح الجمعة (28 أيلول/ سبتمبر 2018) في قصر "بيلفو" الرئاسي في برلين بالتشريفات العسكرية. وتقام مساء الجمعة مأدبة عشاء على شرفه، الأمر الذي أثار بدوره جدلاً واسعاً في ألمانيا. كما رفض العديد من الساسة الألمان المشاركة في المأدبة المُقامة على شرف الضيف التركي احتجاجاً على سجل حكومته في مجال حقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/R. Krause
المراسم الضخمة "أمر سخيف"
ومنذ الإعلان عن زيارة أردوغان لبرلين وسيل الانتقادات لهذه الزيارة المثيرة للجدل لا يتوقف. وطالت الانتقادات عدة جوانب، أهمها مراسم الاستقبال الضخمة للضيف التركي، وهو ما انتقده عدد من الساسة أبرزهم رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، زارا فاغنكنشت، التي قالت إن "استقبال شخص يهدم الديمقراطية في بلاده ويؤسس ديكتاتورية إسلامية، بالسجادة الحمراء وبكل مراتب الشرف، هو أمر سخيف".
صورة من: Reuters/Presidential Press Office/K. Ozer
أول زيارة بمراسم عسكرية
رغم أن أردوغان زار ألمانيا من قبل في أكثر من 12 مناسبة عندما كان رئيساً للوزراء أو حتى رئيساً لتركيا إلا أن زيارته هذه هي أول زيارة رسمية له بمراسم تكريم عسكرية كاملة، ولم تتوقف انتقادات زارا فاغنكنشت على تلك المراسم وإنما اتهمت أردوغان بدعم جماعات إرهابية. أما حزب الخضر، فقد طالب المستشارة ميركل باتخاذ موقف واضح ضد الرئيس التركي وسياسته.
صورة من: picture-alliance/dpa
"إشارة رابعة"
لم تتوقف زيارة أردوغان في إثارة الجدل عند مراسم الاستقبال الضخمة، بل طالت أيضاً طريقة إلقائه التحية لمؤيديه. ففي طريقه إلى الفندق في برلين حيَّا أردوغان مؤيديه، الذين تجمعوا على جانب الطريق برفع "أصابعه الأربعة" وهي الإشارة المعروفة لدى جماعة الإخوان المسلمين، بالأخص في مصر. غير أنه يبقى من غير المعروف إن كان أردوغان يعني بذلك في برلين أيضا الإشارة إلى الإخوان وواقعة رابعة في مصر، بحسب مراقبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
شعبيته في ألمانيا أكبر
بالرغم من الانتقادات المتتالية لسياسته ووضع حقوق الإنسان في تركيا، يحظى أردوغان بقاعدة شعبية مهمة بين أفراد الجالية التركية في ألمانيا، ومن بينهم فئة الشباب أيضاً. فقد حصل أردوغان في الانتخابات الرئاسية على نسبة أصوات لدى الجالية التركية في ألمانيا تفوق نسبة ما حصل عليه داخل تركيا نفسها، وفقا للنتائج الأولية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
المعارضون "الأعداء"
قائمة المعارضين "أعداء" أردوغان داخل وخارج تركيا طويلة، وذلك بسبب سياسته القمعية ووضع حقوق المواطنين وحقوق الإنسان في تركيا. وقد رفض العديد من السياسيين المعارضين الألمان لقاء الضيف التركي. كما تقرر تنظيم مظاهرات ضد زيارة أردوغان في عدة مواقع في برلين وكولونيا. وقد أصيب شرطيان في برلين الخميس في مظاهرة عفوية ضد أردوغان، شارك فيها أشخاص ملثمون وألقيت خلالها حجارة على الشرطة. اعداد: إيمان ملوك