حذر مفوض الحكومة الألمانية من انتشار معاداة السامية في مدارس البلاد، مطالبًا بإلزامها بالإبلاغ عن الحوادث المتعلقة بهذا الشأن، ومؤكدًا على ضرورة تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع معاداة السامية والعنصرية.
إعلان
ذكر مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، أن الأطفال أيضًا يتعرضون لمعاداة السامية داخل النظام المدرسي في ألمانيا، داعيًا إلى توفير تدريب أفضل للمعلمين، ضمن تدابير أخرى.
وقال كلاين في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم السبت (27 أيار/مايو 2023): "نلاحظ أن معاداة السامية تنتشر أيضًا في المدارس... إنها لا تنبع من التلاميذ فقط، بل من المعلمين أيضًا. هناك أحيانًا ملاحظات مروعة - في كل مكان في الفصل"، مضيفًا أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة.
وطالب كلاين بأن يكون الإبلاغ عن الحوادث المعادية للسامية في المدارس إلزاميًا بأنحاء البلاد، مؤكدًا ضرورة أن يصبح التعامل مع معاداة السامية والعنصرية مكونًا إلزاميًا في تدريب المعلمين.
وعلاوة على ذلك، أشار كلاين إلى أن هناك حاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة على الطريقة التي يتم بها تدريس اليهودية في الكتب المدرسية، موضحًا أن بعض الكتب المدرسية تصف الحياة اليهودية "كما كانت قبل ألفي عام، حيث يقرأ الأولاد التوراة والفتيات يطحن الذرة".
وقال: "هناك أيضًا رسوم إيضاحية مدمرة في الكتب الدينية"، مثل الطريقة التي يتم بها جذب اليهود للاستماع إلى المسيح وهو يعظ على الجبل. وذكر كلاين أن هذه العملية غالبًا ما تكون بدون وعي، ولكن يجب ألا تصبح متأصلة في الأطفال، وقال: "يجب التوضيح في الكتب المدرسية أن اليهود ينتمون إلى ألمانيا".
من جهتها أكدت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينغر أن المعلمين يلعبون دورًا مركزيًا في مكافحة معاداة السامية. وقالت لمجموعة صحف "فونكه" الإعلامية إن وزارتها تقدم الدعم في هذا الخصوص بمشروعين بحثيين.
أحد المشروعين، بحسب الوزيرة، موجه لرجال الشرطة المتدربين أيضًا، والآخر يبحث في "ديناميكيات ومظاهر وتأثيرات معاداة السامية في أوروبا، ويطور مواد تعليمية رقمية متعددة اللغات للوقاية من معاداة السامية بالتعاون مع مدارس في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا ورومانيا".
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ، ك ن أ، إ ب د)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.