مسؤول أممي يصف الأوضاع الإنسانية في اليمن بالصادمة
٢٨ أكتوبر ٢٠١٧
بعد زيارة مستفيضة لمناطق واسعة في اليمن طالب مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة بإنهاء المعاناة "الرهيبة" للشعب اليمني عبر إيجاد حل سياسي فوري للأزمة في البلاد.
إعلان
أكد مارك لوكوك كيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإنسانية اليوم السبت (28 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) أن إنهاء المعاناة "الرهيبة" في اليمن يتطلب حلا سياسيا للأزمة قبل كل شيء.
وقال لوكوك في مؤتمر صحفي عقده اليوم قبيل مغادرته العاصمة صنعاء "جئت إلى اليمن لأفهم بشكل أشمل الأزمة الانسانية المتدهورة في البلد، بما في ذلك أسرع تفش لوباء الكوليرا شهده العالم على الإطلاق، وأكبر أزمة انعدام الأمن الغذائي في العالم، والأوضاع المرتبطة بالنزوح واسع النطاق للسكان".
وتابع "رأيت في كل مكان زرته في اليمن دمارا في الطرق والجسور والمصانع والفنادق والمنازل وغيرها خلفها القصف والقتال، وزرت مستشفيات بالكاد فيها كهرباء أو ماء وذلك أيضا نتيجة القتال، وقابلت أطفالا يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم، قد يكون سٌلب منهم مستقبلهم الصحي".
وأضاف لوكوك "كما التقيت ببعض النازحين من أصل مليوني شخص، اضطروا لمغادرة ديارهم لتجنب القتال والظروف المروعة، التي اضطر العديد منهم إلى العيش فيها، وقد قابلت عاملين في المجال الصحي لم يتلقوا رواتبهم منذ عام، استمعت إلى قصص أطفال لم يذهبوا إلى مدارسهم لمدة عام تقريبا بسبب عدم دفع رواتب معلميهم".
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه أجرى نقاشات صريحة مع السلطات في صنعاء وعدن بشأن ضرورة قيام جميع الاطراف المعنية ذات العلاقة ببذل مزيد من الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجونها. وأفاد بأنه طلب من رئيس الوزراء في عدن، ضمن العديد من الأمور التي ناقشها، ضمان تحقيق تقدم بشأن دفع رواتب العاملين الصحيين والمعلمين، وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والإنسانية، وتحسين تشغيل الموانئ وخاصة ميناء الحديدة.
واختتم لوكوك بالقول "أكرر النداء الذي وجهته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، يجب على جميع الأطراف في اليمن، والأطراف التي تدعمها وتؤثر عليها، أن تبذل المزيد لضمان احترام القانون الانساني الدولي وحماية المدنيين".
ح.ع.ح/ع.خ(د.ب.أ)
اليمن..سعيدة تكافح من أجل العودة إلى الحياة
سعيدة بغيلي التي تعاني من سوء التغذية باتت رمزا للمعاناة من الحرب في وطنها اليمن حيث واحد من بين أربعة أشخاص مهدد بالجوع. والشابة البالغة من العمر 19 عاما مصممة على كسب الرهان ضد الجوع.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
عندما يشاهد المرء الموت
هكذا كان شكل سعيدة أحمد بغيلي قبل سنة. وفي مستشفى الثورة بمدينة الحديدة الساحلية كافحت المرأة الشابة ضد الموت من الجوع. وكان وزن البنت في الثامنة عشرة من عمرها آنذاك 11 كيلوغراما.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
هشة ولكن نفسيتها ليست مكسورة
بخطوات صغيرة في كفاحها من أجل البقاء عادت سعيدة بغيلي إلى الحياة. وطوال أسابيع ظلت غير قادرة على الوقوف على قدميها، أو حتى على أكل الطعام.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
25 كيلوغراما إضافية
واليوم تعيش سعيدة بغيلي (الثانية من اليسار) في حضن عائلتها. ويقول والدها أحمد إنها "ماتزال تعاني من مشاكل في تناول الطعام، لكن جسمها أعاد عافيته، لأنها تحصل على طعام أفضل". ويصل وزن سعيدة حاليا إلى 36 كيلوغراما.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
النجدة في شكل أكياس صغيرة
عجين الفول السوداني، ومسحوق الحليب إضافة إلى الزيت والسكر: هذا الخليط برهن على فعاليته في الكفاح عالميا ضد سوء التغذية. وتقوم منظمات إغاثة بتزويد سعيدة بغيلي وعائلتها بالسعرات الحرارية لإنقاذ الحياة.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
أرض قاحلة أثرت عليها الحرب
وقبل تفجر الحرب لم يكن يتوفر الناس في قرية سعيدة على ما يكفي لسد الرمق. ومنذ 2014 ينزلق أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية في فوضى الحرب الأهلية والتدخلات الدولية ـ لاسيما من العربية السعودية. وتم قتل أكثر من 10.000 شخص.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
شيء من العلف مقابل قسط من الحليب
سعيدة بغيلي وأختها الصغيرة جليلة تجمعان بعض العلف للماعز التي هي في ملك أحد المزارعين الذي يقدم لهم في المقابل بعض الحليب الذي يحدث الفارق بين الحياة والموت.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
شيء من الخبز وأربعة كؤوس شاي
قليل من الشاي وبعض الخبز مع الحليب. هذه هي مكونات وجبة أكل بالنسبة إلى سعيدة بغيلي وأخواتها. وبدون المساعدة لما تمكنت العائلة حتى من ضمان هذه الوجبات.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
انشراح وأمل كبير في العيش في سلام
وتوجد لحظات فرحة حتى في وسط الحرب والجوع. سعيدة بغيلي وإخوانها لم يفقدوا الأمل في العيش يوما ما في سلام بعيدين عن الجوع والحرمان. (رويترز/ عبد الجبار زياد/ م.أ .)