مسؤول أممي: ثلث اللاجئين السوريين يرغبون في العودة
٢٥ يناير ٢٠٢٥
أعربت الأمم المتحدة عن تفاؤلها بتحول جديد في ملف اللاجئين السوريين، حيث أبدى عدد كبير منهم رغبة في العودة إلى وطنهم بعد سنوات من الحرب والنزوح. بالتزامن، دعت المنظمة إلى رفع العقوبات الغربية عن سوريا.
حوالي 200 ألف لاجئ عادوا بالفعل إلى سوريا منذ إسقاط الأسد، بالإضافة إلى نحو 300 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا أثناء الحرب بين حزب الله وإسرائيل. صورة من: Khalil Hamra/AP Photo/picture alliance
إعلان
كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي اليوم السبت (25 يناير/ كانون الثاني 2025) عن تحول ملحوظ في رغبة اللاجئين السوريين بالعودة إلى وطنهم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأعلن فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالي 30% من اللاجئين السوريين في دول الشرق الأوسط ينوون العودة إلى ديارهم خلال العام المقبل. وأشار غراندي إلى أن هذا التحول أتى بعد تقييم أجري في يناير الجاري، إثر سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وانتهاء حرب أهلية دامت 13 عامًا.
وقال غراندي خلال اجتماع مع الصحفيين في دمشق: "المؤشر تحرك أخيرًا بعد سنوات من التراجع"، موضحًا أن النسبة ارتفعت من الصفر تقريبًا إلى نحو 30% في أسابيع قليلة. وأضاف أن حوالي 200 ألف لاجئ عادوا بالفعل إلى سوريا منذ إسقاط الأسد، بالإضافة إلى نحو 300 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا أثناء الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
في سياق متصل، دعا غراندي إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، واصفًا إياها بأنها عائق رئيسي أمام تحقيق عودة مستدامة للاجئين. وأكد أن هذه العقوبات تعيق الاستثمارات وتؤثر سلبًا على عملية إعادة الإعمار، مطالبًا بإعادة النظر فيها. وأشار إلى أن الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تعمل على تسهيل عودة اللاجئين، مشددًا على ضرورة إعادة إحياء الاقتصاد واستعادة الخدمات لضمان الأمن وخلق بيئة مناسبة للعودة.
رفع العقوبات مطلب ملح
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال زيارته لدمشق أن السعودية تسعى لدعم رفع العقوبات عن سوريا، مشيرًا إلى وجود "رسائل إيجابية" من واشنطن والاتحاد الأوروبي.
ورغم تخفيف بعض العقوبات الأمريكية بعد سقوط الأسد، يستعد الاتحاد الأوروبي لمناقشة هذا الملف في اجتماعه المقبل في بروكسل في 27 يناير/ كانون الثاني.
وبحسب المسؤول الأممي غراندي فإنه و"لضمان عودة اللاجئين بشكل مستدام، يجب توفير برامج إعادة إعمار وإحياء الخدمات الأساسية"، مشيرًا إلى أن الحرب في سوريا خلفت أكثر من نصف مليون قتيل ودمرت البنى التحتية وأجبرت الملايين على اللجوء والنزوح.
وأكد غراندي "لدينا فرصة لإعادة بناء سوريا لم تتح منذ عقود، ويجب استغلالها لتحقيق مستقبل أفضل للاجئين وللبلاد".
واسفرت الحرب في سوريا التي اندلعت إثر قمع دام لتظاهرات سلمية مناهضة للاسد، عن أكثر من نصف مليون قتيل، وأجبرت الملايين على اللجوء أو النزوح ودمرت البنى التحتية للبلاد.
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
ثلاثة لاجئين في برلين ـ قصص نجاح في صور
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.