مسؤول أممي: قرابة مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا
٢١ نوفمبر ٢٠١٦
في جلسة لمجلس الأمن حول سوريا، أعلن منسق المساعدات أن قرابة مليون سوري يعيشون تحت الحصار، متهما النظام السوري بالخصوص باللجوء لهذا "التكتيك العنيف". من جانبها توعدت واشنطن بملاحقة ضباط سوريين متهمين بقتل وتعذيب مدنيين.
إعلان
أعلن منسق المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الاثنين (21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) أن "قرابة مليون سوري يعيشون حاليا تحت حصار" أطراف النزاع في سوريا. وأشار أوبراين أمام مجلس الأمن الدولي إلى "زيادة كبيرة" منذ عام في استخدام هذا "التكتيك العنيف"، خصوصا من قبل الحكومة السورية.
وأوضح أوبراين أن عدد المحاصرين ازداد من 393700 قبل عام إلى 486700 قبل ستة اشهر، وبلغ حاليا 974 ألفا و80 شخصا. وقال إن مناطق جديدة أضيفت إلى اللائحة وبات العاملون الإنسانيون غير قادرين على إيصال المساعدات إليها بينها حي في دمشق و"العديد من المناطق" في الغوطة الشرقية.
وأضاف المسؤول الأممي أن السكان في هذه المناطق "معزولون وجياع ويتعرضون للقصف ومحرومون من المساعدة الطبية والرعاية الإنسانية بهدف إجبارهم على الخضوع أو الفرار (..) انه تكتيك متعمد (..) شكل عنيف من العقاب الجماعي". ودعا اوبراين مجدد الى رفع هذا الحصار الجماعي مبديا أسفه لكون مجلس الآمن "يبدو عاجزا او مترددا" على هذا الصعيد.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا لبحث الوضع الإنساني في سوريا وخصوصا في مدينة حلب التي تتعرض لقصف سلاحي الجو الروسي والسوري.
في الجلسة نفسها اتهمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور 12 ضابطا سوريا برتب عالية (عمداء وعقداء) بالاسم بأنهم أمروا بشن هجمات على أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين. وقالت باور "لن تدع الولايات المتحدة من تولوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الأعمال يختبئون خلف واجهة نظام (الرئيس بشار) الأسد (...) يجب أن يعلموا بأن انتهاكاتهم موثقة".
ويشار إلى أن الأمم المتحدة قالت في وقت سابق اليوم إن كل المشافي في شرق مدينة حلب باتت خارج الخدمة، مطالبة بإيجاد حل لوضع حوالي ربع مليون مدني محاصر في هذا الجزء من المدينة. في غضون ذلك طالبت الحكومة الألمانية روسيا بوقف الغارات على حلب واصفة ذلك بالأمر "غير المقبول".
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".