مسؤول أوروبي: الأزمة مع ألمانيا تضر بتركيا اقتصاديا
٢٤ يوليو ٢٠١٧
حذر مسؤول أوروبي بأن الأزمة الحالية مع ألمانيا "تضر بالمجتمع والاقتصاد التركيين"، مطالبا أنقرة بـ "معالجة الأمر". وشدد المفوض المكلف بعلاقات الجوار على أن إعادة "توجيه" السياسة الألمانية تجاه تركيا ليست في صالح الأخيرة.
إعلان
أعلن المفوض الأوروبي المكلف بالعلاقات مع دول الجوار يوهانس هان اليوم الاثنين (24 تموز/ يوليو 2017) أن التوتر الجديد بين تركيا وألمانيا على خلفية اعتقال ناشطين في حقوق الإنسان يضر بالمصالح الاقتصادية لأنقرة.
وقال هان، الذي سيشارك الثلاثاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في لقاء في بروكسل مع الوزيرين التركيين للخارجية والشؤون الأوروبية "أعتقد أن على تركيا أن تدرك أسباب كل ذلك وأن تعالج الامر".
والاجتماع بين المسؤولين الأوروبيين والوزيرين التركيين، والذي يندرج في إطار "الحوار السياسي" بين الجانبين، سيعقد على خلفية توتر شديد بين أنقرة وبرلين. فقد أعلنت ألمانيا يوم الخميس الماضي "اعادة توجيه" سياستها حيال تركيا بعد اعتقال قوات الأمن التركية في اسطنبول مدافعين عن حقوق الإنسان بينهم ألماني.
أبرز الإجراءات الألمانية الجديدة ضد تركيا
01:04
وشدد هان على أنه "يجب ألا ننسى وقع مثل هذا النقاش على تركيا" في حين تدرس ألمانيا اتخاذ تدابير اقتصادية ضد تركيا تشمل إعادة النظر في الضمانات والقروض والمساعدات المخصصة لتركيا. وقال المفوض الأوروبي "هذا يضر بشكل من الأشكال بالمجتمع التركي والاقتصاد التركي".
وأضاف المسؤول الأوروبي قائلا: "نحن في عز الموسم السياحي وهذا لا يشجع الناس على التوجه إلى هناك (تركيا)"، معتبرا أن "الأمر نفسه ينطبق على الاستثمارات في البلاد إذا استمر الوضع بالغ الهشاشة والالتباس".
وردا على سؤال حول احتمال تعليق الأموال التي يدفعها الأوروبيون لتركيا في إطار عملية انضمام البلاد إلى الاتحاد الاوروبي قال هان إنه "تم اعتماد" هذه المساعدات. وأشار في المقابل إلى أن لديه "هامش مناورة لكن قرارا مبدئيا اتخذ بعدم وقف مفاوضات" الانضمام. وأضاف "ما دام هذا القرار المبدئي لم يتخذ فإن دفع هذه الأموال سيتواصل".
وتندرج الأزمة الألمانية-التركية في أجواء من تدهور العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي خصوصا بسبب الإصلاح الدستوري الأخير المثير للجدل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحملة الطرد والتسريح والاعتقالات التي ينفذها في البلاد بعد الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016.
أ.ح/ص.ش (أ ف ب)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)