مقترح أوروبي بمضاعفة استثمارات مكافحة أسباب اللجوء
٢٢ يونيو ٢٠١٦
ينوي الاتحاد الأوروبي زيادة الاستثمارات للحد من الهجرة. فقد اقترح مدير البنك الأوروبي للاستثمارات فيرنر هوير تخصيص ستة مليارات إضافية لتنفيذ مشاريع تنموية خارج الاتحاد الأوروبي وذلك في إطار برنامج مكافحة أسباب اللجوء.
إعلان
اقترح مدير البنك الأوروبي للاستثمارات فيرنر هوير في حديث مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" في عددها الصادر يوم أمس الثلاثاء (21 حزيران/ يونيو 2016) مضاعفة الأموال المخصصة حاليا لتنفيذ مشاريع تنموية خارج أراضي الاتحاد الأوروبي وذلك في إطار السعي لمكافحة أسباب اللجوء. ونقلت الصحيفة عنه أن هوير اقترح مبلغ ستة مليارات إضافية للأعوام الخمسة القادمة لخدمة مكافحة أسباب الهجرة واللجوء.
وحسب الصحيفة، فإن هوير يعتبر من الأهمية بمكان دعم الدول التي استقبلت أعدادا كبيرة من اللاجئين. وحسب مقترح المسؤول الأوروبي ينبغي للأموال الإضافية أن تدعم مشاريع في دول مثل الأردن ولبنان ومصر والدول المغاربية. كما يشمل المقترح دعم دول غرب البلقان، مثل صربيا وألبانيا وبشكل مكثف وواسع.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي يدعم مشاريع تنموية في هذه الدول مثل بناء مدارس وتحسين الأنظمة الخاصة بالخدمات الصحية.
يشار إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي قد طالبوا في قمتهم الأخيرة في آذار/ مارس الماضي البنك الأوروبي للاستثمارات تقديم مقترحات بخصوص برنامج تنموي واسع لمكافحة أسباب الهجرة. من جانبه سيسعى البنك الأوروبي للاستثمارات إلى الضغط على قادة وزعماء الاتحاد في قمتهم المقبلة والمقررة الأسبوع المقبل من أجل مضاعفة الأموال المخصصة للبرامج التنموية لمكافحة أسباب الهجرة.
يذكر أن الاستثمارات المخصصة في هذا المجال حاليا محددة بـ 7.5 مليار يورو وذلك للسنوات الخمسة المقبلة. في هذا السياق قال هوير إن المليارات الستة المقترحة من قبل البنك قد ترفع حجم الاستثمارات في هذا المجال إلى حدود 15 مليار يورو وفي السنوات الخمسة المقبلة.
من جانب آخر، وصفت المستشارة الألمانية أنغلا ميركل القارة الأفريقية بأنها التحدي الأكبر بالنسبة للاتحاد الأوروبي فيما يخص سياسة الهجرة. في هذا السياق قالت ميركل أمام مؤتمر مخصص للشأن الاقتصادي لحزبها الديمقراطي المسيحي إن مشاكل العراق وسوريا يمكن حلها في الأمد المنظور. لكن المشكلة المركزية تبقى الهجرة من القارة الأفريقية والتي يسكنها حوالي 1.2 مليار إنسان.
ح.ع.ح/أ.ح (ي. ب.د، رويترز، DW)
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.