مسؤول إسرائيلي يعلن "عودة العلاقات الرسمية" مع عُمان
١ يوليو ٢٠١٩
رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يعلن عودة العلاقات الدبلوماسية رسمياً بين دولته وسلطنة عمان. يأتي ذلك وسط ما وصفه وزير إسرائيلي زار الإمارات مؤخراً بجهود لدفع سياسة التطبيع مع الدول العربية قدماً.
إعلان
قال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) الاثنين (الأول من يوليو/ تموز 2019) إن إسرائيل أعادت إقامة "علاقات رسمية" مع سلطنة عمان، الوسيط السري في أزمات إقليمية عدة. وأضاف يوسي كوهين في مؤتمر عقد في مدينة هرتسيليا الإسرائيلية: "في الآونة الأخيرة، أُعلن عن إعادة العلاقات الرسمية مع عُمان وكذلك إنشاء مكتب تمثيلي لوزارة الخارجية الإسرائيلية في هذا البلد".
وكانت كل من دولة إسرائيل وسلطنة عمان قد افتتحتا مكتباً تجارياً في البلد الآخر في التسعينيات، قبل أن تقرر السلطنة إغلاقهما عام 2000 في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وتابع كوهين أن استعادة العلاقات بين البلدين "هي الجزء المرئي من جهد أوسع بكثير لا يزال سرياً". وتتزامن هذه التصريحات مع انعقاد مؤتمر اقتصادي في البحرين قبل عدة أيام كشف خلاله عن الجانب الاقتصادي من خطة سلام أمريكية لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وقاطعت السلطة الفلسطينية المؤتمر واتهمت واشنطن بالانحياز لإسرائيل. كما لم توفد إسرائيل ممثلاً رسمياً، إلا أن عدداً من الباحثين والصحفيين الإسرائيليين شاركوا بدعوة من البيت الأبيض.
مسائية DW: ماذا وراء زيارة نتنياهو المفاجئة لسلطنة عمان؟
23:28
وأوضح رئيس جهاز الموساد أن الأجواء الحالية تشجع على "فرصة غير مسبوقة، وربما الأولى على الإطلاق في تاريخ الشرق الأوسط، للتوصل إلى تفاهم إقليمي يمكن أن يؤدي إلى اتفاق سلام شامل"، مضيفاً أن "ليس لدينا بعد معاهدة سلام مع (جميع دول المنطقة) ولكن هناك مجموعة مصالح مشتركة وتعاون مكثف وقنوات مفتوحة للاتصال".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي محادثات مفاجئة مع السلطان قابوس في مسقط، ما أثار مخاوف الفلسطينيين إزاء تطبيع للعلاقات بين الطرفين. وفي السادس والعشرين من يونيو/ حزيران، أعلنت سلطنة عمان عزمها فتح سفارة لها لدى السلطة الفلسطينية، الأمر الذي استقبله الفلسطينيون بحذر خوفاً من أن يخفي اعترافاً ضمنياً بإسرائيل.
وأفاد بيان لوزراة الخارجية الإسرائيلية الاثنين أن الوزير إسرائيل كاتز حضر مؤتمراً للأمم المتحدة حول تغير المناخ في مدينة أبو ظبي، حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإضافة إلى "مسؤول كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وكتب كاتز على حسابه في موقع "فيسبوك": "سأواصل العمل مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو لدفع سياسة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية قدماً".
ولا تقيم دولة الإمارات علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، ولكن وزيرة الثقافة ميري ريغيف زارت الدولة الخليجية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ي.أ/ أ.ح (أ ف ب)
إسرائيل ودول الخليج... عداء في العلن ومصالح مشتركة في الخفاء
لاترتبط دول الخليج باتفاقيات سلام مع إسرائيل ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية. لكن هناك مصالح مشتركة وزيارات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولي بعض هذه الدول، بل إن الحديث أيضا عن "عدو مشترك يهدد الطرفين".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
ايران - عدو مشترك؟
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء زيارته لواشنطن في مقابلة مع تلفزيون "ام اس ان بي سي" إلى إقامة "سلام شامل في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية". وقال إن "عددا من الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا، بل حليفا في مواجهة إيران وداعش، القوتين التوأمين الإسلاميتين اللتين تهددنا جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
"الدول العربية في حاجة إلى إسرائيل"
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لدى مشاركته أخيرا في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إيران تهدف إلى تقويض السعودية في الشرق الأوسط وأضاف: "أعتقد أن الدول العربية المعتدلة وبقائها، في حاجة إلى إسرائيل بقدر أكبر من حاجة إسرائيل إليها"." كما اعتبر أن إيران تهدف إلى "زعزعة الاستقرار في كل دولة بمنطقة الشرق الأوسط".
صورة من: Reuters
تقارب في المواقف
تشاطر دول الخليج وعلى رأسها السعودية إسرائيل في موقفها تجاه إيران، وترى فيها خطرا وتهديدا للاستقرار. وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ميونيخ للأمن: "إيران هي الراعي الرئيسي المنفرد للإرهاب في العالم... وهي مصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط". وكان الضابط السعودي المتقاعد اللواء أنور العشقي قد التقى في تموز/يوليو 2016 مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Berg
"اليهود أبناء عمنا"
الحديث عن إسرائيل واليهود من قبل مسؤولين خليجيين ليس أمرا نادرا وهو يتم علنا أيضا، مثل قائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان الذي قال في إحدى تغريداته على تويتر بعد نشر خبر وصول 17 من اليهود إلى إسرائيل قادمين من اليمن، "يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة ارض. والفيصل في الحكم من يقدم دليلا".
صورة من: Twitter/Dhahi_Kalfan
اغتيال المبحوح
تنشط مخابرات الموساد الإسرائيلية في دول خليجية أيضا، وكان اغتيال محمود المبحوح وهو أحد أبرز قياديي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من أبرز عمليات الموساد في الخليج. وقد أغتيل المبحوح بفندق في دبي في 19 يناير/ كانون الثاني 2010.
صورة من: AP
تعاون سعودي إسرائيلي
التواصل بين إسرائيل والسعودية والحديث عن علاقات سرية بينهما ليس جديدا. فقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في أبريل/ نيسان 2016 عن عملية تعاون مشتركة للقوات الخاصة الإسرائيلة والسعودية عام 1981، لإنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت وعلقت على الشواطئ السعودية في البحر الأحمر. واستمرت العملية المشتركة 62 ساعة، وقد أطلق عليها اسم "أولندى ماعوف". (صورة رمزية من الأرشيف).
صورة من: AP
مكتب للعلاقات التجارية مع قطر
اتفاقيات أوسلو فتحت الباب أمام إسرائيل لإقامة علاقات مع دول خليجية وعلى رأسها قطر، حيث فتحت اسرائيل مكتب للعلاقات التجارية في قطر. كما قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسفي ليفني بزيارات للدوحة، التقت خلالها بأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية آنذاك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
إسرائيل وسلطنة عمان
وقعت إسرائيل وسلطنة عمان عام 1996 اتفاقاً حول تبادل افتتاح مكاتب للتمثيل التجاري. وقبل ذلك قام إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بزيارة مسقط عام 1994، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وبعد اغتيال رابين عام 1995 استقبل رئيس الوزراء المؤقت آنذاك شمعون بيريز وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في القدس، والذي التقي بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني خلال زيارتها لقطر عام 2008.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
مشاركة سعودية في حرب 1967
شاركت السعودية ضمن القوات العربية على الجبهة الأردنية في حرب 6 حزيران/ يونيو 1967 التي احتلت فيها إسرائيل أجزاء من مصر وسوريا والأردن. وكانت السعودية قد قامت بعد ذلك بمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية نتيجة تلك الحرب.
صورة من: MOSHE MILNER/AFP/Getty Images
وقف ضخ النفط
ردا على موقف الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لإسرائيل، قررت السعودية والدول النفطية العربية الأخرى بالإضافة إلى العراق وسوريا وقف ضخ النفط لأمريكا وحلفاء إسرائيل، تزامنا مع حرب اكتوبر عام 1973 وهو ما تسبب في حدوث أزمة في التزويد بالنفط أو ما يعرف بصدمة النفط الأولى.