مسؤول بافاري مُهدد بدعوى قضائية بسبب مصطلح "سياحة اللجوء"
٥ يوليو ٢٠١٨
لم تتراجع حدة السجال حول اللاجئين في ألمانيا رغم الاتفاق الذي توصلت إليها ميركل مع حليفها البافاري زيهوفر. فقد هددت كتلة الاشتراكيين ببرلمان ولاية بافاريا برفع دعوى ضد رئيس حكومة الولاية لاستخدامه مصطلح "سياحة اللجوء".
إعلان
اختيار كلمات مثيرة للجدل في النقاش الدائر في ألمانيا حول اللجوء والهجرة من قبل رئيس وزراء ولاية بافاريا السياسي المحافظ ماركوس زودر قد تكون له تبعات قانونية قريبا. فقد هددت كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلمان الولاية اليوم الخميس (الخامس من تموز/ يوليو 2018) برفع دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية في بافاريا ضد زودر في حال لم تتلق ردا توضيحيا منه بحلول الخامس عشر من الشهر الجاري.
هذا ما جاء في رسالة وجهها رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي في برلمان بافاريا ماركوس ريندرشبراخر لوزير داخلية الولاية يواخيم هيرمان (من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري)، حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها.
وتتعلق الشكوى بشكل أساسي بمصطلحات يرددها زودر وبعض قادة حزبه، المسيحي البافاري، بشكل سلبي حول اللجوء واللاجئين. ومن هذه المصطلحات التي تسيء للاجئين، وفق المسؤول الاشتراكي مصطلح "سياحة اللجوء" الذي استخدمه زودر مرارا. كما استخدم رئيس المجموعة البرلمانية للحزب البافاري في البرلمان الألماني "بوندستاغ" ألكسندر دوبرنت مصطلحا "سلبيا" آخر وهو "صناعة مكافحة الترحيل"، في إشارة إلى تعقيدات عمليات الترحيل.
وكانت عدة منظمات حقوقية مدافعة عن اللاجئين قد وجهت انتقادات شديدة لدوبرنت على خلفية هذا المصطلح لأن فيه اتهاما للاجئين والحقوقيين الذين يدافعون عنهم.
كما كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بافاريا قد طلب قبل أسبوع من وزير الداخلية المسؤول في الولاية عن تعريفات محددة لهذه المصطلحات، بيد أنه لم يتلق إجابات مرضية حتى الآن. كما حذر الحزب حكومة الولاية من انتهاك الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الدستور من خلال استخدام هذه المصطلحات وطالب بوضع حد لها.
ويشار إلى حكومة ولاية بافاريا، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحاكم فيها، يتبنيان مواقف متشددة في ملف الهجرة واللجوء. كما بات معروفا أن الخلافات حول سياسة اللجوء مع المستشارة ميركل ووزير داخليتها وحليفها، زعيم الحزب البافاري، زيهوفر كادت أن تطيح بوحدة التحالف المسيحي بقيادتها وحتى بحكومتها.
أ.ح/ع.خ (د ب أ)
ميركل وزيهوفر- نقاط خلافية إطارها اللاجئون والهجرة
تصاعدت حدة الخلاف بين قطبي التحالف المسيحي بألمانيا بشأن اللاجئين والهجرة حتى أن زيهوفر لوح بتقديم استقالته. الخلاف بات مفتوحاً على سيناريوهات عدة. لكن ما هي أهم نقاط الخلاف بين ميركل وحليفها هورست زيهوفر؟
صورة من: Imago/Ipon
انتقاد لنتائج قمة بروكسل
الخلاف الحالي بين المستشارة ميركل وحليفها زيهوفر، لم يكن صادرا عن القرارات التي تم التوصل إليها في القمة الأوروبية التي انعقدت ببروكسل الأسبوع الماضي، ولكنه تأجج بفعلها. النتائج لم تُوافق خطة وزير الداخلية الألماني. وحسب ما تناقله مشاركون في اجتماع حزبه المسيحي البافاري، فإن زيهوفر اعتبر هذه النتائج لا تتمتع بتأثير مماثل لنجاعة مراقبة الحدود وإرجاع اللاجئين إلى نقطة وصولهم في أوروبا.
صورة من: Getty Images/J. Taylor
خطة شاملة وخلاف في الجزئيات
وفي أوج الخلاف لوح زيهوفر بتقديم استقالته، فهو يتمسك بأحدى نقاط خطته الخاصة باللجوء والتي يريد أن يمنع فيها زيهوفر يريد طرد طالبي اللجوء المسجلين في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، من عند الحدود الألمانية، بينما ترفض ميركل ذلك مفضلة حلاً أوروبياً شاملاً لهذه القضي، إذ ترى أن الأمر يجب ألا يقتصر على الجانب الألماني وحده.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
مراقبة الحدود
من بين نقاط الخلاف بين زيهوفر وميركل قضية مراقبة الحدود أيضاً، إذ يوجد خلاف في تفسير معنى "الاجراءات الداخلية"، فأعضاء حزب زيهوفر يعتبرونها "إجراءات وطنية"، غير أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية قال إن المقصود ليس هو "إجراءات أحادية على حساب دول أخرى". وقد تم التطرق في قمة بروكسل إلى تأسيس مراكز لمعالجة طلبات اللجوء خارج الحدود الأوروبية كلها.
صورة من: Reuters/M. Dalder
مراكز المرساة
يدفع وزير الداخلية الألماني زيهوفر بإقامة "مراكز مرساة". وبجسب المقترح يجب على طالبي اللجوء المكوث فيها حتى البت بطلبات لجوئهم. على عكس ما يجري به العمل، حيث يحق لطالبي اللجوء الذين تبدو فرص حصولهم على حق اللجوء جيدة، العيش خارج مراكز اللجوء مباشرة بعد تقديم طلب اللجوء. ويسعى زيهوفر لبناء ستة مراكز من هذا النوع، غير أن معظم الولايات الألمانية ترفض تواجد تلك المراكز فيها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
حد أعلى
نقطة خلافية أخرى تعود إلى 2016، إذ طالب زيهوفر للمرة الأولى بوضع حد أعلى للاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا، وأقترح أن يكون 200 ألف شخص سنويا، ما رفضته ميركل رفضاً قاطعاً. ونص البرنامج الانتخابي لحزبه عليها، بل وجعل منه شرطاً لدخوله في تحالف حكومي مع ميركل. ورغم اتفاق الحزبين عليها فيما بعد خلال محادثات تشكيل الحكومة، إلا أن كلمة "الحد الأعلى" لم ترد في وثيقة التحالف بينهما في أكتوبر 2017.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Gindl
حماية الحدود الخارجية لأوروبا
من بين العناصر التي يؤكد عليها زيهوفر "العبء" الذي تتحمله ألمانيا بسبب أزمة اللاجئين في أوروبا. وكان قد طالب الاتحاد الأوروبي، قبيل انعقاد قمة بروكسل، بضمان حماية الحدود الخارجية للاتحاد وكذلك التوزيع العادل للأشخاص الذين يسمح لهم بالبقاء وسرعة عودة الذين ليس لهم ذلك الحق. ويرى مراقبون في رغبة زيهوفر تأثيراً سلبياً على اتفاقية منطقة "شينغن" فيما يخص حرية مرور الأشخاص. إعداد: مريم مرغيش.