مسؤول بالصحة العالمية: لا تتوقعوا لقاح كورونا قبل 2021
٢٢ يوليو ٢٠٢٠
حذر مدير برنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية من أنه "بحكم الواقع، سيحل الجزء الأول من العام القادم قبل أن يحصل الناس على لقاح" كورونا. بيد أنه أشاد في المقابل بالتجارب الخاصة باللقاح قائلا إن أيا منها لم يفشل حتى الآن.
إعلان
قال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء (22 يوليو/ تموز 2020) إن الباحثين يحرزون تقدما كبيرا في تطوير لقاحات لمنع الإصابة بمرض كوفيد-19، مع دخول عدد قليل منها تجارب المرحلة الأخيرة. لكنه أضاف أن "من غير الممكن توقع بدء استخدامها قبل أوائل عام 2021". وتابع رايان في مناسبة عامة على وسائل التواصل الاجتماعي "بحكم الواقع، سيحل الجزء الأول من العام القادم قبل أن يحصل الناس على اللقاح".
وقال ريان "نحن نحرز تقدما جيدا"، مشيرا إلى أن العديد من اللقاحات الآن في المرحلة الثالثة من التجارب، ولم يفشل أي منها حتى الآن، من حيث السلامة أو القدرة على توليد استجابة مناعية. وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تعمل على ضمان التوزيع العادل للقاحات "لكن في الوقت نفسه من المهم كبح انتشار الفيروس". وأضاف "يجب أن نكون منصفين... اللقاحات لهذه الجائحة ليست للأثرياء وليست للفقراء وإنما للجميع".
كما حذر ريان المدارس من أجل توخي الحذر بشأن إعادة فتح أبوابها، حتى تتم السيطرة على عملية انتقال فيروس كوفيد-19 داخل المجتمع. وتشهد أمريكا تشهد نقاشا حادا حول إعادة فتح أبواب المؤسسات التعليمية، رغم أن الجائحة تعصف بعدد كبير من الولايات.
أمريكا: 100 مليون جرعة بنحو ملياري دولار
ووقعت الحكومة الأمريكية أمس الثلاثاء اتفاقية بقيمة 1,95 مليار دولار مع شركة الأدوية الأميركية العملاقة فايزر والألمانية بيونتيك لقاء 100 مليون جرعة من لقاح تجريبي ضد كوفيد-19، وذلك في إطار حملة كثيفة لبدء تلقيح الأميركيين مطلع العام المقبل.
وقالت فايزر وبيونتيك اللتان تطوران العقار بشكل مشترك، في بيانين إن الشعب الأميركي سيحصل على اللقاح المستقبلي "مجانا" تماشيا مع التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفي وقت سابق هذا الشهر أعلنت الشركتان أن النتائج الأولية أظهرتأن اللقاح التجريبي الأول استحدث أجساما مضادة قادرة على تحييد الفيروس لدى البشرعند مستويات تساوي أو أعلى من تلك التي تظهر لدى مرضى متعافين من كوفيد-19. وتم التوصل لتلك النتيجة بجرعات منخفضة نسبيا، وتسببت بآثار جانبية راوحت بين الخفيفة والمتوسطة لكن عابرة، وهو ما يعد طبيعيا.
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".