تركيا: التدخل البري هو الحل الوحيد للنزاع في سوريا
١٦ فبراير ٢٠١٦
بعد يوم واحد من موجة القصف التي طالت مستشفيات ومدارس في شمال سوريا، تسارعت التطورات الميدانية وسط اتهامات متبادلة بين روسيا وتركيا. أنقرة جددت دعوتها لتدخل عسكري بري في سوريا معتبرة إياه الحل الوحيد لوقف النزاع.
إعلان
جددت السلطات التركية اليوم الثلاثاء (16 شباط/ فبراير 2016) دعواتها لتدخل عسكري بري في سوريا، الحل الوحيد في نظرها لوضع حد للنزاع الدموي المستمر في هذا البلد منذ خمس سنوات. وقال مسؤول تركي كبير رافضا الكشف عن اسمه للصحافيين "نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. بدون عملية على الأرض، من المستحيل وقف المعارك في سوريا".
يأتي هذا في وقت نقلت فيه وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن "تركيا تشن هجمات كبيرة بالمدفعية على قوات الحكومة السورية والمعارضة الوطنية السورية"، دون تقديم أية تفاصيل. ولم ترد تركيا أو أي طرف سوري على هذه الأنباء حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن في وقت سابق أن تركيا والسعودية يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا مؤكدا إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة أنجرليك التركية (جنوب).
وأكد المسؤول التركي الثلاثاء أنه من غير الوارد بالنسبة لتركيا أن تنفذ وحدها تدخلا على الأرض. وقال "لن يكون هناك عملية عسكرية أحادية تركية في سوريا"، مضيفا "لن نقوم بأي شيء يكون ضد إرادة التحالف". وتابع "لكن بالتأكيد من الصعب التكهن ما قد يحصل خلال 10 ايام. في حال تغيرت الشروط يمكن درس خيارات أخرى لكن ليس لدينا مثل هذه النوايا حاليا".
وردا على سؤال حول الأهداف التي قد تطالها عملية برية أجاب المسؤول التركي "كل المجموعات الإرهابية في سوريا". وأضاف أن هذه المجموعات تشمل تنظيم "الدولة الإسلامية" ونظام دمشق والمقاتلين الأكراد، الذين تقصف المدفعية التركية مواقعهم يوميا منذ أيام.
ويشار إلى أن تركيا والسعودية تشاركان في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات جوية ضد الجهاديين في سوريا والعراق. وحتى الآن استبعدت واشنطن تماما أي سيناريو للتدخل على الأرض في سوريا.
أ.ح/م.أ.م (أ ف ب، رويترز)
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.