مساء اليوم .. "اسكوادرا أتسورا" تسعى للقب رابع وزيدان لإنهاء مسيرته بالذهب
٩ يوليو ٢٠٠٦ساعتات فقط تفصلنا عن نهائي طاحن سيحتضنه مساء اليوم الأحد استاد برلين الأولمبي بين "الأزرق" و"اسكوادرا أتزورا"، المنتخبان اللذان تأهلا إلى المباراة النهائية في بطولة العالم لكرة القدم 2006 والتي استضافتها ألمانيا بين التاسع من يونيو / حزيران الماضي والتاسع من يوليو / تموز الجاري. وفي حين يستعد نجوم الفريقين وعلى رأسهم زين الدين زيدان وأليسندرو ديلبيرو وتيري أوري وفرانشيسكو توتّي وفابيو كانافارو وغيرهم وغيرهم لخوض مباراة تعتبر فرص الفريقين فيها متكافئة، يترقب 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم إطلاق الحكم الأرجنتيني أوراسيو أليساندو صفارة البداية للاستمتاع بمباراة سيسعى فيها كل من المنتخبين لترصيع سجله الكروي بلقب عالمي جديد. وفي حين ينظر الخبراء إلى تاريخ إيطالي غني بالألقاب الكروية (انطلاقا من فوز إيطاليا ثلاث مرات بكأس بطولة العالم)، لا يمكنهم تجاهل تاريخ المنتخب الفرنسي الواعد، خاصة إذا تذكرنا أنه توّج في عام 1998 بطلا للعالم.
بيكنباور: "حظوظ متساوية للفريقين"
في وقت يستبق فيه المراقبون وممثلو وسائل الإعلام الأحداث الرياضية الساخنة بالتخمين والتوقعات ورفع أسهم فريق على حساب فريق آخر، يبدو أن خبراء كرة القدم حائرون في أمرهم بخصوص مباراة مساء اليوم. فمن جانبه، رفض رئيس اللجنة الألمانية المنظمة للبطولة العالمية، "قيصر" كرة القدم الألمانية فرانس بيكنباور ترجيح كفة فريق على حساب آخر. وقال بيكنباور في تصريحات صحفية إن حظوظ المنتخبين الفرنسي والإيطالي "متساوية في إحراز اللقب." وتوقع "القيصر" الألماني أن يحسم نهائي البطولة في الوقت الإضافي أو من خلال الركلات الترجيحية، مشيرا إلى أن بداية الفريقين في البطولة كانت صعبة وإلى أن مستوى الفريقين شهد تحسنا ملحوظا في مباريات ثمن ونصف النهائي.
ليبّي: "المباراة ستكون متكافئة"
أما مدرب المنتخب الإيطالي مارشيلو ليبّي فقد أعرب عن احترامه لأداء المنتخب الفرنسي المنافس، قائلا إن تأهل الفرنسيين إلى النهائي بعد الهزيمة التي ألحقوها بالمنتخب البرتغالي "جاء تأكيدا لوصول الفرنسيين في البطولة إلى أداء يستحق الاحترام، وذلك بعد بداية متواضعة." وأضاف ليبّي أنه متأكد من أن فرص الفريقين "ستكون متكافئة" في لقاء اليوم. ومن جانبه، قال نجم المنتخب الإيطالي ومهاجمه ألسندرو ديلبيرو إنه "سعيد جدا باللعب أمام النجم الدولي زين الدين زيدان في المباراة النهائية." وأضاف ديلبيرو في مؤتمر صحفي أن صداقة حميمة تربطه بـ"زيزو" منذ أن كانا يلعبان في صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي وأنهما يكنان الاحترام لبعضهما بعضا. أما مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك فقد اعتبر وصول فريقه إلى النهائي انتصارا على الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه قبل انطلاق بطولة العالم وخلالها. وكان دومينيك أعلن بعد فوز منتخب بلاده في المباراة التأهيلية على قبرص أهدافه خلال مشاركة فريقه في البطولة، قائلا إن مهمته تتلخص في ضمان حضور المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية في برلين."
الأرقام ترجح كفة إيطاليا
عندما يدخل نجوم الفريقين مساء اليوم إلى أرض الملعب، فإن ذكريات اللقاء الذي جمع الفريقين قبل 6 أعوام في بطولة كأس الأمم الأوروبية في هولندا وبلجيكا ستعود إلى أذهان المشجعين. وكان اللقب في هذه البطولة من نصيب فرنسا بعد الهدف الذهبي الذي سجله دافيد تريزيغيه في الدقيقة 103. يشار إلى أن إيطاليا تقدمت بهدف سجله ماركو دلفيكيو في الدقيقة 55، إلا أن سيلفان ويلتورد استطاع في الوقت بدل الضائع تسجيل هدف التعادل. وإذا رجعنا إلى تاريخ المباريات بين المنتخبين، فإن الملاعب كانت شاهدة على 32 لقاء فازت إيطاليا في 17 منها مقابل 7 هزائم و 8 تعادلات، بينها فازت فرنسا في 5 مباريات. وتسعى إيطاليا إلى إحراز اللقب العالمي الرابع بعد أعوام 1934 و1938 و1982 لتقترب بذلك من البرازيل صاحبة الرقم القياسي (أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002)، علما بأنها تخوض النهائي السادس في تاريخها بعد خسارتها أمام البرازيل عامي 1970 و1994). في المقابل، تطمح فرنسا إلى إحراز اللقب العالمي الثاني في ثاني مباراة نهائية في تاريخها بعد الأولى قبل ثمانية أعوام على أرضها عندما تغلبت على البرازيل بنتيجة 3- صفر وتوجت بطلة للعالم.
"زيزو" والحلم باللقب الثاني
ويحمل نهائي بطولة العالم 2006 في طياته أهمية كبيرة بالنسبة لقائد المنتخب الفرنسي وصانع ألعابه زيدان لأن مباراة اليوم ستكون المباراة الأخيرة في مسيرته الكروية بعد قرار الاعتزال. وهذا يعني أنه لن يلعب لا في صفوف المنتخب الفرنسي ولا في صفوف فريقه الأسباني العريق ريال مدريد. وبالتالي فإنه يأمل في إنهاء مسيرته في الملاعب العالمية بترصيع رصيده الكروي بلقب عالمي ثان. ومن الجدير بالذكر أن المهتمين الرياضيين استبقوا الأحداث وعجلّوا في وداع النجم العالمي قبل كل مباراة خاضها مع فريقه في البطولة، سواء في اللقاء الذي خاضه أمام أسبانيا عندما التقيا في الدور الثاني، ثم في لقاء البرازيل فالبرتغال، إلا أن زيدان ومنتخب بلاده دحضا في كل مرة توقعات المراقبين ووصلوا بجدارة إلى نهائي البطولة. وفي مباراة أخفقت فيها البرازيل في فكّ العقدة الفرنسية، أبدع زيدان ضد أبطال العالم البرازيليين وزملائه في ريال مدريد مثل ريوبينيو ورونالدو وروبرتو كارلوس وخرج فائزا بهدف لتيري أوري كان هو صانعه.