أثيرت اتهامات عن مشاركة إسرائيل بشكل غير عادل في مسابقة الأغنية الأوروبية، ما دفع المنظمين لتغيير قواعد التصويت. وحلت الإسرائيلية يوفال رافائيل التي نجت من هجوم حركة حماس، في المركز الثاني في نسخة هذا العام.
فازت الإسرائيلية يوفال رافائيل في المركز الثاني في نسخة هذا العام من يوروفيجن صورة من: Jens Büttner/picture alliance/dpa
إعلان
أعلن منظمو مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) اليوم الجمعة (21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) عن تغييرات في قواعد التصويت لتجنب تدخل الدول بعد الجدل حول مشاركة إسرائيل هذا العام.
وتثني القواعد الجديدة التي أصدرها اتحاد الإذاعات الأوروبية الحكومات وأطرافاً أخرى عن "الترويج غير المتناسب" للأغاني للتأثير على الناخبين، وتقول إنها قد تواجه عقوبات.
وحلت الإسرائيلية يوفال رافائيل التي نجت من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي شنته حركة حماس، في المركز الثاني في نسخة هذا العام. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى حركة حماس الفلسطينية منظمة إرهابية.
وعبر البعض على وسائل التواصل الاجتماعي عن القلق إزاء شفافية نظام التصويت، وهو ما ردده الفائز في المسابقة، النمساوي جيه.جيه.
مهرجان يوروفيجن للأغنية الأوروبية
02:37
This browser does not support the video element.
وقال منتقدون إن الترويج الحكومي عزز مشاركة إسرائيل على نحو غير عادل، وأن تصويت الأفراد المتعدد للمتسابق نفسه يتعارض مع روح المسابقة التي تجري منذ عام 1956.
ولم تعلق إسرائيل على هذه الاتهامات، لكنها غالباً ما تقول إن هناك حملة تشويه عالمية ضدها منذ بدء الحرب على غزة بعد هجوم حماس.
ولم ترد البعثة الإسرائيلية الدائمة في جنيف على طلب من رويترز للتعليق.
وقال مدير يوروفيجن مارتن جرين إن المنظمة تتخذ خطوات لضمان بقاء المسابقة منبراً يحتفى بالموسيقى والوحدة. وأوضح في بيان "يجب أن تظل المسابقة فضاء محايداً ويجب ألا تُستغل أداة سياسية".
وبموجب القواعد الجديدة، ستعود لجنة تحكيم محترفة موسعة في المرحلة نصف النهائية وستتحكم في نحو 50 بالمئة من الأصوات. وسيبقى النصف الآخر لتصويت الجمهور.
إسرائيل لللجمهور: "بإمكانكم التصويت حتى 20 مرة"
وقبل انعقاد النسخة السبعين للمسابقة المقرر إقامتها في النمسا في أيار/مايو المقبل، سيجتمع أعضاء اتحاد الإذاعات الأوروبية في كانون الأول/ديسمبر لبحث مشاركة إسرائيل. وتطالب كل من هولندا وسلوفينيا وأيسلندا وأيرلندا وإسبانيا باستبعاد إسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة.
وذكرت قناة يورونيوز أن 12 عضواً في البرلمان الأوروبي دعوا إلى الكشف عن بيانات التصويت الخاصة بمسابقة يوروفيجن في نسخة العام الجاري، في إشارة إلى مخاوف من التلاعب، بعد أن عبر عدد من الإذاعات الوطنية عن قلقها من الأمر ذاته. وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (أر.تي.إي) حينها أنها طلبت تفصيلاً لأرقام التصويت في يوروفيجن.
وحثت منشورات وصور من حساب إسرائيل على منصة إكس، الذي تديره وزارة الخارجية، بتاريخ 15 أيار/مايو وهو اليوم ذاته الذي شاركت فيه إسرائيل في الدور نصف النهائي من مسابقة هذا العام، الجمهور على التصويت لصالح رافائيل، وكتبت "بإمكانكم التصويت حتى 20 مرة".
تحرير:ع.ج.م
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م