تصاحب الكثير من الأمراض آلاما قوية تسبب إزعاجا للمريض. باحثون من جامعة ألمانية اكتشفوا طريقة جديدة لتقليل الآلام عند الإصابة ببعض الأمراض باستخدام مادة كابسيسين الموجودة في الفلفل الحار.
إعلان
تعمل مادة كابسيسين على أعطاء النكهة الحارة في الفلفل الحار. ويمكن للكابسيسين تخفيف الآلام العصبية الناتجة عن الهربس النطاقي، حسب خبراء جامعة فريدريش أليكساندر جنوب ألمانيا. لكن استخدام المادة يسبب أيضا بعض التأثيرات الجانبية مثل الحروق. وتوصل العلماء إلى إنتاج مادة "فعالة تماما مثل مادة كابسيسين ويمكن للبشر استخدامها دون تأثيرات جانبية"، كما ذكرت الجامعة في بيان لها ونقلا عن موقع "هايل براكسيز" الألماني الالكتروني. وقامت الجامعة بنشر الدراسة في الدورية العلمية "ساينتيفيك ريبورتس".
في صور ...كيف يمكننا مواجهة البرد؟
من يحب الطعام الحار فبإمكانه أن يستفيد من التوابل التي يضيفها إلى طعامه وخصوصا في الشتاء للتغلب على الشعور بالبرد القارس. لأن التوابل الحارة تنشط الدورة الدموية وتمنح شعورا بالدفء. جولة مصورة للتعرف على فوائد بعض التوابل
صورة من: picture-alliance/dpa
قيمته تقدر بالذهب
يعد الفلفل من أشهر التوابل الحارة. فقبل أربعة آلاف عام، كانت قيمة التوابل الحارة تقدر بالذهب، وحتى في العصور الوسطى كانت غالية جدا.
موطنه الأصلي
ينمو الفلفل في غابات ماليزيا والهند والفلفل المطحون طازجا هو أفضل وسيلة لاكتشاف نكهة التوابل القوية.
صورة من: DW
أشدها حرارة
الفلفل الأسود أشد أنواع الفلفل حرارة. فغالبا ما يحتوي على مادة "بيبيرين" التي تثيرالإحساس بالحر والدفء داخل الفم. تناول التوابل الحارة جدا قد تسبب بعض الآلام. وعلى أي حال فهي تنشط الدورة الدموية في الفم ومن ثم في جهاز الهضم، ما يساعد على الهضم بشكل أفضل.
صورة من: Fotolia/photocrew
الفلفل الأحمر والبيبروني
عندما جلب كولومبوس الفلفل الأحمر الحار إلى أوروبا، أعتقد بأنها من فصيلة الفلفل وأطلق عليها اسم "بيمنتا" إلا أن ذلك غير صحيح. إذ يعرف الفلفل الأحمر بالفلفل الاسباني أو البيبروني.
الكابساسين سبب مذاقه الحار
ويتدرج من الحلو إلى الحار جدا. أما الطعم الحار جدا فيتركز في البذور والعروق االبيضاء. والمذاق الحار سببه مادة "الكابساسين".
صورة من: picture-alliance/ZB
لتنشيط الدورة الدموية
سعت الأبحاث الطبية مطولا إلى البحث عن المستقبلات والخلايا الحسية المسؤولة عن الإحساس بالألم في الجلد وترسلها إلى الغشاء المخاطي. منذ بضع سنوات فقط أكتُشف أن هذه الخلايا الحسية هي نفسها المسؤولة عن الإحساس بالحرارة. ويتم تحفيزها بواسطة مادة "الكابسايسين" ما يساعد على تنشيط الدورة الدموية وخاصة في الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى زيادة نشاط الدورة الدموية في الجسم بأكمله.
صورة من: picture-alliance/chromorange
ماذا عن الزنجبيل؟
حتى الزنجبيل يشعرنا بالحرارة، وله فوائد متعددة في المطبخ الشرقي والطب. ويمكن الشعور بطعمه الحار سواء مبشورا أو مقطعا. وتستخدم جذوره المجففة في تحضير الشاي.
صورة من: Fotolia/awiec
فوائد متعددة
أما طعمه الحار فسببه ماد جينجيرول التي تولد حرارة داخلية، إذ تنشط الدورة الدموية وتحفز عملية الهضم. وتملك جميع التأثيرات التي يتم استخدامها في الطب الحديث والشعبي. إذ يستخدم لعلاج الصداع ومضاد للسعال وبحة الصوت ولعلاج الغثيان، ولمادة الجينجيرول دور في زيادة القدرة الجنسية، ما يعني أن إثارة حُليمات الذوق ليست الفائدة الوحيدة للتوابل الحارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
8 صورة1 | 8
تقوم ألياف عصبية خاصة (وتسمى مُستقبلات الأذى) بتحسس مواقع الألم في الجسم وإعطاء الشعور بالألم. وعندما تكون هذه المُستقبلات فعالة يفرز الجسم "ببتيد عصبي" لتخفيف الأورام، كما يقول الباحثون. ويعمل مُستقبل كابسيسين مثلا مع الطعم الحار للفلفل الحار، ويمكن تفعيل هذه أيضا عبر البصل والفجل والخردل، ولذلك يطلق عليها العلماء تسمية "مُستقبلات دهون الخردل".
وقام الدكتور ماتياس أنغيل والبروفيسور بيتر ريي من مؤسسة علم وظائف الأعضاء وفسيولوجيا الأمراض في جامعة فريدريش أليكساندر بدراسة تأثير مادة كابسيسين الذي يمكنه إيقاف تأثير مُستقبلات الفلفل الحار في الجسم بصورة جزئية. ونجحت دراسات سابقة أجريت على فئران تجارب باستخدام هذه المادة في إيقاف التهابات القولون عند الفئران. ولم يتمكن العلماء من معرفة سير عملية توقف الالتهابات، كما نقل موقع "هايل براكسيز". ويعتقد العلماء أن تأثيرات جانبية لكابسيسين غير معروفة لغاية الآن هي المسؤولة عن عمل ذلك، كما ذكر البروفيسور أنغيل.
فيما ذكر العلماء أن استعمال "مستقبلات دهون الخردل" لا يمكنها إيقاف التهابات القولون فحسب، بل يمكنها أيضا تسهيل الشفاء من المرض. ويعتقد العلماء أن كابسيسين له تأثير مشابه لعمل "مستقبلات دهون الخردل". وعندما يفعل المُستقبل يبدأ العمل بصورة مفيدة. وهو ما يجعل استخدام مادة كابسيسين تدفع إلى التقليل من تجاوب الـ"ببتيدات العصبية" الصادرة من الجسم لتخفيف الأورام.
وذكرت الدراسة الحديثة أن استخدام كميات كبيرة من مساحيق الفلفل الحار يجعل الجسم غير قادر على تنظيم درجات الحرارة. وقد لا يشعر البشر بالحرارة الصادرة عن الآلام. ويمكن أن يقل تدفق الدم في بعض أعضاء الجسم. لذلك نصح العلماء باستعمال كابسيسين بكميات قليلة وفي أماكن معينة في الجسم فقط.