1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مساعدات ألمانية لغزة جوًا وعلى الأرض.. لكنها "قطرة في محيط"!

٦ أبريل ٢٠٢٤

كثفت ألمانيا تقديم مساعداتها لغزة منذ بدء الحرب الحالية وذلك من خلال جسر جوي ينطلق من الأردن وكذلك عبر مساعدين على الأرض، ورغم سخاء هذه المساعدات نسبيا إلا أنها حسب وزيرة الخارجية "قطرة في محيط". فكيف هو الوضع على الأرض؟

الجيش الألماني يسقط إمدادات الإغاثة جواً على قطاع غزة
الجيش الألماني يسقط إمدادات الإغاثة جواً على قطاع غزة.صورة من: Christian Timmig/Bundeswehr/dpa/picture alliance

تصعيد خطير آخر في قطاع غزة إثر مقتل سبعة موظفين من منظمة الإغاثة الدولية "وورلد سنترال كيتشن" في هجوم إسرائيلي. الموظفون كانوا يعملون على تخفيف معاناة حوالي 2.4 مليون شخص في قطاع غزة. وعلى إثر ذلك توالت الأخبار التي تسلط الضوء مرة أخرى على المساعدات الدولية، بما في ذلك المساعدات الألمانية، المقدمة للأشخاص في منطقة الحرب.

رئيسة الصليب الأحمر تتحدث عن "وضع كارثي"

منذ أسابيع تشكو منظمات الإغاثة الألمانية من أنها بالكاد تستطيع تقديم أي مساعدة. ورغم ميلها للخطاب الهادئء، وصفت رئيسة الصليب الأحمر الألماني، الوزيرة السابقة والسياسية من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، غيردا هاسلفيلدت، وضع الناس في قطاع غزة بأنه "كارثي حقاً". وقالت هاسلفيلدت في تصريح خصت به محطة إذاعة "دويتشلاند فونك"، إن إمدادات الإغاثة التي تم تسليمها عبر المعابر القليلة المفتوحة لم تكن كافية. وتابعت هاسلفيلدت: "هناك نقص في كل شيء. ومع تزايد الصراعات والتهديدات ووق المزيد من الهجمات، أصبح الوضع أكثر خطورة".

وترأس هاسلفيلدت الصليب الأحمر الألماني منذ عام 2017. ومن الصعب عليها أن تحدد حجم المساعدة التي قدمتها منظمتها في قطاع غزة منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي. وأضافت رئيسة الصليب الأحمر الألماني: "لقد أرسلنا عدة طائرات محملة بإمدادات الإغاثة إلى مصر ومن ثم إلى قطاع غزة". تم تسليم المواد الغذائية والمعدات الطبية والإمدادات الطبية.

قُتل سبعة أعضاء من منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في هجوم إسرائيلي. صورة من: Abdel Kareem Hana/AP/picture alliance

لا يوجد موظفون ألمان على الارض في غزة

التعاون التنموي يتم من قبل منظمات حكومية مثل "المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي" (GIZ). فهي تنفذ مشاريع تديرها الوزارة الاتحادية للتعاون الإنمائي (BMZ)، على سبيل المثال. وردا على استفسار من DW، قالت المتحدثة باسم الوزارة، كاتيا هوميل إن منظمات مثل "المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي" (GIZ) لا يوجد لديها أي موظفين مرسلين من ألمانيا إلى قطاع غزة. وقبل وقوع الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس، كان يأتي الموظفون من رام الله في الضفة الغربية أو من ألمانيا إلى القطاع للتحقق من سير المشاريع. وأضافت أن "هذه الرحلات التي يقوم بها الموظفون إلى غزة غير ممكنة حاليا وحتى إشعار آخر بسبب الوضع الحالي".

المنظمات الكاثوليكية تعمل مع مساعدين محليين

الأمر نفسه ينطبق أيضاً على الجهات الفاعلة التابعة للكنيسة مثل "كاريتاس"، ويقول المتحدث باسمها أخيم رينكي لـ DW: "هذا ليس نهجنا على أي حال، فنحن نعمل دائماً مع المساعدين المحليين". لكن كاريتاس، التي ترتبط بشبكات وثيقة مع منظمات كاثوليكية أخرى في جميع أنحاء العالم، لديها أيضاً نظرة ثاقبة للوضع الكارثي. مشاركة الجيش الألماني الآن في جسر جوي من الأردن لإسقاط حزم المساعدات على منطقة الحرب المكتظة بالسكان، يظهر حسب رينكه مدى "مأساوية" الوضع: " هو في الأساس علامة على العجز. مثل هذه الإنزالات يمكن لأقوى الأقوياء فقط الوصول إليها وليس كبار السن أو الأشخاص ذوي الإعاقة أي فرصة للحصول عليها". ووفق المتحدث باسم "كاريتاس"، سيكون من الأفضل نقل المساعدات  عن طريق البر أو البحر، لكن هذا قد يصبح خطيراً بشكل متزايد. كما أنه غير ممكن في الوقت الحالي أو بشكل محدود للغاية، حيث تم إغلاق العديد من المعابر من إسرائيل إلى قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس،تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

يذكر أن إسرائيل أعلنت (في الخامس من أبريل/نيسان)   السماح "مؤقتاً" بإدخال مساعدات إنسانية إلى شمال غزة من معبر إيريز وميناء أسدود وفتح الطريق أمام دخول المزيد من المساعدات من الأردن إلى القطاع المحاصر. 

إنزال المساعدات جواً

منذ منتصف مارس/آذار، شاركت ألمانيا في إنزال مساعدات جوية للسكان المحتاجين في غزة. ومن قاعدتها في نورماندي، تم نقل طائرتي نقل من طراز "هيركوليس" من سرب النقل الجوي الفرنسي الألماني إلى الأردن لدعم الجسر الجوي. وتم تجهيز طائرات الجيش الألماني بأنظمة مظلات فرنسية لإسقاط إمدادات المساعدات. الطاقم ألماني فرنسي. ويشعر المراقبون في الموقع بالقلق من أن بعض إمدادات المساعدات قد "تتسرب" إلى الأردن.

"قطرة في محيط"

ووصفت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك هذه المساعدة من الجو بأنها "قطرة في محيط" خلال رحلتها الأخيرة إلى الشرق الأوسط بداية الأسبوع الماضي. وفي مصر، أكدت على مدى أهمية المعابر الحدودية البرية لتزويد قطاع غزة: "تلعب مصر دورًا مهمًا للغاية، خاصة في مكافحة الجوع، بسبب معبر رفح الحدودي، حيث تأتي غالبية المواد الغذائية. لأن المعابر الحدودية الإسرائيلية الأخرى ليست مفتوحة أو يتم فتحها فقط على نطاق محدود".

فقدت العديد من العائلات في غزة منازلها وليس لديها سوى القليل من الطعام.صورة من: Mohammed Salem/REUTERS

كما يشير موقع وزارة الخارجية على الإنترنت إلى أن الوضع الإنساني لا يزال كارثيا، خاصة في شمال القطاع الساحلي. وانهارت الخدمات الأساسية المقدمة للسكان المدنيين. هناك نقص في المواد الأساسية منها الغذاء والماء والرعاية الطبية. ويبلغ إجمالي المساعدات الألمانية حاليا لكافة المناطق الفلسطينية، وليس لقطاع غزة فقط، نحو 250 مليون يورو. 175 مليون يورو منها عبارة عن أموال تمت الموافقة عليها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتوقفت المساهمات الألمانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ، منذ بداية العام. ففي ذلك الوقت، نشرت الحكومة الإسرائيلية معلومات تفيد بأن اثني عشر موظفًا في الأونروا من غزة متورطون في الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل. وقامت منظمة الإغاثة بطرد الموظفين المشتبه بهم. ومنذ ذلك الحين، أوقفت 16 دولة، بما فيها ألمانيا، مساعداتها للمنظمة. كما تم تضمين أهم جهة مانحة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن قبل بضعة أسابيع أعلنت ألمانيا أنها ستقدم 45 مليون يورو للعمل الإقليمي للأونروا في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن من بين الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة حوالي 30 شخصاً لهم علاقات بألمانيا، مثل الإسرائيليين الذين يحملون أيضاً جواز سفر ألماني. وظلت الحكومة الألمانية بعيدة عن الأضواء بشأن هذا الموضوع لعدة أشهر ويدور الحديث عن عدد منخفض يفوق العشرة من الأشخاص الذين لهم صلة بألمانيا.

أعدته للعربية: إيمان ملوك

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW