مساعدات أمريكية لغزة جوًا وشرط إسرائيلي لمواصلة التفاوض
١ مارس ٢٠٢٤
أكد بايدن أن جيش بلاده سينفذ عمليات إنزال مساعدات جوية لغزة، بينما تتواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتشترط إسرائيل لمواصلة التفاوض تقديم حماس قائمة بأسماء الرهائن الأحياء بعد أن أعلنت الحركة مقتل رهائن.
إعلان
أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة (الأول من آذار/مارس 2024)، أن الولايات المتحدة ستبدأ المشاركة في عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو لسكان قطاع غزة في ظل الأوضاع الكارثية التي يواجهونها مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض لدى استقباله رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: "علينا القيام بالمزيد، والولايات المتحدة ستقوم بالمزيد". وتابع "خلال الأيام المقبلة سننضم الى أصدقائنا في الأردن وآخرين بتوفير مساعدات إضافية من الغذاء والمؤن ملقاة من الجو"، مشيرًا الى أن واشنطن ستنظر "في إمكان إنشاء ممر بحري" لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات الى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيًا وعسكريًا في الحرب مع حماس، "ستصّر" على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات الى القطاع الذي يواجه ظروفًا إنسانية كارثية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر. وأوضح: "لا توجد أعذار لأن الحقيقة هي أن كمية المساعدات التي تدخل غزة بعيدة كل البعد عن الكمية الكافية. حياة الأبرياء على المحك، حياة الأطفال على المحك".
وتأتي تصريحات الرئيس الأمريكي في وقت دعت الأمم المتحدة ودول عدّة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، مطالبة بإجراء تحقيق في مقتل عشرات الفلسطينيين، تقول السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهم أثناء انتظارهم لتسلم المساعدات، فيما تقول إسرائيل إن ما حدث كانت نتيجة تدافع ودهس حشود حاصرت شاحنات المساعدات.
واعتبر بايدن أن هؤلاء الضحايا قتلوا لأن سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة "عالقون في حرب رهيبة، غير قادرين على إطعام عائلاتهم، ورأيتم ماذا جرى عندما حاولوا الحصول على مساعدات". وأعرب بايدن عن أمله في الحصول "قريبًا" على أنباء بشأن المباحثات الهادفة للتوصل الى هدنة انسانية لستة أسابيع تتيح الافراج عن رهائن إسرائيليين وإدخال مساعدات إلى القطاع.
شرط إسرائيلي لمواصلة المفاوضات
وتتواصل الجهود الأمريكية القطرية المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الجمعة إن بلاده تأمل في أن تفلح المحادثات التي بدأتها قطر في التوصل إلى اتفاق لوقف أعمال القتال في غزة قبل بداية شهر رمضان.
وتجري في باريس منذ الأسبوع الماضي محادثات لإعلان هدنة في غزة في تحرك يبدو أنه الأكثر جدية منذ أسابيع لوقف القتال في غزة. وقال شكري في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا، قبل بدء جولة خليجية تشمل الدوحة والرياض: "يمكنني أن أقول إننا توصلنا إلى نقطة تفاهم، نواصل بذل كل الجهود مع أشقائنا في قطر والولايات المتحدة وآخرين على صلة بالمفاوضات. نأمل أن نتمكن من التوصل إلى وقف للأعمال القتالية وتبادل الرهائن".
لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن إسرائيل أبلغت مصر وقطر بأنها لن تعقد جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن حتى تقدم حماس قائمة الرهائن المحتجزين لديها الذين ما زالوا على قيد الحياة. ونقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي اليوم الجمعة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، "يجب على حماس تقديم رد فيما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين عرض الوسطاء إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة".
ومن ناحية أخرى، ذكر مسؤولون إسرائيليون بارزين اليوم الجمعة، إنهم ينتظرون معرفة ما إذا كان الضغط الأمريكي على الوسطاء سيقود حماس إلى تقديم إجابات، ولا يزال 134 رهينة إسرائيلية محتجزة لدى حماس في غزة، بحسب موقع "آى 24" الإسرائيلي.
حماس تعلن مقتل سبعة رهائن آخرين
جاء ذلك بعد أن أعلنت حماس الجمعة أن سبع رهائن احتجزتهم خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي على قطاع غزة. وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان إنه بعد الفحص والتدقيق خلال الأسابيع الأخيرة فقد تأكد مقتل سبعة من الرهائن في القطاع "نتيجة القصف".
واحتجزت حماس التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، احتجزت نحو 250 إسرائيليًا وأجنبيًا خلال هجومها الإرهابي على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. ولا يزال حوالى 130 من الرهائن محتجزين في القطاع.
وقبل إعلان حماس الجمعة، الذي لم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد منه بشكل مستقل، قالت إسرائيل إنها تعتقد أن 31 من الرهائن قتلوا ومن بينهم ستة عسكريين. لكن حماس قالت في بيانها إن عدد الرهائن الذين قتلوا نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية "قد يتجاوز سبعين" رهينة. ولم يتوضح سبب اختلاف عدد القتلى المعلن من الطرفين.
وفي سياق متصل واصل اليوم الجمعة أقارب العشرات من الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، مسيرة احتجاجية تستمر لأربعة أيام إلى القدس. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن نحو ألف من المتعاطفين ساروا مع أقارب الرهائن في اليوم الثالث للمسيرة الاحتجاجية . وقال بيني غانتس، وزير الدفاع السابق والعضو الحالي في حكومة الحرب الإسرائيلية، إنه ينبغي بذل كل جهد ممكن لإعادة المختطفين من إسرائيل إلى ديارهم . وذكر منظمو الموكب الذين ينتمون لمنتدى عائلات الرهائن والمفقودين أن غانتس رافق الموكب لبعض الوقت اليوم الجمعة.
م.ع.ح/هـ.د/ز.أ.ب (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance