مساعد كلينتون في ليبيا لتأبين ضحايا "الهجوم الإرهابي"
٢٠ سبتمبر ٢٠١٢وصل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز الخميس (20 سبتمبر / أيلول) إلى طرابلس حيث يلتقي المسؤولين الليبيين، من بينهم رئيس الوزراء مصطفى أبو شاقور ورئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف. ووفقا لمصدر رسمي ليبي فإن برينز سيشارك في حفل تأبين سفير الولايات المتحدة وثلاثة أميركيين آخرين قتلوا معه في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول/سبتمبر.
وفي الشأن نفسه، وصف ماثيو أولين، مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي بأنه "إرهابي". وردا على سؤال في لجنة مجلس الشيوخ الأربعاء، قال أولسن إن المواطنين الأميركيين الأربعة "قتلوا خلال هجوم إرهابي على سفارتنا" (قنصليتنا) لافتا إلى أنه "هجوم تم بطريقة غير مدبرة". وأوضح أن "الهجوم بدأ وتطور وأخذ حجما متزايدا طيلة ساعات ضد بعثتنا الدبلوماسية في بنغازي". وعن احتمال ضلوع تنظيم القاعدة في العملية، قال أولسن: "لدينا أدلة تشير إلى أن أشخاصا ضالعين في الهجوم قد يكونوا على علاقات بالقاعدة أو (...) مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وفي وقت لاحق الخميس أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الهجوم كان "بالتأكيد هجوما إرهابيا". وقال كارني على متن الطائرة الرئاسية اير فورس وان "بالتأكيد، فان ما حصل في بنغازي كان هجوما إرهابيا"/ حسب فرانس برس.
يذكر في هذا السياق أن قناة فوكس نيوز قد ذكرت استنادا إلى "مصادر في أجهزة الاستخبارات" أن معتقلا سابقا في غوانتانامو يدعى سفيان بن قومو - نقل إلى ليبيا في 2007 واُفرج عنه لاحقا - شارك في الهجوم. وقبل يومين رفضت وزارة الخارجية التحدث عن "عمل إرهابي"، مفضلة انتظار "التحقيق الكامل" من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي).
وقالت مصادر حكومية أمريكية إن القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية لم تكن قلقة في البداية من الاحتجاجات المتناثرة التي وقعت الأسبوع الماضي في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة، لكن الوضع تغير فجأة مساء حين أرسلت القنصلية برقية تقول فيها إن المبنى يتعرض لهجوم عنيف. وتكشف معلومات جديدة بعد أسبوع من شن هجوم استخدمت فيه القاذفات الصاروخية وقذائف المورتر أن المحتجين في البداية كانت أعدادهم قليلة ولا يشكلون تهديدا.
وعلى الرغم من بقاء الكثير من التساؤلات دون إجابة اختلفت التقارير الجديدة عن المعلومات الأولية التي قدمتها حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي لمحت إلى أن المحتجين أمام القنصلية الغاضبين من الفيلم المسيء للنبي محمد لعبوا دورا رئيسيا في التعجيل بالهجوم العنيف اللاحق. ومن المنتظر أن تتحدث وزيرة الخارجية الأميركية
ليبيا تعلن عزمها تعيين قاض للتحقيق في الهجوم على القنصلية
بنما، أفادت تقارير إخبارية بأن المؤتمر الوطني العام الليبي قرر تكليف النائب العام لانتداب قاض للتحقيق في حادثة القنصلية الأمريكية. ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم الخميس عن المتحدث باسم المؤتمر عمر حميدان القول إن مهمة القاضي "ستكون قانونية محضة من خلال جمع الأدلة والملابسات والتحقيق مع المتهمين حول هذه الحادثة حسب قانون الإجراءات الجنائية الليبي". وأوضح أن المؤتمر قرر تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق أسند إليها مهام أمنية فيما يتعلق بسيادة الدولة، مؤكدا أنها منحت الصلاحيات في هذا الشأن.
وفي سياق متصل، ذكر حميدان أن المؤتمر الوطني العام شكل لجنة بالتنسيق مع الحكومة المنتخبة تتكون من المحامي العام في بنغازي ومدير إدارة المعلومات ومدير إدارة الاستخبارات ، وأوكل اليها مهمة أمنية وباشرت أعمالها في هذا الخصوص. وشدد المتحدث الرسمي على أن التعاون الثنائي الليبي-الأمريكي والتنسيق في بعض المجالات "يسوده الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية". وأوضح أن تحركات السفن الأمريكية قبالة السواحل الليبية "لن يكون لها أي تأثير على السيادة الوطنية كونها تجري في المياه الدولية خارج المياه الإقليمية لليبيا". وأضاف أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية طيبة وهناك نوع من التعاون الأمني بين البلدين يأتي ضمن ما هو متعارف عليه في العلاقات الدولية، مؤكدا أن هذا التعاون لن يؤثر على السيادة الوطنية .
ش.ع /ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)