فيما تتضارب الأنباء حول مصير الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، جدد وزير خارجيته رياض ياسين تأكيده على أن الرئيس موجود في عدن. ياسين طالب دول الخليج ومصر بالقيام بعمل عسكري لإنقاذ اليمن من "سيطرة إيران".
إعلان
قال وزير الخارجية اليمني بالوكالة رياض ياسين مساء الأربعاء (25 آذار/ مارس 2015) إن "سقوط عدن في يد الحوثيين يعني بداية حرب أهلية عميقة جدا". يأتي كلام ياسين في وقت تهدد فيه مليشيات الحوثيين معقل الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما حذر ياسين الموجود في شرم الشيخ، عشية الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية السبت، من "سيطرة إيران على الجزيرة العربية" و"جعل اليمن بلدا تابعا لإيران".
وفي الوقت الذي تطالب فيه السلطات اليمنية بتدخل عسكري في البلاد، أكد ياسين أهمية تعاون دول الخليج ومصر بهذا الشأن. وأضاف في مقابلة مع وكالة فرانس برس "إن دول الخليج ومصر هي الدول التي نعول عليها أكثر". وأكد أن التدخل العسكري "وحده" يمكن أن ينقذ اليمن من سيطرة إيران. وأضاف "ستكون اليمن من خلال النفوذ الإيراني خنجرا في خاصرة السعودية وبقية دول الخليج وستؤثر على الملاحة في قناة السويس".
وقال ياسين إن "الرئيس عبد ربه منصور هادي موجود في عدن في مكان آمن ويتابع تطورات الأحداث ونحن نتواصل معه". وتابع "يتم الترتيب لحضور الرئيس هادي للمؤتمر (القمة) ونتمنى أن تستقر الأمور ولو نسبيا حتى يستطيع الحضور".
الهجوم السعودي "المضاد" في اليمن....صراع إقليمي طائفي
بعد أطوارالحرب الأهلية في سوريا والعراق التي تتسم بطابع مذهبي، يطفو الآن المشهد اليمني على السطح. العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن ضد الحوثيين تشكل أحدث حلقة في صراع نفوذ إقليمي مع إيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن قالت إنها تتم بالتنسيق مع تحالف يضم عشر دول بهدف التصدي للمقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون عدن (جنوب) التي لجأ إليها رئيس هادي عبد ربه منصور. العملية اطلق عليها"عاصفة الحزم" وتشكل أحدث تطور في صراع النفوذ مع إيران.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Ozer
يشكل القصف الجوي محورا أساسيا في عملية"عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، بهدف ضرب مواقع الحوثيين لوقف تقدمهم السريع للسيطرة على عدن عاصمة جنوب اليمن، والتي تشكل آخر معقل للرئيس الشرعي هادي عبد ربه منصور.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
تتخوف القوى الكبرى من قيام الحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بسبب ارتباطهم بإيران التي تسيطر بدورها على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
صورة من: Reuters/N. Quaiti
دعا زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى "التعبئة العامة" لمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، كما قال. أما السعودية فهي قلقة من تطور الوضع في اليمن ومن ازدياد مستوى نفوذ غريمتها إيران بعد تقدم الحوثيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
لا تزال البحرين معرضة لحدوث اضطرابات منذ أن فشلت انتفاضة 2011 التي قادتها الأغلبية الشيعية. وكانت السعودية قد قامت بإرسال قوات أمنية لإخماد الانتفاضة. وتم توجيه انتقادات للسعودية من طرف المعارضة في البحرين ومن إيران أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد فرار أفراد من الجيش العراقي من الخدمة خلال صيف العام الماضي، شكلت عشرات الجماعات شبه عسكرية وتابعة للحكومة العراقية ما يسمى ب"الحشد الشعبي" المدعوم من إيران لمحاربة "داعش".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
هناك تخوفات من أن تقوم قوات "الحشد الشعبي"، وغالبيتها من الشيعة، بالانتقام من المواطنين السنة. ويخوض مسلحو "الحشد الشعبي" الآن معركة بهدف استعادة مدينة تكريت السنية، مسقط رأس صدام حسين، من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
تعمل إيران على دعم النظام السوري وتقدم له الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ نحو أربع سنوات. كما يحضى نظام الأسد أيضا بدعم كبير وفاعل من حزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters
بمساندة من حزب الله يحاول الجيش السوري استعادة سيطرته على أراضي لها أهمية حيوية، كما تقوم إيران بدعم سوريا وتقدم لها الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة في البلد الذي مزقته الحرب منذ نحو أربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدت الحرب في سوريا وقتال حزب الله إلى جانب نظام الأسد لمواجهة "داعش" إلى أزمة سياسية في لبنان. فحتى الآن لم يتوصل الفرقاء السياسيون في لبنان إلى انتخاب رئيس الدولة، حيث لازال منصبه شاغرا.
صورة من: picture alliance/ZB
تسعى إيران من خلال تشديد قبضتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى تحقيق امتيازات قبل التوصل إلى أي اتفاق نووي مرتقب، غير أن طموح إيران النووي يولد تخوفات لدى دول عربية سنية مثل السعودية، الخصم التقليدي لإيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
11 صورة1 | 11
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أنها أجرت اتصالا هاتفيا صباح اليوم بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأكدت أنه غادر مقر إقامته في عدن لكن ليس بإمكانها الكشف عن مكان وجوده. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر ساكي "كنا على اتصال به في وقت سابق من النهار".
وفيما تحدثت مصادر إعلامية عن فرار هادي من اليمن، أكد أحد كبار مساعدي الرئيس أنه تم نقله إلى مكان آمن "داخل عدن"، المدينة التي فر إليها الشهر الماضي. ويشار إلى أن قوات متحالفة مع الحوثيين استولت الأربعاء على مطار عدن ما ضيق الخناق أكثر على الرئيس هادي الذي كان قد لجأ إلى المدينة.