مساعي حثيثة إلى استئناف مفاوضات جولة الدوحة
٢٧ يناير ٢٠٠٧دعت المستشارة الألمانية الى استئناف مفاوضات تحرير التجارة العالمية والدخول في مباحثات تجارية شاملة بين جميع الأطراف المعنية. وأعربت انجيلا ميركل على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد حاليا في دافوس بسويسرا، عن اعتقادها بأن فرص نجاح مثل هذه المحادثات متوفرة، لكنها طالبت بضرورة العمل على تحقيق تقارب اكبر في المواقف بين أوروبا والولايات المتحدة والدول التي على عتبة التصنيع. ودعت الزعيمة الألمانية، التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي ورئاسة قمة الثماني الصناعية، جميع الأطراف إلى إبداء مزيد من المرونة، مؤكدة بأن النجاح هو مسئولية الجميع وبان الفشل سيكون بمثابة "انتكاسة مرة".
ومع ان التوصل الى اتفاق بين الإطراف يبدو ليس بالأمر السهل، الا ان المستشارة الألمانية التي بدت متفائلة رغم تضاؤل فرص النجاح، تحاول البحث عن حل وسط يرضي جميع الإطراف ولو في المجالات الأخرى غير قطاع المنتجات الزراعة الذي يشكل عقبة كأداء أمام سير المفاوضات. وأضافت قائلة ليكون واضحا "اننا لا نريد فقط ان نركز جل اهتمامنا في المفاوضات على قطاع الزراعة، بل اننا بحاجة ماسة الى تحقيق تقدم في المفاوضات حول قطاعات الخدمات والبضائع الصناعية"، مشيرة بوضوح الى ان الامر هنا يخدم مصالح الدول الصناعية. ولفتت المستشارة الألمانية النظر إلى انه ليس هناك متسع من الوقت لتحقيق تقدما كبيرا في المفاوضات، لكنها طالبت باستغلال الفرصة السانحة.
قمة تجارية مصغرة في دافوس
وتنتظر منظمة التجارة العالمية اشارة سياسية من أعضائها لاستئناف المفاوضات حول خفض الحواجز الجمركية في العالم والمجمدة منذ سبعة اشهر. ومن المقرر أن يجتمع وزراء تجارة من نحو 30 دولة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لمناقشة كيفية كسر الجمود في جولة الدوحة الخاصة بمفاوضات تحرير التجارة العالمية قبل بدء جلسة رسمية اليوم السبت. وقال مفاوضون بارزون ان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يحاولان في الآونة الاخيرة تضييق هوة الخلافات بشأن قضية تجارة الحاصلات الزراعية الحساسة من الناحية السياسية ليساهما في كسر الجمود لكن الخلافات باقية. كما أن موقف الدول النامية الكبرى مثل البرازيل والهند مهم لإبرام اي اتفاق، اذ تتعرض هذه الدول لضغوط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لفتح أسواقها بشكل أكبر أمام السلع الصناعية مثل السيارات أو الكيماويات والخدمات. لكن الدول النامية مترددة في أخذ أي خطوة حتى تصلها اشارة واضحة عما سيقدمه العالم الغني فيما يخص تجارة المنتجات الزراعية، حسب تصريح لوزير التجارة المصري رشيد محمد رشيد. من جانبه بدا وزير التجارة الهندي، الذي تعد بلاده احد إطراف مفاوضات تحرير التجارة العالمية المتوقفة، متشائما من إمكانية استئناف مفاوضات تحرير التجارة العالمية في الوقت الحالي.
الجدير بالذكر ان مباحثات جولة الدوحة كانت علقت بقرار من المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي في يوليو/ تموز من العام الماضي بعد خمس سنوات من اللقاءات التي تخللتها خلافات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبين الدول التي على عتبة التصنيع. ويعتقد بعض المراقبين بأن هذه المفاوضات يمكن ان تستأنف اذا ما أبدى ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودولتي الهند والبرازيل رغبة في ايجاد ارضية مشتركة.