مستشارة المحكمة الأوروبية: الفصل بسبب الحجاب "غير قانوني"
١٣ يوليو ٢٠١٦
هل يستطيع رب العمل أن يفصل موظفة مسلمة بحجة رفضها خلع الحجاب؟ وهل ينتهك ذلك قانون الاتحاد الأوروبي الذي يمنع التمييز على أساس الدين؟ هذا ما تنظر فيه محكمة العدل الأوروبية على خلفية فصل امرأتين مسلمتين بسبب ارتداء الحجاب.
إعلان
تنظر محكمة العدل للاتحاد الأوروبي، في قضية تتعلق بالحجاب وعما إذا كان من حق رب العمل فصل امرأة محجبة بسبب ارتداء الحجاب في مكان العمل. ويتعلق الأمر بقضيتين الأولى تخص مهندسة مسلمة من فرنسا والأخرى موظفة استقبال من بلجيكا، تمّ فصلهن بسبب ارتداء الحجاب.
وحسب المحامية العامة في المحكمة الأوروبية، إلينانو شاربوستون، فإن إقدام شركة فرنسية على فصل مهندسة مشروعات مسلمة "غير قانوني". وترى المحامية، شاربوستون، التي عهد لها بعمل تقرير عن الحالة، أن المهندسة تعرضت "للتمييز بسبب دينها ومعتقدها، إذ أنه لو لم يكن للمهندسة معتقدا أو رؤية دينية لما تم فصلها"، وفق ما جاء في بيان صادر عن محكمة العدل الأوروبية اليوم الأربعاء (13 يوليو/تموز) نقلا عن تقرير المحامية المذكورة.
وهذا التقرير يشكل فتوى قانونية مستقلة تساعد القضاة في إصدار الحكم القضائي. ورأي المحامي العام غير ملزم لكن عادة ما تتبع المحكمة الأوروبية توصيته.
الحجاب في ألمانيا...بين الاعتدال والتشدد!
أصدرت المحكمة الدستورية العليا الألمانية قراراً يعتبر الحظر العام لحجاب المُدرسات في المدارس مخالفا للدستور لأن المنع يتعارض مع الحرية الدينية. أنواع الحجاب في ألمانيا تتفاوت بين المعتدل والمتشدد. الحجاب في البوم صور.
صورة من: arturwiens.de
إلى جانب الحجاب العادي، ظهر في السنوات الأخيرة النقاب والحجاب الذي يحمل أبعاداً سياسياً ودينية متشددة خصوصاً في صفوف أتباع التيار السلفي أو المتعاطفات معه.
صورة من: picture-alliance/dpa
بالنسبة للعديد من المسلمات يبقى الحجاب رمزاً لأصولهن وجزءا من هويتهن. غير أن العديد منهن مندمجات في المجتمع الألماني ولا يحمّلن الحجاب أي رسالة سياسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
تمارس المحجبات في ألمانيا مهناً مختلفة منها التدريس. وفي الماضي منعت عدة ولايات ارتداء الحجاب في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر إظهار الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه المحجبة تدلي بصوتها في الإنتخابات البرلمانية الألمانية عام 2013. فكثير من المحجبات يصوتن في الانتخابات البرلمانية والبلدية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في المدارس الألمانية تدرس المحجبات جنباً إلى جنب مع غير المحجبات، ويشاركن في مختلف النشاطات التي تنظمها المدارس كما هو حالهن في هذه الزيارة لمقر البرلمان الألماني (بوندستاغ) .
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
رغم احترام غالبية الألمان للحجاب المعتدل إلا أنهم في الغالب يجدون في النقاب استفزازاً لهم، وهذه المنقبة التي تتجول في مركز مدينة كولونيا ولاية نورد راين وستفاليا ربما استفزّ شكلها بعض الالمان.
صورة من: DW
بعض المحجبات يمارسن الأنشطة الرياضية كالسباحة بملابس سباحة خاصة بالمحجبات. وتتفاوت نظرة الألمان لذلك بين الرفض والقبول، لكن القانون لا يمنع ذلك.
صورة من: picture alliance/dpa/Rolf Haid
تخصصت بعض مصممات الأزياء في ألمانيا في تصاميم خاصة بالمحجبات، تلائم الموضة. وتمزج هذه التصاميم بين الأصالة والمعاصرة، كما هو حال هذا التصميم للمصممة بلقيس بهار سيفا.
صورة من: arturwiens.de
السياسيات الألمانيات يدركن أهمية ودلالة الحجاب في بعض الدول الإسلامية ويحرصن على احترامه . في الصورة تظهر السياسية الناشطة كلاوديا روث الزعيمة السابقة لحزب الخضر خلال إحدى زياراتها لإيران.
صورة من: Fars
تقوم مؤسسة DW بحملة دعائية لتشجيع انخراط النساء المحجبات في المدارس والجامعات . هذه الحملة التي تقودها الناشطة الألمانية من أصول تركية توتكو غوليروز تحمل شعار: شابة، مسلمة وألمانية.
صورة من: DW/T. Hasel
الرئيس الألماني يواخيم غاوك يستقبل شباباً من أصول مهاجرة ومن بينهم محجبة. فالحجاب العادي وغير المسيس لا يلقى الرفض لدى أصحاب القرار. إعداد: عبد الرحمان عمار. تحرير: ملهم الملائكة
صورة من: imago/IPON
11 صورة1 | 11
وحسب أقوالها كانت المهندسة المذكورة تعمل لدى شركة فرنسية لاستشارات تقنية المعلومات، وتضمّن عملها مقابلة الزبائن، لكن أحدهم تذمر من حجابها، ما حدا بالشركة بمطالبتها بعدم ارتداء الحجاب عند مقابلة الزبائن، وهو الأمر الذي رفضته المرأة، فتمّ فصلها من العمل في عام 2009.
وعرضت القضية بداية أمام القضاء الفرنسي، قبل أن يطلب القضاء الفرنسي من المحكمة الأوروبية توضيحا قانونيا للحالة، كون القضية تمس المبادئ العامة للاتحاد الأوروبي، التي تحظر التمييز في العمل على أساس الدين أو المعتقد. وهناك استثناءات قانونية تبيح ذلك بالنسبة لبعض الوظائف، لكن المحامية شاربوستون، رأت عدم توفر هذه الشروط هذه الاستثناءات، إذ أن الحجاب لا يحول دون أداء المهندسة لعملها، حسب شاربوستون.
وهناك قضية مشابهة أمام المحكمة الأوروبية تخص مسلمة من بلجيكا فصلت بسبب الحجاب من عملها كموظفة استقبال لدى إحدى الشركات لبلجيكية والتي تفرض حظرا عاما لارتداء الرموز الدينية أو السياسية.
وسألت المحكمة البلجيكية محكمة العدل الأوروبية عما إذا كان حظر الحجاب ينتهك قانونا للاتحاد الأوروبي يمنع التمييز على أساس الدين.