مستشارة في منظمة إغاثية: لهذا لا أستعمل كلمة عنصرية
٢٧ يونيو ٢٠٢٠
"النقاش حول العنصرية يخفي حقيقة المشكلة"، تقول مستشارة الهجرة في ميونيخ جين ماري سينداني. لكن ما هي المشكلة الحقيقية إذاً التي تواجه المهاجرين والآخرين المختلفين، إن لم تكن العنصرية؟!
إعلان
يثق بها اللاجئون في مدينة ميونيخ. إذ تعرف مستشارة الهجرة في منظمة "مالتيزر" جين ماري سينداني معنى الاستبعاد، كونها من الكونغو. وبحسب ما تقوله فهي تتعرض للمعاداة بشكل يومي. سينداني تروي تجربتها في مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية (كونا).
السيدة سنداني، كيف ترين الجدل الحالي حول العنصرية الناجم عن قتل جورج فلويد في الولايات المتحدة؟
سينداني: النقاش مستمر منذ 500 عام على الأقل، والجدل ليس جديداً على الإطلاق، هذه المشكلة ترافقنا نحن الأفارقة طوال حياتنا خارج أفريقيا.
ماذا يعني ذلك؟
سينداني: العنصرية جزء من حياتنا اليومية، لا يمر يوم بدونها. مع الفريق الذي أعمل معه الآن، لاتظهر العنصرية إلا نادرا. على سبيل المثال، في عملي السابق كنت أعامل كما لو لم أكن زميلة، بل عدوة يجب محاربتها. جعلوا من الواضح بالنسبة لي أنهم لا يريدونني هناك ولا يجب أن أكون بينهم. في وظيفتي السابقة في فورستنفيلدبروك (بلدة تقع في شمال مدينة ميونيخ) كانوا يقاطعونني باستمرار، ويزعجونني في منتصف الاستشارات، إهانة واستفزاز من الزملاء ومن العملاء. ومع ذلك، أو على وجه التحديد لهذا السبب، ترغبين بتأدية عملك بشكل أفضل. يجب أن تكوني سعيدةً بسماع الثناء من الآخرين، على سبيل المثال من مسؤوليك.
تم تفتيش جورج فلويد من الشرطة بسبب لون بشرته، هذا يعني تنميطا عرقيا، لماذا لا تزال هناك طريقة للتفكير في أن السود يعتبرون أكثر إجرامية؟
سينداني: السود في الولايات المتحدة ليسوا مجرمين أكثر من غيرهم، وهؤلاء المجرمون يدخلون غالبا عالم الإجرام بسبب ضعف تعليمهم، وامتدت هذه المشكلة عبر الأجيال. إذ يتعرض الأمريكيون الأفارقة بشكل كبير للإقصاء والظلم والتمييز المؤسسي، فالشرطة تستهدفهم فقط بسبب لون بشرتهم.
ما هي التجارب العنصرية التي يبلغ عنها عملاؤك؟
سينداني: كثيرا ما يأتي إليّ الآباء يبكون قائلين، إن أطفالهم لم يعودوا يرغبون في الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر نتيجة لون بشرتهم. يجب على الأطفال السود في أوروبا أن يكافحوا أكثر في المجتمع، هذا صعب أيضا على البالغين الذين نشأوا في إفريقيا، لأنهم لا يعرفون العنصرية في بلدهم، ومن ثم تنتقل إلى بلد يخبرك الناس فيه أنك لا شيء ولا يمكنك فعل أي شيء. لذلك أرى مرارا وتكرارا في عملي مع اللاجئين أن قوات الأمن في شرق أوروبا تستخدم العنف ضد الأفارقة بسبب لون بشرتهم.
من أين يأتي الرفض للآخر المختلف؟
سينداني: الاختلاف أمر طبيعي، كل شيء وكل شخص مختلف، حتى التوائم بينها اختلافات، أنا لا أتحدث عن العنصرية أبداً. هذا مجرد هراء، لا توجد "أعراق" بشرية على الإطلاق. النقاش الدائر يخفي حقيقة المشكلة. يجب على المرء وصف المشكلة على ما هي عليه : أي "اللاإنسانية"؛ وهي مرض منتشر في المجتمعات. الإقصاء لا يتم بسبب "العرق"، ولكن ببساطة يتم إقصاء الناس. أنا لا أذهب إلى تظاهرات ضد العنصرية، ولكن إن كانت ضد اللاإنسانية، فسأكون هناك على الفور.
ما هو المطلوب للعمل ضد "اللاإنسانية"؟
سينداني: علينا تغيير الوعي. في التربية، يجب علينا زرع عقلية "الاختلاف أمر طبيعي". ثم يتعين علينا إدراك ذلك في حياتنا، مثلا في وسائل الإعلام لا نسمع إلا الفقر والمشكلات عندما يتعلق الأمر بأفريقيا، لكن نادرا ما نسمع عن إنجازات الناس هناك. جميع السيارات والهواتف الخلوية والتكنولوجيا التي نستخدمها هنا موجودة فقط لأن أفريقيا قدمت شيئا بالمقابل. في الكونغو، على سبيل المثال، لا يذهب الأطفال إلى المدرسة لأنهم يضطرون للعمل في صناعة التعدين.
م.ش/ ع.خ
المصدر: مهاجر نيوز
بالصور - الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس بعد أن جثم شرطي أبيض على رقبته حرك الناس في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من وباء كورونا قرر مئات الآلاف الخروج للشوارع للتظاهر ضد العنصرية التي تُمارس بشكل ممنهج.
صورة من: Reuters/R. Casilli
باريس: احتجاج في متنزه لو شامب دي مارس
قبل بضعة أيام، قامت الشرطة الفرنسية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكان في البداية قد تم حظر المظاهرات التي أعلن عن تنظيمها عند برج إيفل وخارج السفارة الأمريكية. لكن مع ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد العنصرية، حتى خارج باريس. عنف الشرطة ضد السود منتشر بشكل خاص في الضواحي.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/A. Morissard
لييج: مظاهرة رغم الحظر
بلجيكا، مثل معظم البلدان الأوروبية، لديها نصيب من الاستغلال الاستعماري وإخضاع مناطق أخرى من العالم: فقد كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية مملوكة ملكية خاصة للملك ليوبولد الثاني، الذي تم إنشاء نظام الظلم العنصري نيابة عنه. وقد جرى التظاهر ضد العنصرية في بروكسل وأنتفيرب ولييج؛ على الرغم من الحظر المتعلق بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Arnaud
ميونيخ: بافاريا ذات التعددية
في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. كما خرجت مظاهرات في مدن ألمانية أخرى كبيرة منها كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/S. Babbar
فيينا: 50 ألف متظاهر ضد العنصرية
في العاصمة النمساوية فيينا ذكرت الشرطة يوم الجمعة أن 50 ألف شخص تجمعوا، في واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، في البلد الذي شهد العام الماضي "فضيحة إيبيزا" والسقوط المدوي للائتلاف الحكومي اليميني في 2019. وبحسب صحفيين، كُتبت عبارة "حياة السود مهمة" على سيارة للشرطة.
صورة من: picture-alliance/H. Punz
صوفيا: لفت الانظار للعنصرية في بلغاريا أيضا
كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تحظر بلغاريا حاليا التجمعات التي تضم أكثر من عشرة مشاركين. ومع ذلك اجتمع المئات في العاصمة صوفيا. المتظاهرون صرخوا بكلمات جورج فلويد الأخيرة "لا أستطيع التنفس"، لكنهم لفتوا الانتباه أيضا إلى العنصرية في المجتمع البلغاري.
صورة من: picture-alliance/AA
تورين: احتجاج في زمن كورونا
بسرعة، قامت هذه المرأة في تورين بتدوين مخاوفها السياسية على الكمامة التي لا تزال ضرورية بسبب كورونا: "حياة السود مهمة أيضًا في إيطاليا". المظاهرات ضد العنصرية بما في ذلك تلك التي أقيمت في روما وميلانو، ربما تكون أكبر التجمعات التي شهدتها إيطاليا منذ بدء إجراءات كورونا. وإيطاليا هي واحدة من الدول المستقبلة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة في الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Ujetto
لشبونة: تحرك الآن!
"تحرك الآن" هي العبارة المكتوبة على هذه اللافتة التي رفعها هذان المتظاهران في العاصمة البرتغالية لشبونة. لم تتم الموافقة على المظاهرة، لكن الشرطة سمحت للمشاركين بالمسيرة. في البرتغال أيضا، هناك دائما عنف من قبل الشرطة ضد السود. وعندما تظاهر المئات بشكل عفوي بعد حادث مشابه في يناير/ كانون الثاني 2019، ردت الشرطة فأطلقت عليهم الرصاص المطاطي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Mantilla
مكسيكو سيتي: ليس فلويد فقط وإنما لوبيز أيضا
في المكسيك، لم يثر مقتل جورج فلويد الغضب في البلاد فحسب، بل لفت الأنظار لمصير عامل البناء جيوفاني لوبيز أيضا، الذي تم القبض عليه في مايو/ أيار في ولاية خاليسكو الغربية لعدم ارتدائه كمامة واقية. ويبدو أنه مات من عنف الشرطة. ويتزايد غضب المتظاهرين المكسيكيين منذ ظهور شريط فيديو قبل أيام قليلة عن عملية قبض الشرطة على لوبيز.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
سيدني: لا للعنصرية ضد السكان الأصليين
بدأت المسيرة في سيدني بمراسم دخان تقليدية. ولم يكن التضامن الصريح لما لا يقل عن 20 ألف مشارك مع جورج فلويد فقط، ولكن أيضا مع الأستراليين من السكان الأصليين (أبورجيون)، الذين كانوا أيضا ضحايا لعنف الشرطة العنصري. وطالب المتظاهرون بعدم السماح مرة أخرى بمقتل أي شخص منهم في حجز الشرطة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Khan
بريتوريا: بقبضة مرفوعة مثل مانديلا
القبضة المرفوعة في الهواء هي رمز لحركة # BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) لكن الرمز أقدم بكثير؛ فعندما أطلق نظام الفصل العنصري سراح المقاتل من أجل الحرية، نيلسون مانديلا، من السجن في فبراير/ شباط 1990، رفع قبضته في طريقه إلى الحرية، مثلما فعلت هذه المحتجة في بريتوريا الآن. لا يزال البيض يتمتعون بامتيازات في جنوب أفريقيا. إعداد: دافيد إيل/ ص.ش