مستشار ميركل يسخر من تحذير تركيا لمواطنيها في ألمانيا
١٠ سبتمبر ٢٠١٧
وصف بيتر آلتماير رئيس ديوان المستشارية الألمانية الدعوات التي وجهتها الحكومة التركية الى رعاياها في ألمانيا لتوخي "الحذر" وتجنّب التجمعات السياسية خلال الحملات الانتخابية بـ "النكتة السيئة".
إعلان
سخر بيتر آلتماير رئيس ديوان المستشارية الألمانية والشخصية المقربة جدا من المستشارة أنغيلا ميركل اليوم الأحد (العاشر من أيلول/ سبتمبر 2017) من قيام تركيا بتحذير مواطنيها من السفر إلى ألمانيا. وكتب ألتماير في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ردّا على نصائح أنقرة الى رعاياها في ألمانيا "إنذار تركيا لرعاياها هو نكتة سيئة". وأضاف آلتماير أن "اعتقال العديد من الألمان من دون توجيه أي تهمة لهم هو أمر غير عادل. تشبيهنا بالنازيين يدنس شرفنا".
وكانت الخارجية التركية قد حذرت المواطنين الأتراك القاطنين في ألمانيا أو المسافرين إليها على توخي "الحذر والأخذ بعين الاعتبار الوضع في ألمانيا حيث يمكن مواجهة تصرفات أو اعتداءات عنصرية أو معادية للأجانب". وتأتي خطوة أنقرة بعد زيادة تحذيرات وزارة الخارجية الالمانية للمسافرين الى تركيا، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.
وتشهد العلاقات بين البلدين توترا منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو 2016 التي نسبت الى الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة وهو ما ينفيه.
وتندد المانيا من جهتها بشدة بعمليات التطهير التي نفذتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب واعتقال أكثر من 50 ألف شخص بينهم ألمان "لأسباب سياسية"، أحدهم مراسل صحيفة "دي فيلت" في تركيا دينيز يوجيل الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاربعاء بالأسلوب "النازي" تصريحات ميركل ومنافسها مارتن شولتز حول تركيا خلال مناظرة تلفزيونية الاحد الماضي تمهيدا للانتخابات التشريعية المرتقبة في 24 ايلول/سبتمبر.
وخلال المناظرة أكدت ميركل أنها تؤيد وقف مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي مع انقرة على خلفية تزايد الانتقادات الحادة بين البلدين الأساسيين في الحلف الاطلسي.
واعتبر منافس ميركل الاشتراكي مارتين شولتس في تصريحات نشرت على موقع "شبيغل أونلاين" الألماني أن "حكومة أنقرة تفقد توازنها" مضيفا أن "ألمانيا ليست دولة تتقبل الإهانات التي توجهها تركيا إليها".
م.أ.م/أ.ح (د ب أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)