على مدى التأريخ كان العراق خط التماس بين العرب وجيرانهم الامر الذي جعل منه بؤرة توتر تكاد لا تهدأ على مدى القرون.

هذا الوضع نفسه أثر في تركيبة أهل العراق انفسهم وفي علاقاتهم بدول الجوار العربي والاقليمي أيضا وبالتالي يظهر أن العراق سيبقى يتصدر نشرات الاخبار على مدى العقد القادم من الزمان كما تصدرها على مدى العقود الثلاثة الماضية.

اللغط الذي اثير حول تولي الجعفري رئاسة الوزراء للسنوات الاربع القادمة انطفأ بتنحي الرجل عن المنصب... ولكن جدلا من نوع آخر يحتد في الكواليس ويتوزع على حدود العراق بكل الاتجاهات وفي كل دول الجوار.

أياد السعيدي من بغداد وافى البرنامج بتقرير استبين فيه اراء اصحاب القرار السياسي في العراق عن كثب

(اضغط للأستماع: تقرير أياد السعيدي: العراق ليس في معزل عن محيطه)

وأنفرد المحلل السياسي د.عبد الكريم العلوجي المقيم في القاهرة بالرأي أن حكومة الوحدة الوطنية لآتمثل خطوة الى أمام مؤكدا على أن النفوذ الأيراني الى الساحة العراقية كبير الى درجة تهدد مستقبل العملية السياسية برمتها في العراق:

(أضغط للأستماع : عبد الكريم العلوجي: أيران تـؤثر بشكل مدمر على مجريات الواقع السياسي في العراق)

فيما أكد الصحفي السياسي العراقي المقيم في لندن عادل حبه على أن دول الجوار جميعها تتدخل في الشأن العراقي خوفا من أن تتأثر بالتغيير الجاري فيه ولتلهي الولايات المتحدة عن الالتفات اليها

(اضغط للأستماع : عادل حبه: رياح التغيير ستهب ايضا على دول الجوار)

أما محمد الخفاجي في تقريره من بغداد فقد اقترب كثيرا من مركز القرارالسياسي فسأل نوري المالكي رئيس الوزراء المكلف عن تأثير أقامته في سوريا سابقا على علاقة سوريا بالعراق بعد وصوله الى منصب رئيس الحكومة

( أضغط للأستماع : تقرير محمد الخفاجي : القرار يبقى عراقيا)

البروفسور غريغور مايرنغ المتخصص الالماني في شؤون الشرق الاوسط من معهد المجتمع المفتوح والمقيم في عمان ذهب الى أن على العراقيين انفسهم أن يرتبوا بيتهم الداخلي بعيدا عن النفس الطائفي لتنحسر بعد ذلك تدخلات دول الجوار

( أضغط للأستماع : غريغورمايرنغ : على العراقيين أن يبتعدوا عن النفس الطائفي)

خلص البرنامج الى القول أن تشابك المصالح الدولية يتقاطع مع شبكة المصالح العربية والاقليمية،

والوضع السياسي في العراق رغم الانفراج النسبي صار يعاني من حالة احتقان مزمنة....

الوضع بهذا الشكل يجعل ملامح الصورة تشابه ملامح الوضع في فلسطين، الا أن الافق في العراق يبدو ارحب لا سيما وأن الساسة هنا يسعون حثيثا لفتح القنوات التي تنساب خلالها مياه العلاقات التي تكدر لونها في هذه المنطقة.