1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستقبل العراق ومعادلة مصالح دول الجوار

٢٣ سبتمبر ٢٠١٠

يعتقد خبراء أن أوضاع العراق ليست رهن الصراعات الداخلية وحسب، وإنما أيضا بمدى تدخل دول الجوار وتحريكها للخيوط وفقا لمصالحها. وفي حوار مع دويتشه فيله نوه خبيران الى الدور المحوري الذي تلعبه إيران في أوضاع العراق.

نوري المالكي خلال مؤتمر إقليمي حول مستقبل العراقصورة من: AP

"من يعتقد أن مسألة تشكيل حكومة عراقية قضية وطنية عراقية، فهو تصور غير دقيق"، هكذا يصف الدكتور منذر الفضل، الخبير في القانون الدولي وهو سويدي من أصل عراقي، في حوار مع دويتشه فيله الوضع السياسي المعلق في العراق، موجها أصابع الاتهام إلى دول الجوار، وخاصة منها إيران، في عرقلة العملية السياسة في البلاد. "إيران تلعب دورا فاعلا في الشأن العراقي ولها تغلغل خطير جدا على مستقبل العملية الديمقراطية في العراق".

وتبدي دول جوار العراق قلقا متزايدا على مستقبل الأوضاع في هذا البلد، وكان وزراء داخلية دول الجوار، الذي ضم إلى جانب وزراء إيران والسعودية وتركيا وسوريا والأردن، كلا من البحرين ومصر، قد أكدوا في اجتماعهم أمس الأول الإربعاء(23 سبتمبر /أيلول) في المنامة على "ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة عراقية". وشددوا في بيانهم الختامي على ضرورة دعم التعاون الأمني مع الحكومة العراقية لدعم الاستقرار في البلاد، حتى لا "تمتد أسباب عدم الاستقرار لتؤثر على الأمن الإقليمي".

ويكشف البيان الختامي لاجتماع وزراء داخلية بلدان الجوار العراقي، المخاوف الأمنية في المنطقة، خاصة بعد انسحاب جزء من القوات الأميركية من العراق تمهيدا لانسحابها الكامل في العام المقبل. وفي حوار مع دويتشه فيله اعتبر غونتير يوتسه، الخبير الألماني في السياسية الدولية، أن القاسم المشترك لدول الجوار هو "أن يستقر الوضع بعض الشيء في العراق، أي ألا يكون هناك فراغ سياسي، ولكن في الوقت نفسه لا يريدون دولة عراقية قوية."

"سوريا تأثيرها ضعيف في العراق"

"مصلحة سوريا في عراق قوي لحل مسألة اللاجئين العراقيين داخل حدودها"صورة من: picture-alliance/ dpa/ DW-Montage

وبرأي الخبير الألماني غونتير يوتسه، الخبير في الأبحاث حول الأزمات والصراعات الدولية، فإنه ما من مصلحة لسوريا في عدم استقرار الأوضاع في العراق. وفي حوار مع دويتشه فيله، عزا الخبير الألماني، ذلك إلى رغبة دمشق في عودة أكثر من مليون لاجئ عراقي يعيشون على أراضيها إلى بلدهم، نظرا لما يمكن أن يشكله هؤلاء من تحديات أمنية واجتماعية إضافية.

وكان مسؤولون سوريون أكدوا أكثر من مرة أن "على مصلحة بلادهم في عراق مستقر وذلك خوفا من انتقال عدوى العنف إلى داخل الحدود السورية. "لكن سوريا لا تمتلك ذلك النفوذ القوي، الذي يمكنها من التأثيرعلى الأطراف السياسية في العراق"، بحسب يوتسه، الذي عمل لسنوات طويلة كسفير وديبلوماسي، الذي يعتقد أن"الدولة الوحيدة في المنطقة، التي بإمكانها التأثير على الوضع في العراق هي إيران". ويضيف يوتسه: "لكن نفوذ إيران يصبح أكثر قوة كلما كانت الحكومة المركزية في بغداد ضعيفة."

وبرأي الخبير السويدي العراقي، منذر الفضل، فإن إيران ليست اللاعب الوحيد على مسرح الأحداث في العراق بل هنالك"صراع مصالح تقوده إيران وسوريا وهذا ما أخّر إلى حد كبير عملية تشكيل حكومة". فبدورها القيادة العراقية توجه انتقادات إلى دمشق وتتهم أتباع نظام صدام حسين بأنهم يشعلون نيران العنف والإرهاب في العراق انطلاقا من مهجرهم في سوريا.، وهو أمر تنفيه دمشق.

ويؤكد الدكتور منذر الفضل أن دول الجوار، وخصوصا إيران وسوريا، تقوم ب"عرقلة العملية السياسية في العراق كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأميركية"، مشيرا إلى استخدام إيران للملف العراقي كورقة في لعبة الصراع مع الولايات المتحدة وخصوصا بشأن برنامجها(إيران) النووي.

صراع نفوذ سعودي إيراني

"كلما كانت الحكومة المكرزية في بغداد ضعيفة، كلما كان النفوذ الإيراني في العراق قويا"صورة من: AP

غير أن بعض الخبراء يعتقدون غالبية المقاتلين الأجانب، المشاركين في عمليات إرهابية في العراق، لم يأتوا من إيران، ولكن من بلد حليف للولايات المتحدة، وهي السعودية. ويصف خبراء، الدولة السنية بأن لها مصلحة كبيرة في ألا يسقط العراق تحت نفوذ إيران الشيعية، ويشيرون الى التنافس الشديد بين الرياض وطهران من أجل بسط النفوذ على العراق.

لكن يوتسه يؤكد على أن استمرار أعمال العنف في العراق يعود بالدرجة الأولى إلى عجز القوات العراقية الحكومية في السيطرة على الوضع الأمني في البلاد، كما أن المقاتلين، القادمين من السعودية والذين انضموا إلى تنظيمات إرهابية في العراق، لا يأتون للعراق بتشجيع من الحكومة السعودية، وإنما هنالك أطراف أخرى تروج للإرهاب.

ويؤكد الخبير الألماني أن السعودية تحاول الحد من مد النفوذ الإيراني في المنطقة، أيضا لأسباب داخلية، لافتا إلى الأقلية الشيعية، التي تعيش على الحدود العراقية السعودية وهي منطقة ثرية بالنفط، الأمر الذي قد يضر بالمصالح الاقتصادية للبلاد، إذا ما انتقلت عدوى الصراع الطائفي إلى أراضيها.

قلق تركي من إستقلالية الأكراد

تشديد الأتراك الأجراءات الأمنية على حدودهم مع كردستان تحسبا من المتمردين الأكرادصورة من: AP

ويرى الخبراء بأن لتركيا أيضا تأثير في الشؤون العراقية، وإن اختلفت دوافع أنقرة عن بقية دول الجوار فإن لها أهدافها السياسية والإقتصادية. ويقول يوسته "تركيا تسعى بمختلف الوسائل إلى الحيلولة دون أن يتفكك العراق، وذلك خوفا من ألا يحصل إقليم كردستان على الاستقلال، لما لذلك من تأثير على وضع الأكراد داخل حدودها".

ويتزايد القلق في أنقرة في أن تتم الاستجابة لمطالب الكردية بضم كركوك الغنية بالنفط إلى كردستان، خاصة وأن ذلك يعني من المنظور التركي خطوة مهمة نحو الحصول على استقلالية أكبر عن الحكومة المركزية في بغداد.

ولتأمين مصالحها الإقتصادية تسعى تركيا لاستمرار تدفق النفط العراقي إليها، ويدرك الأتراك أن تدهور الأوضاع في العراق يمكن أن يهدد الإمدادات النفطية.

شمس العياري

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW