مستقبل غامض أمام صندوق النقد الدولي بعد اعتقال شتراوس-كان
١٦ مايو ٢٠١١كان للخبر وقع الصاعقة على موظفي صندوق النقد الدولي، ذي البناء المميز في شارع بنسلفينيا أفنيو في واشنطن، على مقربة من البيت الأبيض. وكما تقول إحدى الموظفات "لقد أصبنا بصدمة" وفور وصول خبر اعتقال شتراوس-كان بتهمة التحرش الجنسي تتالت الجلسات الطارئة، وفرض على الموظفين حظر الكلام مع الصحفيين. البنك العالمي الذي يعيش حالياً في حالة صدمة، هو بالذات تلك المؤسسة المالية التي يُنتظر منها أن تبث الثقة في أسواق المال والبورصة، وبشكل خاص في منطقة اليورو. لكن اعتقال رئيسه دومينيك شتراوس-كان أضعفه بشكل كبير.
"غاوي النساء"
وكان شتراوس-كان يتمتع بمركز قوي داخل الصندوق على الرغم من الأوصاف الباريسية التي لازمته حتى بعد انتقاله إلى واشنطن، فدومينيك المعروف بولعه بحياة البذخ والترف، كان يلقب بـ"غاوي النساء"، وكانت علاقته بإحدى الموظفات قد عرضته قبلاً أيضاً إلى مأزق كبير.
يبلغ مرتبه الشهري الصافي حوالي 35 ألف دولار، واستناداً إلى وسائل إعلام أمريكية كان بحوزته اتفاقية خاصة مع شركة الطيران الفرنسية إير فرانس، تضمن له مكاناً من الدرجة الأولى في كل وقت وعلى متن أي طائرة كانت من أسطولها. وفي حي جورج تاون للمشاهير في واشنطن اشترى عقاراً بأربعة ملايين دولار، الأمر الذي ينسجم مع سمعته كأحد نجوم مسرح المال.
مهارة خلال الأزمة
ويجمع خبراء عالم المال الدولي على أن شتراوس-كان تمكن منذ استلامه منصبه في عام 2007 من تحسين سمعة صندوق النقد الدولي بشكل قوي، وأكسب الصندوق في أوقات الأزمة المالية العالمية بالذات، سمعة المنقذ الدولي المرموق. فقد تمكن من إدارة صندوق النقد الدولي بمهارة كبيرة خلال الأزمة، وتمتعت كلمته بوزن كبير في بروكسل وبرلين، فيما يتعلق بحزمة الإنقاذ الخاصة باليونان والبرتغال، وكان أبرز الوجوه في عملية مساعدة اليونان للتغلب على أزمة ديونها.
من سيخلف شتراوس- كان؟
لكن شتراوس-كان لن يمثل بعد الآن صندوق النقد الدولي في الاجتماعات الدولية، هذا على أي حال في المستقبل القريب، أما نائبه جون ليبسكي الذي عُين يوم الأحد في جلسة طارئة سريعة مديراً انتقالياً، فكان قد أعلن قبل أيام قلائل عن عزمه على تقديم طلب للتقاعد في آخر آب/ أغسطس. ويدفع هذا العديد من الخبراء ووسائل الإعلام إلى التساؤل عن مدى تأثير هذه التطورات على مستقبل صندوق النقد الدولي. ويظهر البعض تشاؤماً واضحاً، مثل بوب ديفيز الخبير في ول ستريت جورنال، الذي يقول "إن حدوث الأزمة في هذا الوقت بالذات هو في غاية السوء." ويعني ديفيز أن النتيجة ستكون سيئة جداً لا بالنسبة إلى صندوق النقد الدولي فحسب، إنما أيضاً بالنسبة إلى أوروبا.
رالف سينا/ منى صالح
مراجعة: عماد م. غانم