منذ موسم 2007، يحمل النجم ريبري قميص فريق بايرن ميونيخ، وقد توّج معه بـ16 لقبا. ينتهي عقد اللاعب الفرنسية بنهاية الصيف القادم، لكن لا نية معلنة إلى غاية اللحظة للتمديد، فهل سيكون هذا الموسم خاتمة ريبري مع البافاري؟
إعلان
مستقبل ريبري هو "من أسرار دولة بايرن ميونيخ!"، لم تصدر هذه الجملة عن الصحافة الألمانية كما قد يتوقع البعض، وإنما عن رئيس نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم كارل هاينز رومنيغه بنفسه، ردّاً على السؤال حول مستقبل اللاعب الفرنسي مع الفريق، وما إذا كانت هناك نية لدى النادي لتمديد العقد مع النجم الفرنسي الذي سينتهي الصيف المقبل.
قال رمينيغه الكثير، مثل أن فرانك ريبري من أروع اللاعبين في بايرن، وإنه قضى تسع سنوات ناجحة معه، توّجت بـ16 لقباً بالتمام والكمال، وكل "هذا سيتم الأخذ به مستقبلاً"، يقول رئيس البافاري، مضيفاً أن التفاصيل الأخرى ستتم معالجتها بسرية.
وردّاً على السؤال حول أقصى موعد مقرر لمعالجة الأمر، أفاد الأخير بعبارته الملفتة التي ستبقى عالقة حتما في الأذهان بأن ريبري من "أسرار دولة" البايرن.
تجدر الإشارة إلى أن الجناح الفرنسي الذي بلغ 34 عاماً، سيحتفل في الموسم المرتقب الذي سينطلق على مستوى البوندسليغا رسمياً بعد ثلاثة أيام، بعيد ميلاده العاشر كلاعب بافاري. وقد انتقل إلى ميونيخ قادما من أولمبيك مارسيليا الفرنسي. وحينها كان الأسد أوليفير يحرس عرين الفريق، وأوتمار هيتسفيلد مدرباً له. وهي مرحلة تبدو بعيدة جداً في أيامنا هذه.
فمن الطبيعي أن يشهد البايرن على مدى عقد كامل الكثير من المتغيرات، من بينها أن الجناحين فرانك ريبري والطائر آريين روبين، لم يعدا هما القوة الضاربة للفريق مع تعاقب المدربين كلويس فان خال وبيب غوارديولا على سبيل المثال، قبل أن تستقر المهمة عند الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
وتأتي تصريحات رئيس النادي في وقت دخل فيه ريبري دائرة اهتمام الصحافة والمشجعين بسبب الالتحامات العنيفة التي كان طرفاً مسبباً لها. بداية في مباراة السوبر التي فاز فيها بايرن على وصيف الدوري دورتموند بهدفين دون رد، حيث تسبب ريبري في تدخل قوي بحق فيلكس باسلاك، أثار حفيظة لاعبي دورتموند فطالبوا بطرد الفرنسي. لكن الحكم لم يستجب مكتفياً بتوجيه إنذار لكل منهما.
هذه المخالفة تقبلها المدرب أنشيلوتي على مضض، فتحدث إلى اللاعب بعد المباراة، كما أفصح عن ذلك مضيفاً: "أعتقد أنه فهم جيداً أن مثل هذه الأمور خطيرة جداً وعليه أن يتركها مستقبلاً".
لكن ريبري سرعان ما عاود الكرة، وكان الضحية هذه المرة مدافع فريق يينا ماتياس كونيه في المباراة التي سحق فيها بايرن (0-5) فريق دوري الدرجة الرابعة ضمن منافسات كأس ألمانيا.
على ضوء ذلك لم يطرد حكم المباراة الثانية تورستن كينهوفر ريبري من الملعب، لكنه وصف اللاعب لاحقاً بـ"القنبلة الموقوتة"، وفي الحقيقة "دائماً ما يكون ريبري ضحية لتدخلات عنيفة من قبل الآخرين، لكنه أيضاً يفقد أعصابه بقوة. وهذا ما يستغله المنافسون لكي يفقد أعصابه. إنه تكتيك"، يقول الحكم معللاً بشكل غير مباشر السبب الذي دفعه لعدم طرد ريبري من الملعب.
وبغض النظر عن الانتقادات التي يواجه النجم الفرنسي، والتي حتماً سيتم تجاوزها مع مرور الوقت، إلا أن ما سيبقى قائماً هو السؤال حول مستقبل ريبري مع بايرن. فأنشيلوتي إلى غاية اللحظة بصدد البحث عن القوام الأفضل في خط الهجوم، مع انطلاق حملة بايرن للحفاظ على لقب البوندسليغا للمرة الرابعة على التوالي بمواجهة فيردر بريمن يوم الجمعة المقبل عند افتتاح الموسم (26 أغسطس/ آب 2016).
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
11 صورة1 | 11
ففي خط الهجوم وفي الوقت الحالي يبدو ريبري عنصراً مهماً في ظل إصابة كينغسلي كومان ودوغلاس كوستا وأريين روبن وتحمل ليفاندوفسكي مسؤوليات الخط الأمامي بشكل كامل، بسبب إخفاق متواصل لتوماس موللر على التهديف. لكنه وضع غير مستقر.
الملفت أن إدارة النادي لا تبدو مستعدة للتمديد في الوقت الحالي لا لريبري ولا لزميل دربه آريين روبن، مشددة عند كل مناسبة أن ذلك سيحدث في الوقت المناسب. أما من جانبه، فيرغب اللاعب الفرنسي في البقاء في ميونيخ، حيث "يعرف الجميع ويعرفه الجميع". وذلك في رسالة واضحة أرسلها لإدارة فريقه عبر حوار أجراه مؤخرا مع موقع "شبورت 1" الألماني.