مستوى قياسي... الجنيه المصري يخسر ثلث قيمته أمام الدولار
٦ مارس ٢٠٢٤
هوى الجنيه المصري إلى مستوى قياسي أمام الدولار إلى ما يقارب 50 جنيهاً لكل دولار. فهل ينقذ الاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي الذي سيتم بموجبه زيادة قرضه الممنوح لمصر من ثلاثة مليارات دولار إلى ثمانية البلاد من أزمتها؟
إعلان
خسر الجنيه المصري ثلث قيمته في مقابل الدولار الأربعاء (السادس من آذار/مارس 2024) بعدما رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة لتسجل معدلات قياسية للإيداع والإقراض، وتزامناً مع ذلك وقعت الحكومة المصرية اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي الذي وافق بموجبه على زيادة قرضه الممنوح للقاهرة من ثلاثة مليارات دولار إلى ثمانية.
وبنهاية تعاملات اليوم في المصارف أقفل سعر الدولار على 49,5 جنيهاً مصرياً، مقابل 30,8 جنيهاً حتى صباح الأربعاء.
كذلك، رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بواقع ست نقاط لتسجل معدلات قياسية للإيداع (27,25%) والإقراض (28,25%).
وفي بيان الأربعاء أكد المركزي المصري على "السماح لسعر الصرف أن يتحدد وفقاً لآليات السوق"، مشيراً إلى أهمية "توحيد سعر الصرف ... في أعقاب إغلاق الفجوة بين سعر صرف السوق الرسمي والموازي". وأوضح البنك في بيانه أن "الاقتصاد المحلي تأثر في الآونة الأخيرة بنقص الموارد من العملات الأجنبية، ما أدى إلى ظهور سوق موازية لسعر الصرف وتباطؤ النمو الاقتصادي".
وفي مؤتمر صحافي الأربعاء أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بحضور ممثلين عن صندوق النقد، أن حكومته "وقعت اتفاقاً" مع صندوق النقد الدولي يقضي برفع قيمة قرضه لمصر من 3 مليارات إلى 8 مليار دولار.
واعتمدت مصر لسنوات طويلة على التمويل الممنوح من صندوق النقد الدولي عبر القروض أو على ودائع الحلفاء الخليجيين. وكان آخر هذه القروض في عام 2022 حين وافق صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار على مدى 46 شهراً وتم صرف الدفعة الأولى منه بقيمة 347 مليون دولار.
أزمة مركبة
وتمر مصر بإحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها بعدما سجّل معدل التضخم السنوي مستوى قياسياً مدفوعاً بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظل استيراد القسم الأكبر من الغذاء.
كذلك، زادت ديون مصر الخارجية أكثر من ثلاث مرات في العقد الأخير لتصل إلى 164,7 مليار دولار.
ولكن في أواخر الشهر الماضي، أعلن مدبولي أن الإمارات العربية المتحدة ستضخ "35 مليار دولار استثمارات مباشرة" في غضون شهرين في مصر، بموجب اتفاق وقع بين الحكومتين المصرية والإماراتية ل"تنمية 170,8 مليون متر مربع في منطقة رأس الحكمة" على البحر المتوسط بشمال غرب مصر. وأشار إلى أن هذه الأموال "ستستخدم في حل الأزمة الاقتصادية" و"ستساهم في حل" مشكلة النقد الأجنبي في البلاد.
ومطلع الشهر الحالي، تسلمت مصر الدفعة الأولى المتفق عليها من قبل البلدين والمقدرة قيمتها بـ15 مليار دولار، هي 10 مليارات سيتم تحويلها مباشرة إضافة إلى 5 مليارات تشكل جزءاً من وديعة اماراتية لدى البنك المركزي.
الشهر الماضي خاطب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين بمناسبة عيد الشرطة، وقال "دائماً كان الدولار يمثّل مشكلة في مصر". وتابع "إذا لم تصبح الموارد بالدولار أكبر أو تساوي الإنفاق بالدولار.. ستكون هذه المشكلة دائماً".
وأرجع السيسي الأزمة إلى أن الحكومة "تشتري خدمات بالدولار وتبيعها للمواطن بالجنيه"، مشيراً إلى أن الدولة تتكلّف ثلاثة مليارات دولار شهرياً لتدبير السلع الأساسية والوقود والغاز الطبيعي.
ويعاني المصريون في حياتهم اليومية بسبب عدم القدرة على تدبير ما يحتاجونه من العملة الأميركية عبر المصارف. وأصبحت تعاملاتهم الالكترونية تقتصر على الدفع بالعملة المحلية، حتى أن الأزمة امتدت إلى عدم القدرة على سداد اشتراكات التطبيقات البسيطة مثل منصات "نتفليكس" أو "شاهد".
كذلك فرضت البنوك حدود سحب للنقد الأميركي بالنسبة للمصريين المسافرين إلى الخارج لتسجل أقل من مئة دولار للشخص في الشهر للمصارف العامة، بينما تزيد إلى 250-300 دولار بالنسبة لعملاء البنوك الخاصة.
ومؤخراً ساهم اضطراب الملاحة في البحر الأحمر بسبب هجمات اليمنيين الحوثيين على السفن على خلفية الحرب في قطاع غزة، في حدة الأزمة بعد تراجع عائدات قناة السويس بنسبة تراوحت بين 40 و50%، وهي أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر.
خ.س/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
يوميات النيل.. معرض يرصد حكايات من النهر العظيم
يستضيف معهد غوته بالقاهرة معرض "يوميات النيل" لمصورين وصحافيين من دول حوض النيل، رصدوا على مدار 3 سنوات من خلال عدسات كاميراتهم، حكايات وأحداث مختلفة وقعت على ضفاف النيل، والتحديات التي تواجهه كالتغير المناخي والتلوث.
صورة من: Asmaa Gamal/EverydayNile.
حكايات من ضفاف النهر
مبادرة EverydayNile "يوميات النيل" انطلقت قبل 3 سنوات بهدف رسم خريطة بصرية معلوماتية عن مجتمعات دول حوض النيل، وكسر الصور النمطية عنها، واستكمال الحكايات المنقوصة عن النيل والتعرف على الآخر. افتتح معرض المبادرة في 15 يونيو/ حزيران، في معهد غوتة بوسط القاهرة، ويستمر حتى 20 يوليو/ تموز 2022.
صورة من: Roger Anis/EverydayNile
رحلة إلى الجذور
عادت المصورة أسماء الجعفري إلى مسقط رأسها في أقصى جنوب مصر مدينة إدفو بأسوان، لتنقل حكايات قبيلتها "الجعافرة" في قريتها مع النيل، وكيف هاجر غالبية أبناء القرية إلى محافظات أخرى بحثا عن الرزق، تاركين خلفهم مهنة الأجداد "زراعة قصب السكر" التي تحتضر.
صورة من: Asmaa Gamal/EverydayNile
ما بعد الفيضان
لم تكن الفيضانات التي ضربت السودان في صيف 2020 عادية، فقد اجتاحت 16 ولاية وخلفت 103 قتلى وانهارت الآلاف من المنازل وتضرر أكثر من نصف مليون شخص بينهم السيدة سمية محمد (55 عاما) التي عادت لتجمع ما تبقى من أشياء في بيتها "المهدوم" بقرية الجماير.
صورة من: Roger Anis/EverydayNile
متى تأتي محطات المياه
يجد سكان جوبا عاصمة، جنوب السودان، صعوبة في الحصول على المياه النظيفة بسبب عدم الاستقرار ونقص الاستثمار في قطاع المياه. وفي الوقت الذي يعتمد فيه سكان المدينة على صهاريج المياه، يتنتظرون أن تحل محلها محطات للمياه، تؤمن حاجتهم من المياه النظيفة.
صورة من: Diing Magot/EverydayNile
نهر النيل الشاهد الصامت
يعد نهر النيل أطول أنهار العالم، له رافدان رئيسيَّان: النيل الأبيض ينبع من جنوب رواندا، والنيل الأزرق من أثيوبيا. في عام 1937 قطع المستكشف الألماني بوركهارت فالديكر نحو 7 آلاف كيلومتر سيرا على الأقدام لمدة 4 سنوات، بين مصب النيل بمصر ومنبعه في بوروندي، ليبني في نهاية المطاف هرما صغيرا بات معلما سياحيا في المنطقة.
صورة من: Helena Kreiensiek/EverydayNile
المياه سلعة نادرة!
سكان غوما بدون مياه صالحة للشرب، بعد أن تسبب بركان جبل نيراغونغو في مقاطعة شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية في مايو/أيار 2021 في إذابة خزانات المياه الخاصة بهم. كما تلوثت البحيرات والبرك ومياه الأمطار بفعل الحمم البركانية والرياح الملوثة.
صورة من: Guerchom Ndebo/EverydayNile
الفيضانات لا ترحم
تعد منطقة غامبيلا واحدة من الولايات الإقليمية في إثيوبيا، التي تضررت بشدة من الفيضانات السنوية. وتسببت في عام 2020 تلك الفيضانات في نزوح نحو 12 ألف شخص من المقاطعة وتدمير المحاصيل، كما أثرت على أعمال الصيد لـ "عمان عكاشي وأوموت أوموت".
صورة من: Martha Tadesse/EverydayNile
انجراف "الذهب الأزرق"
يسمي الإثيوبيون النيل الأزرق (أكبر رافد رئيسي لنهر النيل) بنهر "أباي" أو الذهب الأزرق بسبب لونه الأزرق الداكن نتيجة الطمي الثقيل الذي جرفته المياه من أراضي إثيوبيا الخصبة، لكن استمرار انجراف الأرض عند المنبع قد يشكل تهديدا لمشروع سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا
صورة من: Mekonnen Teshome Tollera/EverydayNile
الحد من انجراف "الذهب الأزرق"
لا يزال التحدي الرئيسي أمام إثيوبيا، يكمن في تقليل تآكل وتعرية الأراضي وإحياء الغابات، لأن إزالة الغابات في نهر غاما أدت إلى تسريع وتيرة انجراف وتعرية التربة في المرتفعات. لهذا أطلقت إثيوبيا حملة لزراعة 22 مليار شتلة في غضون 4 سنوات لتثبيت التربة.
صورة من: Martha Tadesse/EverydayNile
مدينة الأشباح في جزيرة روزينغا
يعتمد سكان جزيرة روزينغا على صيد الأسماك كمصدر أساسي للدخل، إلا أن التنوع السمكي في البحيرة يتأثر ويتراجع بسبب تأثيرات تغير المناخ في كينيا مثل زيادة منسوب البحيرة وارتفاع حرارتها، والصيد الجائر والتلوث.
صورة من: Tony Wild/EverydayNile
كي تصبح جزيرة روزينغا صديقة للبيئة
تسبب شيوع استخدام مصابيح الكيروسين سابقا أثناء الصيد ليلا، في تدهور النظام البييئ في بحيرة فيكتوريا بسبب تسرب وانسكاب زيوتها في الماء. لكن الآن تعد المصابيح الشمسية بديلا آمنا لتحسين معيشة الصيادين والحفاظ على صحتهم، بل ويمكنهم الاستعانة بها لإنارة منازلهم على الجزيرة. إعداد: محمد مجدي.