مستويات ثاني أكسيد الكربون هي الأعلى منذ ثلاثة ملايين سنة
٦ أبريل ٢٠١٩
أكد باحثون أن معدلات تركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هي الأعلى منذ ثلاثة ملايين سنة، ما يحتّم بارتفاع حرارة الكوكب. وذكرت الدراسة أن التخلي عن حرق مصادر الطاقة الأحفورية يمكنها إنقاذ حياة ملايين البشر سنويا.
إعلان
بات تركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، المسؤول الأكبر عن إحترار المناخ، في أعلى مستوياته منذ ثلاثة ملايين سنة، ما يحتّم ارتفاع حرارة الكوكب ومستوى المحيطات، بحسب تحذيرات باحثين. وكان العلماء يظنون أن المستوى الحالي لثاني أكسيد الكربون الذي يتخطّى 400 جزء بالمليون بقليل، ليس أعلى من ذاك الذي كان سائدا قبل 800 ألف سنة، وهي فترة تخللتها موجات برد وحرّ شهدها كوكب الأرض.
غير أن عينات جليد جوفية ورواسب بحرية مستخرجة من الموقع الأكثر برودة في الكوكب كشفت أن عتبة 400 جزء بالمليون قد تمّ تخطّيها آخر مرّة قبل ثلاثة ملايين سنة، خلال العصر البيلوسيني. وكانت الحرارة وقتها أعلى بثلاث إلى أربع درجات مئوية.
وتم التوصل لهذه النتائج بواسطة نموذج مناخي جديد طوّرة معهد "بوتسدام البحثي". وقال ماتيو فيلايت الباحث في المعهد والقيّم الرئيسي على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها هذا الأسبوع إن "أواخر العصر البيلوسيني قريبة نسبيا من عصرنا من حيث مستويات ثاني أكسيد الكربون". وأردف "تدفعنا نماذجنا للظنّ أنه لم يكن من دورة جليدية أو غطاء جليدي كثيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في ذلك العصر، إذ إن مستويات ثاني أكسيد الكربون كانت مرتفعة جدا".
الكوكب الأرضي مهدد بالاندثار في ظل تغير المناخ
02:11
وفي العام 2015، أبرمت الأسرة الدولية اتفاق باريس حول المناخ الذي ينصّ على حصر الاحترار بدرجتين مئويتين أو 1,5 درجة إن أمكن نسبة إلى الحقبة ما قبل الصناعية.
لكن في العام 2017، بلغت انبعاثات غازات الدفيئة مستويات هي الأعلى في تاريخ البشرية وفي حال اكتفى العالم بالالتزامات المتفق عليها في باريس، فإن الحرارة سترتفع بمعدّل 3 درجات مئوية.
وكانت دراسة دولية أكدت أن التخلي عن حرق مصادر الطاقة الأحفورية يمكن أن يؤدي لتجنب نحو 6ر3 مليون حالة وفاة سنويا على مستوى العالم. وتوصل الباحثون تحت إشراف يوس ليليفِلد من معهد ماكس بلانك للكيمياء بمدينة ماينز الألمانية، إلى هذه النتيجة من خلال عدة نماذج محاكاة حاسوبية.
وأشار فريق الباحثين الدولي إلى أن مصادر الطاقة الأحفورية مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي هي السبب في نحو ثلثي (65%) من تلوث الهواء على مستوى العالم، وذلك حسبما جاء في الدراسة التي نشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة "بروسيدنجز" الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية للعلوم. وأشار الباحثون إلى مصادر أخرى للتلوث، ومنها على سبيل المثال المجال الزراعي وحرق الكتل الحيوية، والغاز العضوي إضافة إلى غير ذلك من الانبعاثات الصناعية الضارة بالبيئة.
ع.أ. ج (أ.ف ب، د ب ا)
وداعا لعام التغيرات المناخية الكبيرة
الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وفضيحة التلاعب ببيانات الانبعاثات الغازية، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية في أستراليا، هذه الأحداث قد تكون الأهم فيما يخص البيئة والمناخ في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/H. Bäsemann
في شهر كانون الأول/ يناير 2016 ذكر علماء البيئة أن عام 2015 كان العام الأشد حرارة منذ البدء بتسجيل بيانات الطقس. لكن عام 2016 سجل درجات حرارة أعلى من سابقه واستمرت درجات الحرارة فيه بالارتفاع. ومقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية (حتى منتصف القرن التاسع عشر)، ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 1.2 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/H. Bäsemann
الكثير من الاختبارات في عام 2016 كشفت عن تلاعب أغلب الشركات المصنعة للسيارات ببيانات الانبعاثات الغازية لسياراتها التي تسير بمحركات ديزل. وسكان المدن كانوا الأكثر تضررا من هذه الانبعاثات التي رفعت مستويات الإصابة بعدة أمراض، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفاة في المدن.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildenbrand
الحاجز المرجاني العظيم في استراليا هو الأكبر في العالم، ويوجد فيه 400 نوع من الشعب المرجانية ونحو 1500 نوع من الأسماك، وحوالي 4000 نوع من الرخويات. وتم تصنيف الحاجز المرجاني كمحمية طبيعية من قبل الأمم المتحدة. لكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بدأ يؤثر على الشعب المرجانية في استراليا، وصارت ظاهرة "تبييض الشعب المرجانية" تهدد وجود الحاجز المرجاني والحياة فيه.
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تعد مبيدات "غليفوسات" من أكثر المواد المستخدمة في مبيدات الأعشاب، لكن هنالك جدلا حول استخدام هذه المادة وخاصة خطورتها على الصحة وإمكانية تسببها في أمراض السرطان، نقلا عن بيانات "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان". الاتحاد الأوروبي قرر في منتصف عام 2016 تجديد الترخيص لاستعمال مبيدات "غليفوسات" لغاية نهاية 2017، ومن ثم انتظار نتائج دراسات جديدة حول مخاطره.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
دخل الطياران السويسريان بيكارد و بورشبرغ التاريخ، عندما أنجزا رحلة "سولار إمبالس 2" حول العالم في عام 2016. و"سولار إمبالس 2" تطير بدون أي وقود وتعمل محركاتها الأربعة بالطاقة الشمسية التي تجمعها أكثر من 17 ألف خلية شمسية مثبتة على أجنحتها. وتعتمد الطائرة على الطاقة الشمسية التي تجمعها طوال اليوم وتخزنها بطارياتها لتوليد الطاقة اللازمة للطيران أثناء الليل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Solar Impulse/HO/J. Revillard
مشاكل التلوث البيئي بدأت بالتفاقم في 2016، ويعتقد أن نحو 90 من سكان العالم يعانون من توابع تلوث الهواء. وحسب دراسة صادرت من منظمة الصحة الدولية يموت سنويا نحو 6 ملايين شخص بسبب تلوث الهواء، وخاصة في المدن. ويعد الفحم ومشتقاته والانبعاثات الناتجة عن المواصلات وحرق الخشب من أكثر المسببات لتلوث الهواء.
صورة من: Reuters/G. Blevins
الصين والولايات المتحدة تصادقان على اتفاقية باريس للمناخ، وهما البلدان المسؤولان عن 40 بالمائة من الانبعاثات الكربونية في العالم. وينص اتفاق باريس على موافقة الدول الموقعة على خفض انبعاثات الغازات الضارة التي تنتجها إلى مستوى لا يؤدي إلى رفع درجات الحرارة إلى أكثر من درجتين مئويتين بالمعدل. ووقعت 118 دولة الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
صورة من: Reuters/D. Sagolj
انباعاثات الطائرات هي أحد أسباب تقلص وتآكل طبقة الأوزون الحامية للأرض. وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وقعت 191 دولة في مونتريال على اتفاقية لخفض الغازات المضرة بالأوزون. وستبدأ المشاريع الجديدة لتقليل الأضرار بالأوزون في عام 2021.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Mori
وفي اتفاقية المناخ في مراكش المغربية أعلنت 45 دولة عن تخليها عن الفحم كمصدر للطاقة والاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية. وكانت المغرب قد افتتحت أكبر حقل لإنتاج الطاقة الشمسية فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقبيل انتهاء ولايته الثانية، وضع المناطق القطبية الشمالية التابعة للولايات المتحدة تحت الحماية البيئية لمنع إصدار تراخيص للبحث عن النفط فيها. وقررت الحكومة الكندية كذلك وضع المياه التابعة لها في المنطقة القطبية الشمالية تحت الحماية البيئية. حماة البيئة رحبوا بهذه القرارات، بينما امتعضت شركات النفط العملاقة منها.
الكاتب: غيرو رويتر، إرينة بانوس رويز/ زمن البدري