مسجد سيهيتليك: رمز للارتباط بالوطن والهوية الإسلامية
٤ أبريل ٢٠٠٦ظاهرة لم تكن تخطر ببال الألمان قبل سنوات وهي أن ينادي المؤذن للصلاة في المدن الألمانية خمس مرات في اليوم، إلا أن ذلك لا يتم إلا في مناطق غير مأهولة بالسكان في أطراف المدن النائية الى حد ما أو في مناطق صناعية لن يحدِث صدى الأذان أي إزعاج للعاملين فيها. ويولي المسلمون في أوروبا أهمية ليس فقط لممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة، وإنما لشكل المكان الذي يؤدون فيه صلواتهم. ولذلك يركز المسلمون على بناء مساجد ذات طابع إسلامي مع قبب مزخرفة ومآذن مرتفعة وكأنهم يريدون التأكيد على حقهم في ممارسة ديانتهم وإظهار تقبل المجتمع المضيف لذلك.
الطابع الإسلامي للمساجد
يتزايد عدد المساجد المبنية على الطراز المعماري الإسلامي في ألمانيا، فاليوم يوجد أكثر من 70 مسجداً تعلوها قبب ومآذن كما هي مألوفة في بلاد الشرق الإسلامي. وقد وعى رجل الأعمال التركي أحمد أكبابا لرواج فكرة بناء المآذن، فقام بتأسيس شركة معمارية متخصصة في ذلك واتخذ من مدينة ايسين الواقعة في غرب ألمانيا مقرا لشركته. واستغل رجل الأعمال التركي، الذي بدأ حياته العملية بممارسة مهنة النجارة، افتقار الشركات المعمارية الألمانية للخبرات العملية في هذا النوع من البناء، فكانت الفرصة مواتية لشركته لاستغلال الفراغ الناشئ في هذا القطاع من السوق. عندما حصل أكبابا على أول عطاء من قبل النادي الثقافي الإسلامي التركي في مدينة مونشينغلادباخ لبناء مئذنة للمسجد المقام في تلك المنطقة، قام أكبابا بالبحث عن عناصر الفريق الذي سيقوم بأداء هذه المهمة بعناية ودقة. ففي بلده الأصلي تركيا ضم رجل الأعمال التركي الى فريق عمله رجلا متخصصا في بناء المآذن ولدية خبرة طويلة في هذا المجال حصل عليها بالتوارث من جيل إلى جيل. لكن ما تعلمه وطبقه في تركيا قد لا يؤخذ به في ألمانيا التي تضع قيودا معينة تتعلق بارتفاع وعرض وشكل البناء وتناسبه مع الأبنية المجاورة.
لا يوجد من حيث المبدأ قيود خاصة وتعليمات دينية محددة بشأن هيكل وشكل المساجد والمآذن التي تبنى في الدول الإسلامية، ولكن يجب أن يراعى وجود الهلال على رأس المئذنة وان يكون اتجاهه صوب الكعبة، وهذا بحد ذاته أصبح بمثابة العرف الذي يؤخذ به في كل بناء. وما عدا ذلك فان الباب مفتوح للخيال الهندسي المعماري في إطار قواعد البناء المعمول بها في البلد المعني.
المآذن ترويج للإسلام
تعد الجالية المسلمة في ألمانيا ثاني أكبر طائفة دينية بعد المسيحية. ومع تزايد عدد أفراد هذه الجالية باستمرار، تزداد معها حاجة الجالية الإسلامية إلى مساجد جديدة. وهذا يعني ان شركة أحمد أكبابا لن تعاني في الفترة القادمة من قلة المشاريع المتعلقة ببناء مآذن للمساجد القائمة. ويرى رجل الأعمال التركي أن فكرة بناء المآذن تحمل في طياتها أيضا مفهوم دعم وترويج الدين الإسلامي في أوروبا كما أنها تساهم في غرز شعور الارتباط بالوطن لدى مسلمي أوروبا. أحمد اكبابا قال في هذا السياق: "لقد أدركنا جيدا ان قدرنا هو ان نعيش في هذا البلد ألمانيا، وهذا يتطلب منا إنشاء مركز للتلاقي والتواصل الاجتماعي، مركز يكون على درجة من الجمال والعظمة بحيث يرقى لأن يكون بيتا من بيوت الله. وبذلك يمكننا أن نقدم صرحا بهيا يمكن ان تفتخر به ألمانيا الدولة والحضارة."