1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسجد طيبة - من دار للعبادة إلى مركز "للمتطرفين والجهاديين"

٩ أغسطس ٢٠١٠

أكدت السلطات الأمنية في هامبورغ أنها قررت حظر الجمعية العربية الألمانية "طيبة" وإغلاق المسجد التابع لها بتهمة الترويج للتطرف والإرهاب. خبير ألماني في قضايا الإرهاب يؤكد أهمية هذا القرار لما يشكله التطرف من تهديد للأمن.

السلطات الألمانية بعيد إغلاقها مسجد طيبة في هامبورغ بسبب تحويله إلى مركز للمتطرفينصورة من: picture alliance/dpa

بعد مرور نحو تسعة أعوام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 أغلقت أجهزة الأمن في ولاية هامبورغ الألمانية مسجد "طيبة"، الذي كان يتردد عليه عدد من منفذي الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومن بينهم محمد عطا، بحسب مصادر أمنية ألمانية. كما فرضت السلطات الألمانية حظرا على الجمعية العربية الألمانية "طيبة"، الذي يتبع المسجد الذي كان يحمل سابقا اسم "القدس" لها. ويصف مانفريد موك، من جهاز الاستخبارات الداخلية التابعة لولاية هامبورغ، المسجد بأنه تحوّل "إلى مركز للتطرف والمتطرفين"، ويضيف: " كما تحوّل بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول إلى مكان مقدس بالنسبة للجهاديين في كافة أنحاء ألمانيا وحتى خارجها بسبب تردد منفذي العمليات الإرهابية عليه". وأكد كريستوف آلهاوس، المسؤول عن الشؤون الأمنية في ولاية هامبورغ، على أهمية قرار الحظر بالقول: "لا يمكننا السماح بوجود منظمات تنتهك - وبصفة عدوانية- مبدأ دعم التفاهم بين الشعوب وترفض مبادئنا الأساسية". وأضاف: "نرفض وجود مكان للقاء أشخاص يريدون فرض فكرهم الإسلامي المتطرف داخل مجتمعنا حتى بالعنف". وصرح المسؤول الألماني: "أغلقنا مسجد طيبة لأن شبانا يلقون فيه التشجيع على التعصب الديني". وشدد على أن "جمعية "طيبة" تستغل دولة القانون الديمقراطية للتجنيد من أجل الجهاد".

قرار بموجب تخويل قضائي

صورة أحد الأشخاص، الذين ظهروا على شريط فيديو يدعو للإرهاب على الانترنت، والذي تقول السلطات الألمانية إنه كان من ضمن المجموعة التي كانت تتردد على المسجد بصفة منتظمةصورة من: AP

ويعزو لوتار بيرغمان، من المكتب المركزي لمكافحة الإرهاب، قرار إغلاق المسجد وحظر جمعية "طيبة" في هذه الفترة بالذات إلى النظام القانوني المعقد في ألمانيا، بحيث قال: "كان يتعين علينا إقناع القضاء بأن ما نعتزم القيام به يتوافق مع القوانين، وهذا الأمر يستغرق شهورا طويلة في قضية كقضية إغلاق المسجد". وكانت ردة فعل القائمين على جمعية "طيبة" والمسجد التابع لها على قرار الإغلاق والحظر، الإعلان بأنهم "كانوا يعتزمون على أية حال الانتقال إلى مكان آخر"، مشيرين إلى أن "عقد الإيجار قد انتهى منذ شهر آذار/ مارس الماضي". كما أكدوا على أن الجمعية "مفلسة". وحسب بيرغمان تعذر على الجهات الألمانية المختصة الحصول على المزيد من المعلومات، خاصة بعد أن تم حجب الموقع الالكتروني الخاص بالمسجد.

من جهته، يرى ألبريشت ماتسغير، كاتب وصحفي ألماني متخصص في قضايا الإرهاب، في حديث لدويتشه فيله، أن الصدفة لم تكن وراء قرار إغلاق المسجد وحظر جمعية "طيبة". ويقول: "ساد الاعتقاد عقب الحادي عشر من سبتمبر بأن الهدوء ربما قد يعود إلى مسجد طيبة، الذي بقي منذ ذلك الحين تحت المراقبة المستمرة من قبل أجهزة الأمن الألمانية". وأوضح أن السلطات "قرعت أجراس الخطر عندما التحق عدد من "الجهاديين"، الذين يترددون على المسجد، بمعسكرات تدريب إرهابية في باكستان. وبالفعل ذكرت أجهزة الاستخبارات الداخلية في ولاية هامبورغ أن المسجد كان يشكل مركز لقاء "لمجموعة غادرت ألمانيا خلال ربيع العام الماضي للمشاركة في المعارك على الحدود الباكستانية الأفغانية". وأفادت أن نحو 45 إسلاميا متطرفا كانوا يرتادون مسجد "طيبة" قبل حظره، مؤكدة على " أن واحدا على الأقل من هؤلاء الأشخاص التحق بـ "الحركة الإسلامية في أوزبكستان"، وظهر في شريط دعائي لها على الانترنت.

"سحب البساط من تحت أقدام المتطرفين"

السلطات الألمانية أفادت بأن قرار إغلاق مسجد الطيبة لم يكن بمحض الصدفة وإنما بتخويل قضائيصورة من: AP

على ضوء ذلك هل يشكل إغلاق مساجد على غرار مسجد "طيبة" الحل الأفضل للقضاء على التطرف والتفكير الجهادي الإرهابي؟ "لا يعني إغلاق المسجد بالضرورة القضاء على خلية الجهاديين في هامبورغ، بل قد يصبح من الصعب مراقبة هؤلاء، الذين ربما يواصلون أعمالهم في أماكن خاصة، في غرف أو منازل بعيدا عن أنظار أجهزة الأمن"، هكذا يصف ماتسغير قرار السلطات الأمنية. ولكنه أكد في الوقت نفسه على أنه من خلال إغلاق المسجد يتم "سحب البساط من تحت أقدام الجهاديين وأولئك الذين يروجون للتطرف والإرهاب". ويشدد ماتسغير على أن ألمانيا، التي تشارك في قوة إيساف في أفغانستان، مستهدفة من قبل الإرهابيين المتطرفين، مؤكدا على أن البلاد "حالفها الحظ حتى الآن". وبالفعل سجلت محاولات لتنفيذ عمليات إرهابية فاشلة على الأراضي الألمانية، على غرار محاولة شابين لبنانيين تفجير قطارات في غرب البلاد عام 2006. وحكم على أحدهما بالسجن في ألمانيا والثاني في لبنان. وفي آذار آذار/مارس حُكم على ألمانيين اعتنقا الإسلام بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و12 عاما لتخطيطهما تفجيرات ضد مصالح أميركية في ألمانيا. ويشدد ماتسغير على أن ألمانيا "لا تزال مستهدفة من قبل المتطرفين والجهاديين"، لافتا إلى أن السلطات الأمنية تواجه "تحديا كبيرا يتطلب منها الحيطة واليقظة".

الكاتبة: آستريد كورال / شمس العياري

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW